فيلادلفيا نيوز
تصمم حكومات العالم ، التي تركز على التطوير من اجل المستقبل ، منظومات متكاملة للعمل محورها الابتكار الحكومي و الوطني بشكل عام . الابتكار هو اعادة التفكير، او اعادة هندسة ، مجمل الخدمات و الاجراءات و السياسات للتأكد من ملائمتها للاهداف الموضوعة و تحقيقها لطموحات الناس . و الابتكار لا ينحصر في استخدام التكنولوجيا الحديثة ، بل هو اسلوب عمل يركز على انتاج قيمة مضافة حقيقية من جميع الاوجه .
هناك تجارب دولية و اقليمية كثيرة و متميزة يمكن الاستفادة منها. فقد مكن الابتكار حكومات عديدة من رفع الاداء و خفض النفقات و تحقيق نتائج مبهرة. فهل لنا ان نتعلم من تلك التجارب في تصميم مساحات للابتكار الوطني و على مستوى الاردن ككل ؟ الا يمكننا تفعيل اليات تشرك كافة فئات المجتمع في جهد يحول الاردن بأكمله الى مختبرات للابتكار تطبق الافكار الخلاقة و تستخدم التطبيقات الذكية و بتكلفة مستدامة ؟
نعلم جميعا بان الاردن يزخر بالمبدعين و المبتكرين ، فكيف استفدنا من قدراتهم ليكونوا عماد النهضة الشاملة التي نأمل بها جميعا ؟ هل يمكن لنا ان نشكل مجموعات عمل ابتكارية في المدن و الارياف و البوادي تمثل محركات نمو لامركزية مبدعة و منتجة تصنع اردن المستقبل ؟
في نتائج المؤشر العالمي للابتكار لعام 2019 كان ترتيب الاردن 86 من اصل 129 دولة . نقطة بداية قد تكون بان نشكل فريق عمل يحلل عناصر المؤشر و مدخلاته ثم نضع لانفسنا هدفا كميا واضحا كأن نصل الى ترتيب 50 على المؤشر خلال ثلاثة اعوام كمرحلة اولى . يتبع ذلك خطة عمل تفصيلية تشمل كافة القطاعات ، و يتم متابعتها بشكل دوري مع اعلان مستمر عن تطور الاداء .
احد الحلول لتحدياتنا الاقتصادية و الادارية هو الابتكار الوطني ، و تجارب الدول اثبتت ذلك و علينا ادراك هذه الحقيقة و سريعا . من معايير نجاح حكومات العالم اليوم هي القدرة على تأسيس بيئة ممكنة و مستقطبة للابتكار. فهل من مبادرة ؟