فيلادلفيا نيوز
ينسب الى وينستون تشرتشل قوله بما معناه ان الخسارة الكبيرة هي ان تدع اي ازمة تمضي من غير ان توظفها للفائدة . فرصة هائلة تلك التي قدمتها لنا الكورونا ، و مع كل المشاكل و التحديات التي صاحبتها . اذا وصلنا الى درجة التعود مع كورونا و ما بعدها من غير ان نستغل البيئة المصاحبة لاجراء تغييرات جوهرية في حياتنا كافراد و مؤسسات و مجتمعات ، نكون كمن لا ظهرا ابقى و لا ارضا قطع .
على المستوى الوطني و الحكومي ، لدينا نافذة مواتية لصياغة مشروع نهضوي اردني حقيقي و شامل يشكل نقلة نوعية و استراتيجية . لن تتكرر هذه الفرصة الذهبية ببساطة و من الخطورة اضاعتها . الظروف النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية المصاحبة للازمة موائمة للتغيرات الجذرية اذا تم انتهازها .
من الضروري ان تكون المراجعات شاملة لانماط الحياة و الاستهلاك ، و الممارسات الاجتماعية و النظم الادارية و السياسات الحكومية . اذا لم تساعدنا ازمة بحجم الكورونا على حسم الخيارات الوطنية الكبرى و رسم مسارات المستقبل ، فلن يكون لدينا فرص اخرى سانحة. ان توظيف العلم يجب ان يكون في صلب كل ما نقوم به . فالسياسات العامة المستنيرة ركيزتها الحقائق و البيانات و التحليل العلمي الدقيق ، و الاستناد الى اراء اهل المعرفة .
المستقبل لن يتنظرنا. المراجعات الشاملة تحتاج الى ابتكار و علم. الخشية هي ان نتأخر في المبادرة ، و يبدو اننا قد تأخرنا فعلا و الوقت يمضي بسرعة. بالرغم من كل ما جرى خلال الاشهر القليلة الماضية حول العالم ، و في الاردن ، من احداث كبيرة و تداعيات هائلة ، فاننا لا نزال نسير على نسق الماضي و هنا تكمن الخطورة. التحديات استثنائية ، و الحلول لا زالت عادية. علينا ان نصحو و ان نتحرك .