فيلادلفيا نيوز
من نتائج الثورة العربية الكبرى التي اطلق رصاصتها الاولى الشريف حسين بن علي ، طيب الله ثراه ، وصول المغفور له بأذن الله الملك عبد الله الاول (الامير انذاك) الى معان بتاريخ 21 تشرين الاول من عام 1920. و تم تكليف الحكومة الاردنية الاولى تحت مسمى مجلس المستشارين في 11 نيسان 1921 مؤسسة للدولة الاردنية الحديثة بامارة شرق الاردن . و بالمناسبة ، سميت حكومات لاحقة بمجلس النظار، مرورا باسم المجلس التنفيذي ، الى ان استقرت بمسمى مجلس الوزراء .
احتفلنا قبل اربعة اعوام بمئوية الثورة العربية الكبرى المجيدة ، و التي اشعلت شرارة الوعي العربي المعاصر . و حري بنا و نحن على مشارف الاحتفال بمئوية الدولة ، ان نستذكر البدايات حتى نستلهم منها الفهم الحقيقي لمعاني تراثنا الزاخر لصنع مستقبل مزدهر .
التحدي الحقيقي الذي نواجهه اليوم يتمثل في وقفة صادقة مع الذات لمعرفة من نحن و ماذا نريد . انها معركة و عي و ضمير وطنيين . حتى ننطلق بمسؤولية نحو المستقبل ، علينا ان نعي الماضي بشكل عميق و صادق . الاردن صاحب رسالة، مجبولة على الانسانية و التسامح و المحبة و الايمان بالخير للعالم اجمع . الاردن تعددي ، متنوع ، متأخي ، و متزن . الاردن منسجم مع نفسه لا يستعدي احد ، يحب السلام للاقليم و العالم.
سيمر عام 2020 بما له و ما عليه . فلنجعل منه عام العمل و الجهد الكبير للتحضير لعام المئوية و لاطلاق مشروع نهضوي اردني شامل و متكامل . العام الحالي هو فرصة لاجراء المراجعات و التأملات و التخطيط ، و عام 2021 هو عام الانطلاق نحو المستقبل بكل ما في الكلمة من معنى . عام النهضة المتجددة و التوجه بعنفوان نحو المئة عام القادمة . هذه دعوة للابتكار الوطني و البناء على المكتسبات ، و رفع الطموحات ، و شحذ الهمم .
و على ابواب المئوية ، نستذكر كلمات الشاعر سعيد عقل و بصوت فيروز:
” أردن أرض العزم أغنية الظبى ، نبت السيوف و حد سيفك ما نبى
في حجم بعض الورد الا انه ، لك شوكة ردت الى الشرق الصبا ”