الجمعة , نوفمبر 22 2024 | 6:43 م
الرئيسية / كتاب فيلادلفيا / اللواء المتقاعد عبد اللطيف العواملة يكتب: القطاع العام في المقدمة 

اللواء المتقاعد عبد اللطيف العواملة يكتب: القطاع العام في المقدمة 

فيلادلفيا نيوز

عالميا ، اعادت الازمة الحالية الاعتبار لدور الحكومات ممثلة بالقطاع العام بعد عقود من اتهامه بالبطء و الروتين و الهدر و ضعف الاستجابة . دول كثيرة حول العالم تبنت هذه الرؤية ما قبل الازمة و عملت على تقليص دعم القطاع العام او حتى بيعه و اعادة هيكلته لضمان عدم الاستثمار فيه . و من اجل كذلك تم تضخيم دور القطاع الخاص و المجتمع المدني على حساب الادارة الحكومية و تمثل ذلك في تشريعات و سياسات و ممارسات رسخت في عقل المجتمع ضعف القطاع العام و ترهله و مخاطرة الاعتماد عليه .

الازمة اثبتت ، و الاردن ليس استثناءا ، ان الادارة الحكومية ممثلة بقطاعها العام هي حامية المجتمع و رافعة التنمية الاساسية . احد الامثلة المباشرة هو قطاع الرعاية الصحية ، بشقيها الوقائي و العلاجي ، حيث يجري الان نقاش كبير حول العالم في موضوع تخلي الحكومات عن الاستثمار المباشر فيه و تركه بشكل كبير للقطاع الخاص مما ادى الى اكتشاف ثغرات كبيرة وقت الازمة و عجز خطير في مواجهة الوباء . اضف الى ذلك قيام كثير من الدول بدعم مباشر للاقتصاد و تدخل سريع في القطاع الخاص منعا لانهيار بعض قطاعاته و دعما مباشرا لموظفيه و عماله .

لقد اثبتت الازمة حتمية مراجعة فلسفتنا الاقتصادية و الاجتماعية خلال العقود الثلاثة الماضية و ادارتنا للمقدرات الوطنية . القطاع العام ليس فواتير رواتب و نفقات تقاعد و مصاريف صحية و تعليمية لا بد من تخفيفها . و الاصول الوطنية ليس اعباءا من الافضل بيعها للقطاع الخاص فهو اقدر على ادارتها بكفاءة . يجب ان ننظر الى الصورة الكاملة و بعقلانية و موضوعية .

القطاع العام هو رافعة الاقتصاد و حامي المجتمع في السراء و الضراء و علينا اعادة التفكير في فلسفته و مستقبله . يجب ان نركز استراتيجيات اعادة هيكلة القطاع العام على الابتكار و الانتاج و الايجابية ، لا السلبية و لا التردد او التقتير ، و الفرصة متاحة الان .

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com