الإثنين , مايو 5 2025 | 11:33 م
الرئيسية / stop / الكاتب الكبير سلطان الحطاب يكتب: رمضان الرواشدة..مبدعا

الكاتب الكبير سلطان الحطاب يكتب: رمضان الرواشدة..مبدعا

فيلادلفيا نيوز

حين كنّا زملاء في جريدة صوت الشعب الأردنية، التي توقفت قبل عدة سنوات، وقد جاء رمضان الرواشدة، خريجاً في تخصص اللغة الإنجليزية، لم أكن أعلم أنه يخفي تحت جلده وفي وجدانه وذاكرته هذا النفس الروائي المتدفق وهذه القدرة العالية على هضم التاريخ في الزمان والمكان وتحويله الى رواية.
رمضان الرواشدة الذي صعد بالرواية في الأردن صعوداً ملحوظاً، لفت انتباه الدارسين والمتابعين، فكانت أطروحة الماجستير بعنوان “البناء الفني في روايات رمضان الرواشدة” التي وضعتها أريج أمجد الطوالبة، التي درست هذا الجانب من روايات رمضان، وهو البناء الفني، واعتبرته الأطروحة، كتاباً حداثياً تجريبياً ذو أسلوب راق، وهو ما مكنه ان يحوز على جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية عام 1994، ليقلع من هناك في كل محطة رواية أو مشروع رواية وقد تكاملت عنده تلك الرؤية.
كما علمت أن هناك أطروحة دكتوراة ستتحدث عن هذا الروائي الأردني وعن إبداعه في الرواية التي استحق وسام الإبداع والتميز ايضاً.
كتب رمضان الرواشدة “المهطوان” وصدر منها أكثر من طبعة، وقد قال عنها أحد النقاد، “أن الروائي الرواشدة هو الأكثر التصاقاً بالبيئة الأردنية، فهو لم يغادرها ولم يغترب عنها”، ولم يشرك بها أو فيها لتظل على عبقها في روايته ونكهتها في تناوله، وهو يقترب من ابطاله وكأنهم يمشون بيننا ويراقبون سلوكنا ويبعث فيهم الحياة لدرجة الاعتقاد أنهم شخصيات حقيقية مهما حاول أن يتستر عليها.
لقد أعجب النحات “يلسنغ” بالتمثال الذي نحته إعجاباً شديداً، وعندما أتم عمله، أبتعد عن التمثال مسافة قصيرة ونظر اليه مذهولاً من دقة الصنعة، وقذفه بالأزميل قائلاً (انهض ) وما زال أثر الأزميل على جسد التمثال وكذلك فعل رمضان بشخصياته التي أطلقها بيننا تجوب المكان وتظهر في الزمان بعد ان قال لها (سيري.)
أطلق رمضان الرواية ووظف ثقافته لها وأمدها بتاريخ أردني ممتد أكثر ليس معروفاً للغالبية، حين حفر في عمق التاريخ واستجلبه، واشهره فنياً على شكل رواية، وذلك افضل الأشكال لتوظيف الطرق لجعل التاريخ ملهماً ودليلاً.
آخر رواياته التي أهداني كانت حكي قرايا، وقد حفل بها القراء والنقاد وقد مثلت قفزة فنية في. مضمار الرواية حين سحب الشوبك ليطلعها على مولوده الجديد المكون من تراب الشوبك ومائها وهوائها.
وقد كان عمله تجديداً على ما كان بدأه منذ رواية الحمراوي، وحتى حكي القرايا.
ينفرد رمضان الرواشدة بلونه في الرواية، وتكنيكة الحداثي وبناءه الفني، وقد أدرك قراء روايات رمضان رقيها الفني ودلالاتها المعرفية، فطلبوها ليحولها الى أكثر من طبعة، ولتكون متوفرة لدى القراء.
كانت العرب تحتفي حين يلد فيها شاعر، فتنذره للقبيلة يدافع ويصون ويحمي بالشعر، واليوم يولد في قبيلتنا روائي مسلح بالفن والمعرفة، ويهبط من الشوبك، الى ربة عمون ويتفقد جوزات سفر القدماء الذين بنوا معالم المدن الأردنية أو شكلوا رموزاً فيها يستنطقهم رمضان.
لم يحضر تاريخ الأردن في فن أو كتابة كملهم، كما حضر في روايات رمضان الرواشدة، الذي أنسابت الوقائع التاريخية بين يديه وفي قلمه وهي تدرك انه يأخذها الى الفن ليشبع منها الرواية.

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com