فيلادلفيا نيوز
أعلن المدعي الاميركي الخاص الذي يحقق في تدخل موسكو بالانتخابات الرئاسية الاميركية عام 2016 توجيه الاتهام الى 13 روسيا بزعم ادارتهم لحملة سرية للتأثير في عملية التصويت، ما دفع الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى التأكيد مجددا على ان حملته الانتخابية لم تقم باي عمل غير شرعي.
ولائحة الاتهام التي تتضمن الخلاصات الاولى للمحقق الخاص روبرت مولر قدّمت تفاصيل عن “عملية مذهلة أُطلِقت في العام 2014 في محاولة لاحداث انقسام اجتماعي في الولايات المتحدة والتاثير في السياسة الاميركية، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية عام 2016”.
ويزعم مولر انه في منتصف العام 2016، قادَ يفغيني بريغوجين الحليف المقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجموعة ركّزت عملها على تعزيز حملة ترامب وتحقير منافسيه وبينهم الديموقراطية هيلاري كلينتون.
ويزعم ايضا ان “مئات” الاشخاص تناوبوا على العمل ضمن هذه المجموعة بميزانية تقدر بملايين الدولارات.
كما وجّه المدعي الخاص الاتهام ايضا الى ثلاث شركات في اطار هذه القضية.
واستنادا الى لائحة الاتهام، قدّم اعضاء هذه المجموعة انفسهم كمواطنين اميركيين على فيسبوك وتويتر ويوتيوب وانستغرام، ناشرين محتوى وصل الى “اعداد كبيرة”من الاميركيين.
وبحسب الاتهام، كانت المجموعة على اتصال بعدد من الاشخاص في حملة ترامب “عن غير قصد”، وكان لديها “هدف استراتيجي اوسع لزرع الشقاق في النظام السياسي الاميركي”.
وهذا المحتوى الذي أنتجته المجموعة أعادَ نجلا ترامب دونالد جونيور وإريك نشره على تويتر، وكذلك مسؤولون كبار في حملة ترامب واشخاص من داخل دائرته الضيقة.
وقال المسؤول الثاني في وزارة العدل الاميركية رود روزنشتاين “لم تزعم (لائحة) الاتهام بأنّ هناك اميركيا شارك بعِلمِه في هذا النشاط غير المشروع”.
واضاف انه ليس هناك ايضا أيّ افتراض بأن الحملة “غيّرت نتيجة” الانتخابات الرئاسية.
وبنى ترامب على تعليقات روزنشتاين مدعيا بانها تبرئ فريق حملته.
وقال على تويتر “روسيا بدأت حملتها ضد الولايات المتحدة في عام 2014، قبل وقت طويل من اعلاني بأني ساخوض الانتخابات لمنصب الرئيس”.
واضاف “نتائج الانتخابات لم تتأثر. حملة ترامب لم تقم باي شيء خاطىء-لا يوجد تواطؤ”.
وتُعتبر هذه الادعاءات سيفًا ذا حدّين بالنسبة الى ترامب، فهو رفضها بشكل متكرر ووصف ما يقال عن التدخل الروسي بانه “اخبار مضللة” و”خدعة” مصممة لتنال من انتصاره.
فمن جهة تؤكد الادعاءات تدخل روسيا لكنها تبرىء حملة ترامب من المعرفة المسبقة في جزء على الاقل من جهود روسيا للتاثير في الانتخابات.
كما ان روسيا مشتبه بها بقرصنة وتسريب رسائل بريد الكتروني محرجة للحزب الديموقراطي.
والجمعة بدا ترامب وكانه يقول ان الاتهامات الجديدة يجب ان تضع حدا للمزاعم بتواطؤ حملته.
وقال في تصريحات نشرها البيت الابيض “حان الوقت لوضع حد للهجمات السخيفة وللادعاءات غير المنطقية والخاطئة، وللنظريات الفارغة التي يستفيد منها رفاق السوء مثل روسيا”.
ويورد الاتهام ان المجموعة اتخذت من مدينة سان بطرسبورغ مسقط راس بوتين مقرا لها.
لكن بعض المتهمين سافروا الى الولايات المتحدة لجمع معلومات استخبارية سياسية.
وتضم المحطات التي زارها افراد المجموعة نيفادا وكاليفورنيا ونيو مكسيكو وكولورادو والينوي، فضلا عن ميتشيغن الولاية المحورية في الانتخابات، وكذلك لويزيانا وتكساس وجورجيا ونيويورك بحسب لائحة الاتهام.
وقام ناشط سياسي اميركي لم يذكر اسمه بتوجيههم للتركيز على ما يسمى “الولايات الزهرية” التي تتأرجح بين الجمهوريين والديموقراطيين.
ونظمت المجموعة مهرجانات لدعم ترامب في فلوريدا ونيويورك، لكن معظم عملها تركز على انتاج مواد تسيء الى هيلاري كلينتون ومنافسي ترامب الجمهوريين تيد كروز وماركو روبيو.
وبعيدا عن ترامب يقال ان المجموعة عملت على دعم مرشحة حزب الخضر جيل ستاين وخصم كلينتون الديموقراطي بيرني ساندرز.
واثنتان من الشركات الثلاث التي تم اتهامها لديها عقود مع الحكومة الروسية.
بريغوجين الذي يعرف باسم “طبّاخ” بوتين، يدير شركة تعمل لصالح الكرملين وتتعهد اعداد الطعام خلال حفلات الاستقبال فيه. وهو ظهر في صور مع الرئيس الروسي، كما ان شركة “كونكورد” التي يديرها تعرضت لعقوبات من قبل الحكومة الاميركية.
واستخفّ بريغوجين بالاتهام الموجه اليه، بحسب وكالة ريا نوفوستي الرسمية للانباء.
وقال “الاميركيون اشخاص حساسون جدا. يرون ما يريدون ان يروه، وانا لدي احترام كبير لهم. انا لست غاضبا على الاطلاق لوجودي في اللائحة. اذا ارادوا ان يرونني شيطانا، فهذا شانهم”.
وشركة بريغوجين متهمة ايضا بشراء ارقام ضمان اجتماعي اميركية وحسابات مصرفية في اطار العمل للتأثير في الحملات الانتخابية.
وفي ملف منفصل، اتهم مولر اميركيا يدعى ريكاردو بونيدو ببيع مثل هذه الارقام.
ولا يوجد احد من الروس ال13 المتهمين قيد الاحتجاز لدى السلطات الاميركية.
وكتبت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على فيسبوك “13 شخصا قاموا بالتدخل في الانتخابات الاميركية؟. 13 ضد ميزانية بمليارات الدولارات للقوات الخاصة؟ وضد التجسس والتجسس المضاد، وضد التقنيات المتطورة الحديثة؟”.
واضافت “هل هذا شيء عبثي؟ نعم. لكن هذه هي حقيقة السياسة الاميركية الحديثة”.-(أ ف ب)