فيلادلفيا نيوز
اليوم سأعود وأعبر جسرا ما زال منتصبا بين افقين عظيمين اتكأ على كتيفيها التقيا بالحب وافترقا عليه من هنا كانت البداية والنهاية إن كان الأردن عقدا في جيد الزمان فإن هذه المضارب واسطة العقد فهي مفتاح القلوب المغلقة انبسطت ديارهم كروض أزهر يحرسه نهران كناسكين يرددان تراتيل مقدسة لا تنتهي. ما زالت صامدة في وجه الزمان كصمود جحر ميشع التي ما زالت شاهدة على انتصاراته مضارب بني حميدة أرض فاضت بالحب وأينعت بالوفاء وازهرت رجالا لا تنثني سواعدهم توشحت وجوههم بسمرة سنابلها التي تفيض خيراً وعطاءً واشتدت سواعدهم بصلابة صخورها القاسية وجبالها الراسيّة. وفاضت أكفهم بأجود ما يجود به الكرام. أسرجت مهرتي بحبال الشوق وموج الذكريات العابقة بسنا المحبة والوفاء فيممت وجهي صوب ديارهم العذيّة كورة العطاء ونبع الخير والوفاء وقلمي يتردد وقلبي يعصره ألم الشوق وحرارة الفقد واي فقد! تهون النوائب أمام فقد الأخوة واي أخوة! . اخ لك لم تلده أمك ولدته كنانة الشوق والمعاني السامية الصافية شجرة باسقة جذورها في كورة بني حميدة وأفرعها في فضاء الوطن ثمارها دانية عشقت تراب الوطن بلا مقابل تمايلت طربا مع اشجاره وغردت لحنا خالدا مع طيوره وانسابت حنينا وشوقا كمائه السلسبيل فوق حصاه الذي يشع ويهمس بحب الوطن والانتماء لترابه وقيادته لم تقوده الشهرة إلى عمان ولم يستهويه الثراء ولم تغويه الفاتنات ولم يمتطي حب وطنه ليحقق به مجداً ومكانا وثراء لا هذا ولا ذاك وإنما
امتطى صهوة جواده فارساً حميدياً كسجايا قومه الذين كلما سمعوا هيعة طاروا إليها وكلما دعا داعي الوطن لبّوا وهتفوا لبيك من هنا بدأت حكايته الذهبية وقصته الخالدة وعبقه الأصيل فنانا منتميا أصيلاً أحب الأردن أرضا وهواءً وتراباً وشعباً الأرض والإنسان ركنان اصيلان في مسيرته الفنية الزاهرة. *فارس عوض* فارس الكلمه وقيتارة اللحن الخالد والصوت البدوي الأردني الأصيل ..
من أكناف ذيبان ورباها كقمري مغرد باعذب الألحان حمل اشواقه من هذه الربى العابقة بالطيوب يغترف من فيض قلوب ساكنيها زاد الحياة المشبع بالوفاء والولاء والانتماء ليعزفه الحاناً أسرجت فتيل القلوب بالمحبة والصدق والأصالة مجددا عهد قومه الوفاء والانتماء للوطن وقيادته وهو الخط الأصيل الذي لم ينحرف مساره جيلا بعد جيل. حيث اناروه بالعشق والمحبة والعطاء فحمل هذا النور من حاضرة النور وقلعة التاريخ ذيبان إلى عاصمة الوطن وحصنه المنيع مقصد المحبين وقبلة المخلصين إلى عمان. ملتقى الأحبة ومفترقهم البداية والنهاية من هنا انطلق اللحن العذب الأصيل مدرسة الفن العتيق التي تربط الحاضر بالماضي وتنصب جسرا يرتفع على أعمدة الحب والانتماء للوطن وقيادته فتعبره الأجيال وهي تردد هذا العشق الصوفي المخلص بكل ألحانه التي تنساب كعطر ينعش الذاكرة ويوقظ المشاعر ويشعل فتيل الحب فتتوهج مشاعر الألم والفراق وتظمأ القلوب وهي تفتح نوافذ عشقها على فضاء رحب ودوح منبسط صدح طائرة، وغرد على اغصانه نسيمه العليل لا يرويه إلاّ خلود الأرواح في قلوب المحبين قصة ارويها بكل غُصة روح طاهرة لا تبرح مسرح ذكرياتي. رائحة الوطن تعبق جنبات المكان كلما حملتني الطريق إلى حيث الأثير الذي فاح بالحان الوطن الأصيلة التي فاضت من قلب كبر فيه الوطن وتعاظم حبّه تزاحمني العبرات وتسفح أسراب الدموع وفاءً وحباً لاخ توارى جسده وعاشت مآثره لقد إزدان
الفن بكلماتكم الرائعه وتعطرت الأسماع بالحانكم الأصيلة فكنتم أيقونة اللحن الأردني الأصيل حيث اتعبتم من جاء بعدكم. لقد تركت في كل وتر من أوتار عودي لمسة تنبض بحبكم تعزف أعذب الانغام في ذكركم. فاضت مشاعري كغيمة أقلت وأثقلت وأظلت مرقدا فجادت عليه بوابل هطل وفائح عطر عرفتك الوفي النقي الشريف العفيف المجتهد المثابر. أطلقت العنان لمهرتك لتدق أبواب عمان مهرة لم تدنس أبوابها فكان عشقك اللامتناهي بابواها وجبالها وحاراتها فحلقت بك إلى الذرى ولم ترض إلاّ الذرى منزلا تاركا السفوح لتجار الفن وباعة اللحن ستبقى الصوت الأصيل واللحن المعبق بمسك الثرى المقدس وعطر الخلود وغيرك الصدى وجوههم من شمع تتوارى وتذوب في هيبة روحك الطاهرة لك الوفاء والحب ولك خالص الدعاء بالرحمة والمغفرة افترقت الأجساد وتآلفت الأرواح وما زال العهد سرمديا..