فيلادلفيا نيوز
عمان – أحمد الطراونة
أنهى الفريق الإعلامي للجنة تسيير جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي زيارته إلى سلطنة عمان مساء يوم الاثنين الموافق 29 بعد أن قامت كل من د. حنان الفياض الناطق الرسمي باسم الجائزة ود. امتنان الصمادي من الفريق الإعلامي بتقديم عدة فعاليات ثقافية بهدف التعريف بالجائزة في دورتها الرابعة وأهدافها ورؤيتها وبيان المستجدات التي طرأت بعد عملية الفرز الأولي للتحكيم ، وجاءت هذه الزيارة في إطار التعاون الدولي بين السلطنة ودولة قطر.
وكانت انطلقت أولى الفعاليات برنامج الزيارة بلقاء عدد من مترجمي مركز الندوة للترجمة وهو مركز يقوم بجهود ثلة من الشباب العمانيين المشتغلين بالترجمة وقد استعرضوا نشاطهم في هذا الحقل، فيما قدمت د.حنان الفياض شرحا وافيا عن جائزة الشيخ حمد وكيف يمكن لهذا المركز الحديث أن يتحول إلى مشروع حضاري ضخم للترجمة بجهودهم وعزيمتهم، وتلا هذا اللقاء ندوة ثقافية بعنوان الترجمة الأدبية واقع وطموح قدمت فيها د. امتنان الصمادي ورقة بعنوان: “الترجمة الأدبية واقع وطموح” تحدثت خلالها عن الترجمة بين الماضي والحاضر” مالنا وما علينا، حيث نقلت تجربة العرب في نقل حضارات الآخرين والتي كانت شاهدة على نهضة الأمة العربية ، و أوضحت من خلالها أهمية الترجمة حيث أن اللغة تسهم في صنع الفكر وتحدد توجهاته وتؤثر في طبيعة النشاط الذي يمارسه الناطق بها، وتظهر ردود أفعالهم وتواصلهم مع الآخرين ضمن السياقات العلمية والاجتماعية كما عبرت عنها صمادي قائلة: “اللغة وعاء الفكر”. وبينت دور الجوائز في خلق حراك ثقافي جاد وهادف وتناولت التحديات قائلة: “أصعب ما يمكن التعامل معه في موضوع الترجمة هو ترجمة الهوية الثقافية للشعوب لما لها من خصوصية ثقافية واختلاف ثقافات ولغات مرتبطة بأساليب حياة “.
كما قدمت الدكتورة حنان الفياض ورقة للتعريف بالجائزة وعرض الرؤية و الأهداف التي تسعى اليها والمشرفين عليها وشروطها بالإضافة الى الفئات وجوائز المسابقة .وعرفت الدكتورة الفياض بفئات الجائزة لهذا العام 2018 والتي تمثلت في الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنكليزية، و الترجمة إلى اللغة العربية من اللغة الإنكليزية، و الترجمة من اللغة العربية إلى إحدى اللغات الأجنبية إضافة الى الترجمة إلى اللغة العربية من إحدى اللغات الأجنبية .
وتأتي هذه المبادر من الشيخ حمد تكريما للمترجمين وتشجيعا للإبداع وإشراك البلدان الدولية لتبادل المعرفة والخبرات ونقل الثقافات والتي قد تساهم في التنوع الثقافي والفكري نتيجة الاحتكاك بالعالم المحيط وقد تأسست هذه الجائزة في الدوحة عام 2015 بإشراف أمناء ،ولجنة تسيير ولجان تحكيم مستقلة .
وأشارت إلى أن جائزة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني للترجمة والتفاهم الدولي والتي تأسست عام 2015 بالدوحة عاصمة قطر، تأتي كجائزة عالمية تقديرا للمترجمين وابداعهم ولما يولونه من حرص في ترجمة المعرفة ونقل الثقافة كمجمل ،وبهدف مد جسور التعاون والتواصل بين الأمم والشعوب وتشجيع الأفراد ودور النشر والمؤسسات الثقافية العربية والعالمية على الاهتمام بالترجمة والتعريب والحرص على التميز والإبداع فيهما لأهميتها في ربط العالم ببعضه البعض و فهم ثقافة الأخر و لإثراء المكتبات العربية بالعلوم والفنون والثقافة كما ستكون مشاركة الثقافة بوابة لنشر السلام وإبداء التفاهم الدولي
وبينت د. الفياض إن قيمة الجائزة يبلغ مجموع قيمة الجائزة مليوني (2.000.000) دولار أميركي، وتتوزع على ثلاث فئات: جوائز الترجمة (800.000 دولار أميركي)، وجوائز الإنجاز (1.000.000 دولار أميركي)، وجائزة التفاهم الدولي (200.000 دولار أميركي).
وتبلغ جائزة كل فئة مئتي ألف (200.000) دولار أميركي يحصل منها الفائز بالمركز الأول على مئة ألف 100.000) دولار أميركي، والمركز الثاني على ستين ألف (60.000) دولار أميركي، والمركز الثالث على أربعين ألف (40,000) دولار أميركي.
و تمنح الجوائز تبعًا لتوصيات لجان تحكيم دولية مستقلة تختارها لجنة تسيير الجائزة بالتشاور مع مجلس الأمناء، ويمكن زيادة أو إنقاص عدد أعضاء كل لجنة حسب الحاجة، أو الاستعانة بمحكمين ذوي اختصاصات محددة لتقييم الأعمال في مجالات اختصاصاتهم.
ويذكر أن النادي الثقافي في سلطنة عمان يعد المؤسسة المعنية بنشر الوعي الثقافي في السلطنة من خلال اللقاءات والندوات والورش التي تنفذها باستمرار من أجل توثيق الروابط الاجتماعية بين المثقفين والمبدعين في مجالات مختلفة كما يضم عدد من البرامج الثابتة مثل “مجلس الاثنين” والذي يحوي على لقاءات وحارات فكرية مفتوحة تتناول كافة المواضيع وتتطرق إلى مختلف القضايا ،و “البرنامج الوطني لدعم الكتاب” والذي يهدف للارتقاء بصناعة الكتاب ودعم حركة النشر والتوزيع للكتاب العماني، في صنوف المعرفة ومجالاتها الواسعة كافة ، وبرنامج “من أعلامنا” والذي يهدف إلى رصد الأسماء والتجارب الرائدة في المشهد الثقافي العماني، في مختلف التخصصات المعرفية والإبداعية التي برزوا فيها وكان لهم فيها بصمة واضحة، وإسهامات بارزة.
هذا وقد قدم الفريق الإعلامي للجنة تسيير جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي مساء أمس في مقر غرفة تجارة وصناعة عمان بمسقط ندوة تعريفية بالجائزة لعدد من المترجمين والمهتمين بمجال الترجمة وأصحاب وصاحبات الأعمال و بحضور مساعد المدير العام لشؤون الفروع في الغرفة صالح بن جمعة البلوشي والذي رحب بممثلي الجائزة والحضور وتحدث في كلمته عن أهمية الترجمة في نقل العلوم والفنون وبناء العلاقات الإنسانية والحضارية ، وتطرق ايضا الى سبب ضعف نشاط الترجمة والذي جاء نتيجة ضعف الدعم المقدم لهذا النشاط الحيوي من قبل المؤسسات والأفراد مما أدى ذلك إلى خمول علمي ومعرفي عربي أثر بصورة بالغة وملحوظة على حجم إنتاج نشاط الترجمة بصورة خاصة والنتاج العلمي والإبداعي العربي بصورة عامة ، وتطرق للحديث عن أهمية وجود جائزة الشيخ حمد للترجمة قائلا: “لا شك في أن لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي أثرا إيجابيا على حركة الترجمة في الوطن العربي لا سيما وإن من بين أهدافها تشجيع الأفراد ودور النشر والمؤسسات الثقافية العربية والعالمية على الاهتمام بالترجمة والتعريب، والحرص على التميز والإبداع فيهما، فضلا عن تكريم المترجمين، وهو تكريم يستحقونه، وسيشكل حافزا لهم، بالإضافة إلى اهتمام الجائزة بجانب الجودة والدقة والقيمة المعرفية والفكرية وهو جانب لا يقل أهمية “.
كما دار حوار حول صناعة الترجمة تحت عنوان: هل هي رسالة ام سلعة ودور الجوائز كجائزة الشيخ حمد في تكريم وتحفيز المترجمين.
كما تبع هذه الزيارة لقاء خاص للحديث عن الجائزة مع معالي الدكتور عبدالله الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الذي رحب بالفريق الإعلامي مؤكدا أهمية الجائزة التي تدعم المنجز الفكري المترجم من وإلى العربية.
واختتم برنامج الزيارة بلقاء مع الشاعر سيف الرحبي رئيس تحرير مجلة نزوى الذي أشار بدوره إلى أهمية دعم الترجمة بوصفها رسالة لترجمة الحضارة والثقافة والفكر الإنساني، بالإضافة إلى لقاء تلفزيوني تم على شاشة تلفزيون عمان وضمن برنامج “من عمان” تحدثت فيه د. الفياض عن الجائزة وحيثيات الفرز الأولي للموسم الرابع والنسبة التي ارتفعت عن الموسم الماضي بما يزيد على ثلاثين بالمئة . والتي ستعلن عن نتائجها في الثاني عشر من ديسمبر القادم.