فيلادلفيا نيوز
شددت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون، اللهجة حيال إيران مطالبين طهران بالكف عن تجارب إطلاق الصواريخ البالستية، غداة اختبارها صاروخا لحمل الأقمار الصناعية إلى المدار.
وفي ظل التوتر الشديد الذي يسيطر على العلاقات الأميركية الإيرانية منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السلطة، فرضت وزارة الخزانة الاميركية عقوبات جديدة على ست شركات تملكها او تديرها مجموعة “شهيد همات اندستريال غروب”، وهي بحسب الوزارة، كيان اساسي في البرنامج الايراني للصواريخ البالستية.
وتشمل العقوبات تجميد اي اصول للشركات في الولايات المتحدة ومنع المواطنين الاميركيين من التعامل معها.
وستواجه المؤسسات الاجنبية اجراءات عقابية اذا تعاملت مع الكيانات الخاضعة للعقوبات، بحسب وزارة الخزانة.
وكانت مجموعة “شهيد همات اندستريال غروب” خاضعة بالأساس لعقوبات فرضتها عليها الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.
ونددت بريطانيا وفرنسا والمانيا والولايات المتحدة في بيان مشترك بتصرف ايراني “استفزازي ومزعزع للاستقرار”، معتبرة ان التجربة الصاروخية تشكل انتهاكا للقرار 2231 الصادر عن مجلس الامن الدولي.
وفي البيان المشترك دعت واشنطن وحلفاؤها الاوروبيون الجمهورية الاسلامية “الى الكف عن القيام بعمليات اخرى لاطلاق صواريخ بالستية و(وقف)البرامج المرتبطة بها”.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي اكد قبل صدور البيان المشترك للدول الاربع، ان “تجربة اطلاق صاروخ القمر الاصطناعي حق مطلق للجمهورية الاسلامية ويتوافق مع الالتزامات الدولية للبلاد”، بحسب ما نقلت السبت وسائل اعلام ايرانية.
واضاف قاسمي ان “لا قيود لايران في تطوير قدرتها التكنولوجية وهي لا تنتظر موافقة اي بلد على انشطة علمائها وخبرائها في مختلف المجالات”.
وتم التصويت على القرار 2231 في الامم المتحدة قبل سنتين لتعزيز الاتفاق النووي التاريخي الذي تم التوصل اليه في 2015 بين ايران وبريطانيا والصين وفرنسا والمانيا وروسيا والولايات المتحدة.
وشمل الاتفاق رفع العقوبات الاقتصادية مقابل الحد من البرنامج النووي الايراني.
ويدعو القرار ايران الى عدم اجراء تجارب لصواريخ بالستية قادرة على حمل رؤوس نووية فيما أبقي على الحظر المفروض على الاسلحة.
ووجهت الدول الاربع كتابا الى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش اعربت فيه عن “قلقها”، بحسب البيان المشترك.
واوضح البيان ان الحكومات البريطانية والفرنسية والالمانية تناقش هذه المسائل في حوارات ثنائية تجريها مع ايران.
والعلاقات الدبلومساية مقطوعة بين الولايات المتحدة وايران منذ 1980، كما ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب اوقف الحوار المباشر مع طهران الذي كان اطلقه سلفه باراك اوباما.
وفي مقر الامم المتحدة تحدثت سفيرة الولايات المتحدة الى المنظمة الاممية نيكي هايلي عن “انعدام الثقة” بايران.
وقالت هايلي في بيان إن “دعم ايران الكبير للارهابيين يعني اننا لا يمكن ان نثق بها. واخلال ايران بواجباتها بشأن التجارب الصاروخية يعني اننا لا يمكننا ان نثق بها. وتجربة اطلاق الصاروخ أمس تثبت ذلك مرة جديدة”.
وعلى الرغم من وعوده خلال الحملة الانتخابية بإإلغاء ما وصفه بـ”أسوأ اتفاق على الاطلاق”، لا يزال ترامب يحترم بنود الاتفاق النووي الذي شكل نجاحا دبلوماسيا لسلفه الديموقراطي،عزز منع انتشار السلاح النووي.
ولا يزال من غير الواضح ما اذا كانت الادارة الاميركية ستستمر بالمصادقة كل ثلاثة اشهر على احترام ايران للاتفاق او ستبقي على رفع العقوبات المرتبطة بالبرنامج النووي الايراني.
في المقابل، يعتبر الاوروبيون انه يجب التعامل بشكل منفصل مع مسألتي البرنامج النووي الايراني وبرنامج الصواريخ البالستية.
الا ان البيان المشترك اشار الى ان التجربة الصاروخية الايرانية الاخيرة تم فيها استخدام تكنولوجيا مرتبطة “بصواريخ بالستية قادرة على حمل أسلحة نووية”.
ولدى اعلانه عن العقوبات الاميركية الجديدة ضد ايران، قال وزير الخزانة ستيفن منوتشين انها “تؤكد قلق الولايات المتحدة البالغ حيال مواصلة ايران تطوير واختبار صواريخ بالستية وغيره من التصرفات الاستفزازية”.
وحذر منوتشين بان واشنطن “ستستمر بالتصدي بحزم لانشطة ايران المتعلقة بالصواريخ البالستية، سواء اطلاق الصواريخ إلى الفضاء بصورة استفزازية، او تطوير أنظمة صواريخ بالستية، او الدعم المرجح لاطلاق الحوثيين الصواريخ على السعودية كما حصل نهائية الاسبوع الماضي”.
وبحسب بيان وزارة الخزانة الاميركية فإن “الصواريخ التي تحمل اقمارا اصطناعية تستخدم تكنولوجيات مماثلة إلى حد بعيد لتلك المستخدمة لصنع صواريخ بالستية عابرة للقارات، وهذا الاطلاق يشكل تهديدا من قبل ايران”.
وبث التلفزيون الايراني الرسمي مشاهد لعملية الاطلاق من مركز الامام الخميني الفضائي، الذي تمت تسميته تيمنا بمؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية، في محافظة سمنان في شرق البلاد.
والصاروخ المسمى “سيمرغ” يستطيع حمل ووضع “أقمار صناعية تبلغ زنتها 250 كلغ على ارتفاع 500 كلم”.
ويشتبه الغربيون بسعي ايران، عبر استخدام تكنولوجيا الصواريخ التي تحمل اقمارا اصطناعية، الى تطوير صواريخ بالستية طويلة المدى قادرة على حمل شحنات تقليدية او نووية.
وتنفي ايران على الدوام هذه الاتهامات وتؤكد ان برنامجها الفضائي سلمي بحت.
وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران منذ وصول ترامب الى سدة الرئاسة قبل ستة اشهر.-(ا ف ب)