فيلادلفيا نيوز
بدأت الموانئ الأردنية تعاني انخفاضا بأعداد البواخر القادمة الى المملكة خلال الشهرين الماضيين بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضي بنسبة 10 % وذلك بسبب تفشي فيروس كورونا في العديد من الدول المصدرة للأردن، في الوقت الذي سجلت حاويات البضائع الواردة انخفاضا بنسبة وصلت إلى 13 %، فيما ارتفعت فيه نسبة الحاويات والبضائع الصادرة والمناولة بنسبة 6 %.
وقال مدير عام الهيئة البحرية المهندس محمد السلمان، ان انخفاضا واضحا بدأ في الموانئ بالعقبة منذ الاعلان عن تفشي فيروس كورونا في العديد من الدول بنسبة لا تتجاوز 10 %، مؤكدا ان الهيئة البحرية بالتعاون والتنسيق مع كافة الجهات البحرية والطبية والمينائية والامنية تتابع بشكل دقيق تحركات جميع البواخر التي تؤم ميناء العقبة سواء السياحية أو البضائع والحاويات قبل وصولها المياه الإقليمية بـ(30) يوما بالتنسيق مع وكلاء الملاحة.
واشار السلمان، أن كل سفينة أو باخرة تدخل المياه الاقليمية تقوم كوادر الهيئة بالكشف الحسي عليها والتدقيق بشكل أعمق على السيرة المرضية وفحص كامل الطاقم طبيا بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص، مؤكدا بأنه وعند الاشتباه بأي إصابة غير طبيعية، فإن السفينة تمنع من الاصطفاف على أرصفة الموانئ وتبقى بالمياه الاقليمية لحين التأكد من الاصابة ايا كانت، مبينا ان هناك اجراءات احترازية تقوم بها الهيئة لجميع السفن القادمة لموانئ العقبة خاصة بعد انتشار فيروس كورونا المستجد.
واكد السلمان ان كابتن الباخرة او السفينة وحسب الاتفاقيات الدولية ملزم بتقديم اقرار صحي لكافة طاقمة وشهادات خلو من الأمراض، مبينا انه لم تسجل أي حالة مرضية خلال الفترة الماضية.
وحذر تجار ومستثمرون واصحاب شركات، من أن الارباك في قطاع التصنيع الصيني بسبب فيروس كورونا قد يكون “معيقا لسلاسل التوريد العالمية”، مؤكدين انه اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، فإنه من المؤكد بان تلحق عدد من القطاعات خسائر مادية، لكن التجار ما يزالون غير قادرين على قياس التأثير الكامل.
وقال ممثل نقابة الملاحة عضو غرفة تجارة العقبة واصل الخصاونة، ان قطاع شركات الملاحة المتأثر الاكبر من قرار حظر البضائع الصينية بسبب فيروس كورونا، نتيجة عدم تدفق البضائع الصينية الى ميناء العقبة والذي يعتمد تجار الاردن اكثر من 50 % من مستورداتهم من الصين، بالإضافة الى قطاع الشحن والذي تأثر بحظر البضائع الصينية.
واشار الخصاونة، ان البضائع الصينية تتدفق باستمرار لميناء العقبة عن مختلف البواخر التجارية ويتم التخليص عليها من قبل الكوادر العاملة في الساحة الجمركية، مؤكداً ان عددا من الشركات أوقفت عملها لحين انتهاء اعلان حظر البضائع الصينية والتي يعتمد القطاع عليها بشكل كبير.
وطالب تجار ورجال أعمال في مدينة العقبة بتحديد أسواق بديلة للاستيراد، وذلك مع استمرار تفشي فيروس “كورونا ” المستجد في عدد من الدول المصدرة للبضائع، محذرين من خطورة تأثير أزمة الفيروس على مستوردات الأردن من الصين، وتسببها في حدوث نقص في بعض السلع الأولية والوسيطة، التي تعتمد عليها عدة قطاعات، لاسيما الالبسة والأحذية والمواد الخام.
وبينوا أن هنالك أسواقا بديلة يمكن اللجوء إليها إذا ما استمرت الأزمة، بيد أن هذا سيترتب عليه بعض الاتفاقيات التجارية الجديدة التي يتطلب إنجازها وقتا، مطالبين بضرورة فتح حوار مع مختلف القطاعات التي لها علاقة بهذه الأزمة، من أجل وضع خطة واضحة لمواجهة أي احتمالات ممكنة إضافة إلى تخفيض الرسوم الجمركية على المستوردات التي ستدخل من أي أسواق جديدة، حتى لا يتضرر المواطن من ارتفاع أسعارها.
وحسب التقرير السنوي الصادر عن دائرة الاحصاءات العامة حول التجارة الخارجية في الأردن للعام الماضي 2019، فقد ارتفعت قيمة المستوردات بشكل واضح من جمهورية الصين الشعبية بنسبة 11.5 %، حيث بلغت 2 مليار دينار وما نسبته 16 % من إجمالي مستوردات الأردن خلال العام الماضي.
وتوقع تجار أن يرتفع العديد من أسعار الأجهزة والمعدات التكنولوجية في حال استمرار الأزمة والذهاب نحو أسواق جديدة، كما ستتضرر الشركات التي لها عقود مع شركات صينية وقامت بعطاءات تنفيذ، إذ إن كثيرا من الشركات لم تصلها معدات الصيانة اللازمة لهذه العطاءات.
وقال رئيس غرفة تجارة الأردن العين نائل الكباريتي، إن غرفة التجارة حددت أسواقا بديلة للعديد من القطاعات والسلع والبضائع في حال استمر الحظر على البضائع الصينية المصدرة للأردن، مؤكدا ان السوق الأردني يتوفر فيه مخزون من مختلف أصناف البضائع والسلع.
وبين الكباريتي، أن الأسواق البديلة جاهزة وهي متعددة وخياراتها واسعة في ظل البحث عن أسواق أخرى ذات كلفة مادية اقل وشحن بوقت قصير، مشيرا إلى أن الأسواق البديلة الحالية يترتب عليها كلفة مادية إضافية وفترة شحن قد تكون أطول، مطمئنا التجار والمواطنين أن شحنة بضائع صينية ستصل الى المملكة الأسبوع المقبل، بعد ابلاغهم من قبل السلطات الصينية.
من جهته قال التاجر منصور احمد، إن إيجاد الأسواق البديلة عن السوق الصيني ليس بالأمر اليسير، مبينا أن الأسواق البديلة في حال استمر انتشار فيروس كورونا ستكون منطقة الشرق الأقصى مثل دول فيتنام وكوريا وهونج كونج وماليزيا وإندونيسيا، لأنه من الصعب استيراد سلع بديلة من أوروبا وأميركا بنفس أسعار دول الشرق الأقصى.
وأضاف احمد، أن التبادل التجاري بين الأردن والصين خلال العام الماضي وصل الى 3.5 مليار دولار أميركي وهي بازدياد، مشيرا الى ان نصف تلك القيمة على الاقل تمثل سلعا وسيطة ومواد خام، وبالتالي تؤثر سلبا على مختلف القطاعات في الأردن وخاصة أسواق الالبسة في العقبة.
واكد ان الأزمة الحالية ليست سهلة، ولا يعلم أحد مداها، ووفقا للتقارير العالمية، وبالتالي يجب على الحكومة تشكيل مجموعة عمل، لمتابعة الأوضاع الصينية، وما يمكن أن نتجنبه، والبحث فعليا عن أسواق بديلة لمختلف البضائع والسلع.
وقدر حجم مستوردات الألبسة والأحذية للتجار الأردنيين من الصين سنويا بنحو 120 مليون دينار، تشكل ما نسبته 60 % من الألبسة والأحذية للسوق المحلي.
ورغم انخفاض عدد البواخر التي تؤم ميناء العقبة، الا ان عمليات المناولة تسير بانسيابية وكفاءة عالية، بل سجلت نموا في حجم المناولة والحاويات القادمة (المستوردة) بنسبة وصلت إلى 13 %، مقابل 6 % للحاويات الصادرة خلال شهري كانون الثاني وشباط من العام الحالي 2020.
واشار مفوض الايرادات والجمارك في سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة الدكتور محمود خليفات، ان تقرير مؤشر ثقة المستهلك الأردني الصادر عن شركة إبسوس الأردن، اظهر تحسن الأعمال بشكل ملحوظ في النصف الثاني من العام 2019، وتحديداً في الربع الأخير، بزيادة بلغ مقدارها 3 نقاط، مبيناً ان شركة ميناء حاويات العقبة اظهرت تحسناً في أعمالها بزيادة بلغت نسبتها 3.4 % خلال الفترة من شهر آب(اغسطس) 2019 وحتى نهاية العام، بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الذي سبقه، محافظة على هذا الأداء خلال شهري كانون الثاني وشباط من العام الحالي 2020 مع تسجيل نمو في حجم المناولة والحاويات القادمة (المستوردة) بنسبة وصلت إلى 13 %، مقابل 6 % للحاويات الصادرة.