فيلادلفيا نيوز
قال وزير الثقافة الأستاذ الدكتور باسم الطويسي إن استدامة وتجدد الهوية الوطنية يعتمد على الثقافة والفنون والقصة الساردة والموثقة للأحداث بعين أردنية، كقوة ناعمة تتشارك فيها الدولة والمجتمع، مؤكداً أن الهوية الثقافية الأردنية ناضجة ومنجزة.
والتقى الطويسي ضيوف وطلبة معهد الإعلام الأردني بمقره وعبر تقنية الاتصال المرئي، متحدثاً عن أولويات الهوية الوطنية وأثر الثقافة على المشاركة السياسية والإعلام في جلسة نقاشية نظمها المعهد بالاشتراك مع الوكالة الفرنسية للتعاون الإعلامي، متناولاً المجالات التي نمت وازدهرت فيها الهوية الثقافية الأردنية، من التاريخ والأرض والجغرافيا وقيم الدولة والنظام السياسي المعاصر.
وبيّن الطويسي إلى أن دخول المساحات الشبابية واستيعاب لغة الأجيال الجديدة، أولوية لاستدامة وتعزيز الهوية الوطنية، مشدداً على ضرورة التوجه إلى الرقمنة والإعلام الرقمي لتحقيق تواصل أكبر بين الأجيال، وسد الفجوة بين الماضي والحاضر، وتعزيزاً للمنعة الثقافية التي تحتاج لحماية دائمة باستيعاب الآخر والانفتاح عليه.
وإجابة على أسئلة طلبة المعهد، قال الطويسي إلى أن هناك قصوراً في القصة السردية الأردنية، التي تتخلل الأعمال الثقافية المختلفة من الفنون والدراما والمسرح وغيرها، وتعمل وزارة الثقافة جاهدة على إطلاق وثيقة رؤية وطنية استراتيجية للثقافة مع شركاء حكوميين وغير حكوميين خلال شهر من الآن لعلاج نقاط الضعف في الإنتاج الأدبي والثقافي، متطلعة إلى استثمار مئوية الدولة الأردنية في تقديم محتوى توثيقي للمسيرة الثقافية وترسيخ للهوية الوطنية، مشيراً إلى أن السمعة والصناعة الثقافية الأردنية بحاجة إلى تخطيط ودعم مؤسسي وممنهج كواجب على الدولة تجاه مجتمعها.
وأوضح الطويسي إن للهوية الثقافية الأردنية أبعاداً مرتبطة في المجتمع والدولة التي تديره، بدءاً من التاريخ والحضارات التي ساهمت في تشكيل هذه الهوية عبر العصور، مروراً بالأرض والجغرافيا، وقيم النظام السياسي، مشيراً إلى أن الأردن يضم أقدم الشواهد الإنسانية على الانتقال من البدائية إلى التحضر والإنتاج، إلى جانب أهم حدث اتصالي وثقافي في المنطقة بتحويل الأنباط في البترا اللغة العربية من المحكية إلى المكتوبة بتطوير الحرف الآرامي، والدخول في مرحلة التاريخ الموثق.
وأضاف الطويسي إلى أن الجغرافيا الأردنية كانت نعمة على الحضارات التي بنيت على أرضها ونقمة في ذات الحين بسبب التنافس الدائم عليها، مؤكداً أنها ليست محدودة الموارد كما يشاع عنها، بل شكلت حالة فريدة من الإصرار على التحوّل من الندرة إلى الوفرة، ما أثر على تشكل الثقافة المحلية.
وفي السياق ذاته، أشار الطويسي إلى أن هناك بعداً سياسياً للهوية يتشكل بحكم البعدين التاريخي والجغرافي، حيث ورث الأردن مبادئ وقيم الثورة العربية الكبرى، كحدث مفصلي في المنطقة، صنع مدرسة أردنية سياسية ارتكزت على التعددية والاعتدال والوسطية والوضوح، ما جنبها الكثير من التحديات في منطقة مليئة ببؤر الصراع وحالة الطوارئ ممتدة عبر عقود.