الخميس , يناير 9 2025 | 11:33 م
الرئيسية / جامعات / “الطفيلة التقنية” تصنع الدبلوماسية بأسلوبها الخاص

“الطفيلة التقنية” تصنع الدبلوماسية بأسلوبها الخاص

فيلادلفيا نيوز

كتب: سهيل الشروش

في خطوة تحمل في طياتها دلالات سياسية، وثقافية، وتقاليدية عميقة، أهدى الأستاذ الدكتور بسام زعل المحاسنة، رئيس جامعة الطفيلة التقنية، الشماغ الأردني المهدب للسفيرة الأمريكية لدى الأردن، يائل لمبرت، خلال زيارتها للجامعة يوم أمس، حيث جمعت هذه اللحظة بين الرمزية الوطنية الأردنية والتمثيل الدبلوماسي الأمريكي، ومثّلت نموذجاً رفيعاً لكيفية استثمار الرموز الثقافية لتعزيز الحوار بين الشعوب.

ويأتي الشماغ الأردني المهدب كأحد أبرز رموز الهوية الوطنية الأردنية، حيث يعكس عمق الأصالة والتقاليد التي يعتز بها الأردنيون، ويحمل إهداؤه من قبل الدكتور المحاسنة للسفيرة لمبرت رسالة قوية، مفادها أن الثقافة الأردنية قادرة على أن تكون لغة للتواصل والتقارب بين الأمم، فكان هذا التصرف من الدكتور المحاسنة شاهدا حيًّا على حرصه أن تكون الجامعة منبراً ليس فقط للعلم والمعرفة، وإنما أيضاً للتواصل الثقافي والحوار الإيجابي.

ومن الناحية السياسية؛ لا يمكن التغاضي عن أهمية هذه اللفتة، فالسفيرة الأمريكية تمثل إحدى الدول الكبرى والمؤثرة في العالم، وبالتالي؛ فإن تقديم الشماغ الأردني كهدية يعكس فهماً عميقاً من الدكتور المحاسنة لأهمية التوازن بين إبراز الهوية الوطنية والحفاظ على العلاقات الدبلوماسية الإيجابية، ليتعدى هذا الفعل كونه مجرد إهداء رمزي إلى كونه تعبيراً عن عمق الترحيب واحترام الآخر، وفي الوقت ذاته تمسكاً بالهوية الأردنية التي لا تقبل التنازل.

أما من الناحية الثقافية؛ فإن الشماغ الأردني يُعدّ سفيراً بحد ذاته، فألوانه ورسوماته تحمل معانٍ تاريخية واجتماعية متجذرة، كما يُنظر إليه على أنه رمز للكرامة والانتماء، ليعزز تقديم هذا الرمز التقليدي لشخصية دبلوماسية رفيعة المستوى صورة الأردن كبلد يقدر تراثه ويحترم ضيوفه، وهو ما يجعل هذه اللحظة تذكيراً بأهمية الحفاظ على القيم الثقافية في عصر العولمة.

كما أن زيارة السفيرة لمبرت للجامعة بحد ذاتها تُعدّ مؤشراً على اهتمام المؤسسات الدولية بالتعليم العالي في الأردن ودوره في تطوير المجتمعات، إلا أن إضفاء الدكتور المحاسنة لهذه اللمسة التقليدية على اللقاء يجعل من هذا الحدث أكثر عمقاً ودلالة، ويبرز مهارته القيادية في تحويل المواقف اليومية إلى فرص لتعزيز مكانة الجامعة وطنياً ودولياً.

لقد أثبت الدكتور المحاسنة من خلال هذه الخطوة، أنه ليس فقط أكاديمياً متميزاً ورئيساً جامعياً ذا رؤية، بل أيضاً قائداً ثقافياً يدرك أهمية التفاصيل التي قد تبدو صغيرة في ظاهرها ولكنها تحمل معانٍ كبيرة، حيث أن إهداء الشماغ الأردني المهدب للسفيرة لمبرت رسالة عميقة عن الأردن، عن تراثه، وعن رجالاته الذين يؤمنون بأن الهوية هي مصدر القوة الحقيقية في عالم يتغير بسرعة.

ما قام به الدكتور المحاسنة نموذجاً يُحتذى به في كيفية الدمج بين الهوية الوطنية والانفتاح على العالم، بين الأصالة والحداثة، وبين التقاليد والدبلوماسية، إنها لحظة مشرقة تعكس رؤية مستقبلية تجعل من جامعة الطفيلة التقنية أكثر من مجرد مؤسسة تعليمية، بل منصة للتفاهم الثقافي والسياسي، وخطوة ناجحة تُحسب للدكتور المحاسنة بكل جدارة.

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com