فيلادلفيا نيوز
وسأستبيح زوايا روحي حزناً كربلائياً على رحيل روحك !!
وانت المذبوح من يوم ان رحلت للآن الف الف مره !! وقاتلوك يا وصفي كُثُر !!
ارتكب الفعلة صبيان عابثون اعمى بصيرتهم شُذّاذ لم يقرأوا عُمقَ ما كنت تصبو إليه ،، ولم يعلموا ان رصاصتهم الغادرة تلك لم تستقر في ظهرك !!
بل في قلب أُمّـة ،..
في صدر فلسطين التي آمنتَ بثورتها وان لا طريق لما ذهب بالنار الا النار !!
وأن جبهتها الداخلية هي اولى خطوط الاشتباك ،..
وان من بوصلته تقوده الى القدس لن يعبث بشقيقة روحها ووجعها عمان !!
وقتلوك حين صوروك اقليمياً ضيقاً ،، ونسوا او تناسوا انك مزيج من كل ما على هذه الارض من فخرٍ وتاريخ ،..
انت مزيجٌ من امٍ ” كردية ” تركت في روحك شيئا من عبق صلاح الدين ،..
ومن روح عرار !!
عرار الشعر ،، والتمرد ،، وحوران ،، و الطفر ،، والهويـه الاردنية العربية النقية ،..
ومن شخصية العسكري الثوري الذي سُرِّح من الخدمة في الجيش البريطاني بسبب ميوله القوميه ليلتحق بجيش الجهاد المقدس تحت قيادة فوزي القاوقجي ويشارك في حروب ١٩٤٨ دفاعا عن الارض العربية المسلوبه ،،
وموظف الحكومة في القدس ،، ومعلم التربية في الكرك ،، ومسؤول ” التوجيه الوطني ” في الدوله ،،
وابن اربد الذي تزوج من السورية سعدية الجابري
وسكنت به رحاله في كمالية السلط !!
فكيف بكل هذا ضاق افقهم ليصوروك اقليمياً ،، فقتلـوك !!
وقتلوك حين استشعروا فيك مشروع دولة غير الذي يريدون !!
دولةً بشعب مقاوم
يكتفي بذاته وما ملك من عِزةٍ وثروات
لا يلوى له ذراع بنفطٍ ولا بحبة قمح !!
واستباحوا روحك منذ الرحيل !!
فمنذ رحلت ما عاد خبزنا يا وصفي من قمح معان !!
وما عادت سيادتنا هي تلك التي قادتك الى الموت حين ذهبت الى هناك عارفا لمصيرك ،، تقارع الحجة بالحجه وتدافع عن قرارت الدولة ولا ترضخ لكل ضغوطات الكون التي تتنافى مع عزتنا وكرامتنا ،..
واصبح في الوطن الذي احرقت انت فيه كل سجلات سجناء الرأي ،، سجناءُ رأي ،..
واصبح يا وصفي تراب الوطن مبيوعا في ابخس اسواق الدنيا وبلا ثمن ؛ ووسموها بمسميات ” حداثيه ” تحت عنوان “خصخصة” المال العام ،..
وصارت اسرائيل يا وصفي منبع مائنا ،، ومصدر غازنا ،، ومبعث كل ما هو شائب في هوائنا ،..
واعتلى خيارَ خيلنا ،، شِرارُ اهلنا !!
فصار المنصب العام حكرا على طبقة جلها لم الله ولا الذمة في مصائر الوطن والأمة
لن امعن في توصيف الحال أكثر ،، فصار يا وصفي في وطننا قانون وَسَموه ” بمكافحة الارهاب ” يكمم افواهنا ويحاسب الناس حتى على ” شطحاتهم الفيسبوكيه ” ،..
لكنّي ساستعير في الختام حرفا وارسله اليك :
خُذ يا عرارُ فمي ،
ويا وصفي دمي ،
واسترجعا الزمن القديم الآتي ،..
قولا “لاطفال الانابيب” : اخرجو لشموسكم ،..
ودعوا لنا العتماتِ ،..
إنّا نحبُ الليلَ ،..
نسهره على نارِ القِرا ،،
وحرارةِ الدبكاتِ ،..
فخذوا النهارات الملوثةَ التي ،،
ملأت قلوب الناسِ بالحسراتِ ،..
ودَعوا ليال القدر
توقض في الحمى احلامهُ ،،
من بعد طولِ سباتِ ،..
هذا الحِمى للقانعين بخبزهِ ،،
وبما تيسر فيه من خيراتِ ،..
لا مالَ فيهِ ،،
ولا سبيل للغنى فيهِ ،،
بغير تبادل الصفقاتِ ،..
وأنا ،، وإخواني ،، صعاليك الحمى ،،
سنقابل الضربات ،، بالضرباتِ ،..
وسنستعيد غداً ،،
ونرجعه الى غده ،،
ونطوي آخر الصفحاتِ ،..
———————————
فللوطن منا الف سلام ،،
وعلى روحك انت من الوطن ومنا الف الف سلام ،..