فيلادلفيا نيوز
قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي إن الأردن يدعم أي طرح لإطلاق آلية عمل عربي مؤسساتي ممنهج قادر على مواجهة التحديات الدفاعية والأمنية والاقتصادية المشتركة.
وأكّد الصفدي في مقابلةٍ مع برنامج الحصاد على قناة الجزيرة، مساء أمس، الحاجة لآلية تعاون عربي دفاعي أمني وفق مفهومٍ شاملٍ لمواجهة التحديات المشتركة يواجه الارهاب كما يعمل من أجل تحقيق الأمن الغذائي والأمن الاقتصادي.
وقال “كل طرح يدفع باتجاه عمل عربي مؤسساتي مشترك فهو طرحٌ يدعمه الأردن، وهو وطرحٌ تحتاجه المنطقة.”
وفي ردٍ على سؤال حول إن كان الأردن يدعم تحالفاً عسكرياً في الشرق الأوسط قال الصفدي “إن ما طُرح هو سؤالٌ في مقابلة صحفية مع جلالة الملك حول دعم تشكيل (ناتو) في المنطقة، (ناتو) ليس بمعنى امتداد للتحالف الأطلسي، ولكن كطرحٍ لآلية دفاعية عربية لمواجهة التحديات المشتركة، والأردن دائماً يُؤيد كل طرح يدفع باتجاه عمل عربي مؤسساتي مشترك لمواجهة التحديات المشتركة.”
وأضاف “نتعامل في إطارٍ دفاعيٍ، ننطلق من رؤى واضحة، وكان جلالة الملك واضحاً بأن أي حديث باتجاه هذه الآلية يجب أن ينطلق من رؤية واضحة ونحو أهدافٍ واضحة.”
وسألت مقدمة البرنامج الصحافية إلسي أبو عاصي الصفدي إن كانت فكرة التحالف العسكري طُرحت على المملكة، وإن كان هناك بلورة معينة لتحالف عسكري أمني معين يجري والأردن جزء منه، فأجاب وزير الخارجية ” لا. لا يوجد أي شي.”
وأضاف كان هناك سؤال اذا ما كانت المنطقة تحتاج أو إذا كان الأردن يؤيد “ما سمته الصحافية (الناتو)، وما نسميه نحن آلية عمل عربي مشتركة تضمن تنسيق دفاعي تضمن تعاون أمني في إطار المفهوم الشامل للأمن” لمواجهة تحديات اقتصادية، وتحدي الأمن الغذائي، والإرهاب ومعالجة الأزمات التي تعاني منها المنطقة، وموقف المملكة هو أن هناك حاجة لهذه الآلية العربية.
ولفت الصفدي إلى أن هناك معاهدة دفاع مشترك بين الدول العربية تعود الى العام ١٩٥٠ لكنها غير مفعلة.
وأكد الصفدي في ردٍ على سؤال أنه لا يوجد أي طرح لبلورة تحالف عسكري تقوده الولايات المتحدة وتشارك فيه إسرائيل خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة الشهر القادم.
وقال الصفدي “لا يوجد أي طرح بهذا المعنى، وأكّد “لا يوجد أي حديث عن أي تحالف عسكري تكون إسرائيل جزءاً منه في هذه الزيارة، ولم يُطرح علينا أي شيء بهذا المعنى في هذه المرحلة.”
وأشار الصفدي إلى وجود تنسيق بين الدول العربية التي سيلتقي قادتها الرئيس الأميركي خلال زيارته للمنطقة لتقديم طرحٍ عربيٍ “ينسجم مع احتياجاتنا، وينسجم مع أولوياتنا لمواجهة ما هو قادم،” لافتاً إلى أن زيارته إلى قطر حيث نقل رسالةً من جلالة الملك عبدالله الثاني إلى أخيه سمو الشيخ تميم بين حمد آل ثاني جاءت في إطار هذا التنسيق”.
وقال الصفدي إن الولايات المتحدة شريكٌ أساسي، وأن هنالك تحديات إقليمية كبيرة لبحثها معها، وفي مقدمها القضية الفلسطينية والأزمة السورية وقضية الأمن الغذائي وعديد تحديات أخرى.
وقال الصفدي في المقابلة مع قناة الجزيرة إن “القضية الفلسطينية هي أساس الصراع، وهي مفتاح الحل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.”
وأكد ضرورة معالجة الأزمة السورية، والحفاظ على الأمن في الخليج العربي، وأهمية العمل العربي المشترك لمواجهة تحديات الأمن الغذائي والطاقة والتنمية والاقتصاد.
وأشار الصفدي إلى ما قاله جلالة الملك حول وجود “تفاعل أعمق بين كل دولنا لمواجهة تحديات تتعاظم علينا جميعاً، وتتعاظم قدرتنا على مواجهتها بعملنا المشترك.”
وفي ردٍ على سؤالٍ اذا ما كانت المنطقة تشهد أجواء تقارب، قال الصفدي: “كلنا ندرك أن ثمة حاجة لأن نعمل معاً، أننا إذا ما عملنا معاً نستطيع أن نحقق الأفضل لأمننا واستقرارنا ولشعوبنا.” وزاد أن هناك خطوات كثيرة باتجاه تعميق التقارب تعكسها اللقاءات العربية المكثفة.
وقال الصفدي كل الدول العربية تريد علاقات طيبة مع إيران، “لكن حتى نصل لهذا المرحلة لا بد من حوار يعالج كل أسباب التوتر حتى تكون المرحلة القادمة مرحلة انفتاح وتعاون مستندة إلى قاعدة صلبة من تحاشي كل ما هو سبب في التأزيم.”
وأكد الصفدي في ردٍ على سؤال أنه لا يمكن الاستمرار في الوضع الحالي في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث هناك غياب لأي جهد حقيقي لحلها، وحيث تقوض الخطوات الإسرائيلية اللاشرعية حل الدولتين وبالتالي كل فرص تحقيق السلام.
وحذّر الصفدي من أنه “إذا لم نعمل جميعاً على إيجاد أفق سياسي حقيقي يعيد إطلاق مفاوضات جادة و فاعلة لحل القضية الفلسطينية، نحن ذاهبون باتجاه المزيد من التأزم و الصراع.”
وقال “إن قتل حل الدولتين لن يكون إلا طريقاً نحو حال الدولة الواحدة، ولا أقول حل الدولة الواحدة، وهذه ستكون حقيقة بشعة لانها ستكرس الابارثايد وستدفع باتجاه تفجر الصراع.”
وأكد الصفدي أهمية الحفاظ على التهدئة ووقف الاجراءات التي تقوض حل الدولتين واطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساسه.
وسُئل الصفدي عن دور الولايات المتحدة في العملية السلمية فأجاب أن الحديث مع الولايات المتحدة مستمر وأن هناك تغير مهم في موقف الادارة الأميركية الحالية مقارنةً بالادارة السابقة، لناحية التأكيد على حل الدولتين، ورفض الاستيطان والتأكيد على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.
وأضاف “لكن نريد أن ينتقل هذا الموقف إلى رؤية كلية وعمل يأخذنا إلى ما هو أبعد من حل الأزمات وإطفائها، إلى التقدم وفق رؤية للتوصل للحل الأساس وهو حل الدولتين.”
وقال الصفدي “إذا لم يكن الآن هو الوقت للخوض في مفاوضات جادة للتوصل إلى حل الدولتين. فالآن هو الوقت لوقف كل الإجراءات اللاشرعية التي تقوضه.”
وسألت الجزيرة الصفدي حول العوامل التي يمكن أن تدفع عملية السلام إلى الأمام في وقت يرى الفلسطينيون أن عمليات التطبيع الجارية واتفاقات التطبيع التي جرت مع إسرائيل قوضت قضيتهم، فأجاب” في رمضان ما قبل الماضي عندما تفجرت الأوضاع في القدس عاد العالم كله ليركز على القضية الفلسطينية. في رمضان الماضي عندما توترت الأوضاع في القدس المحتلة أيضا، عاد العالم ليدرك أهمية القضية الفلسطينية. ما نقوله إنه لا يمكن القفز فوق القضية الفلسطينية للتوصل إلى السلام العادل والشامل. أساس الصراع هي القضية الفلسطينية، وبالتالي إذا لم يتحرك العالم الآن لإطلاق جهد حقيقي لحل القضية الفلسطينية، سنجد أنفسنا جميعا في دوامات متعددة متكاثرة من العنف الذي سيتعاظم والذي ستنعكس آثاره على الجميع.”
وأضاف “بديل التحرك هو الوقوع في أتونات الفوضى والصراع مجددا. ندرك أن ثمة صعوبات حقيقية. ثمة وضع في الحكومة الإسرائيلية. ثمة تحديات تواجهها السلطة الفلسطينية، تراجع في أولوية القضية الفلسطينية في الأجندة الدولية، لكن في المملكة نؤكد بأن لا يمكن القفز فوق القضية الفلسطينية.”
وقال الصفدي “إذا لم نتحرك الآن لإعادة الزخم إلى العملية السلمية، وإذا فقد الشعب الفلسطيني الأمل، وتكرس اليأس فنحن ذاهبون باتجاه دوامة جديدة من العنف والصراع.”