الإثنين , ديسمبر 23 2024 | 7:55 م
الرئيسية / السلايدر / الصفدي: اختار العرب السلام واختارت “إسرائيل” الاحتلال

الصفدي: اختار العرب السلام واختارت “إسرائيل” الاحتلال

فيلادلفيا نيوز

ألقى وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي اليوم الأحد كلمة الأردن في الدورة الثامنة عشرة من قمة حركة عدم الانحياز التي عقدت في العاصمة الأذرية باكو.

وفيما يلي نص كلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم،والصلاة والسلام على سيدنا محمد،النبي العربي الهاشمي الأمين، فخامة الرئيس إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان الشقيقة،رئيس الدورة الحالية لقمة حركة عدم الإنحياز،،،السيدات والسادة،،، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،أتشرف بأن أمثل المملكة الأردنية الهاشمية في هذه القمة الهامة، مندوباً عن صاحب الجلالة الهاشمية، الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله. أحمل إليك، فخامة الرئيس علييف، تحيات جلالته، وتهانيه لفخامتك بذكرى إستقلال بلدكم الشقيق وبتولي رئاسة الدورة الـ 18 لقمة دول حركة عدم الانحياز. وأنقل للقمة الكريمة تمنيات جلالته بالنجاح.

والشكر جزيله لجمهورية فنزويلا على رئاستها للدورة السابقة فخامة الرئيس،،، السيدات والسادة في العام 1955 شاركت المملكة 28 دولة في اطلاق حركة عدم الانحياز عملاً جماعياً ينشد الحرية والعدالة والتوازن في العلاقات الدولية بعد  64 عاما على انطلاق الحركة، ما تزال مبادئ باندونغ العشرة التي تبنتها، والتي جسدت هذه الأهداف، واكدت التمسك بالقانون الدولي والعمل متعدد الأطراف، ضرورة قصوى لتجاوز تحدياتنا المشتركة.

وحده العمل الجماعي المنطلق من احترام القانون الدولي يستطيع أن يترجم مبادئ الحركة واقعاً تنعم به كل شعوبنا، من غير هذا العمل الجماعي، ومن غير احترام القانون الدولي وحق كل الشعوب في العيش بحرية وكرامة، لن يستطيع مجتمعنا الدولي إنهاء الظلم والصراعات والحروب، ودحر الإرهاب الظلامي والقضاء على الجريمة المنظمة ومواجهة تبعات اللجوء والنزوح التي شردت الملايين.
السيدات والسادة،وقفت حركتنا ضد الاستعمار ورفضته شراً وظلماً وعدواناً واستباحة لحق الشعوب في الحرية وتقرير المصير. بيد أن الإستعمار الإسرائيلي لدولة فلسطين ما يزال ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني ويهدد الأمن والسلم الدوليين.

يجب أن تقف حركتنا في وجه هذا الاحتلال الغاشم، وتطلق فعلاً حقيقياً ينهي هذا الشر وهذا الباطل. اختار الفلسطينيون وكل العرب السلام. واختارت إسرائيل أن تمعن في احتلالها اللاشرعي واللاقانوني واللاإنساني. لذلك يستمر الصراع. لن تنعم منطقتنا بالسلام الشامل والدائم من دون زوال الاحتلال، وحل الصراع على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس المحتلة، على خطوط الرابع من حزيران 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.

حركتنا هي ثاني أكبر تجمع دولي. 120 دولة عضوة فيها تجمع على حق الفلسطينين في الحرية والدولة والكرامة. لكن إجماعنا على السلام يصطدم يومياً بإجراءات إسرائيلية أحادية تقتل فرص تحقيق السلام. استيطان غير شرعي، ومصادرة للأراضي، ومحاولات عبثية لطمس الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للقدس ومقدساتها. والقدس، سيدي الرئيس، كما يؤكد الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الوصي على مقدساتها الإسلامية والمسيحية هي مفتاح السلام. الاحتلال الإسرائيلي ومحاولاته تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المدينة المقدسة ومقدساتها جعل مدينة السلام ساحة للقهر والحرمان.

ومحاولات حرمان اللاجئ الفلسطيني من حقه في العيش وبكرامة ومن حقه في التعليم والعلاج، عبر استهداف الأنروا انتهاك فاضح لمبادئ الحركة يجب ان نتصدى له، عبر تلبية إحتياجات الانروا المالية، والحفاظ على ولايتها ودورها إلى حين حل قضية اللاجئين، وفق القانون الدولي، وبما يلبي حق اللاجئين في العودة والتعويض في سياق حل شامل للصراع على أساس حل الدولتين.

فخامة الرئيس،السيدات والسادة،الأزمة السورية كارثة يجب أن تكثف الحركة والمجتمع الدولي كله جهودهم لإنهائها، عبر حل سياسي، يصنعه السوريون، ويقبله السوريون، حل يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها، ويعيد لها أمنها واستقرارها، ويخلصها من الإرهاب، فيعود لها مواطنوها الذين شردتهم الأزمة، وتستعيد سوريا عافيتها ودورها ركيزة من ركائز أمن الشرق الأوسط واستقراره ومنظومة العمل العربي المشترك. لا بد من مقاربات جديدة فاعلة لحل الأزمة، مقاربات يحكمها الحرص على سوريا وشعبها الأصيل، لا صراع الأجندات والمصالح الإقليمية والدولية على حساب سوريا وعلى حساب شعبها الأصيل . واللاجئون السوريون ضحايا يجب أن نتحمل جميعا، لا الدول االمستضيفة وحدها، مسؤولية توفير العيش الكريم لهم، إلى حين عودتهم إلى وطنهم.

فخامة الرئيس،السيدات والسادة،الإرهاب آفة لا تنتمي إلى حضارة أو دين. هو عدو مشترك يستوجب دحره منهجية شمولية تحاربه عسكريا وأمنيا وفكرياً. هذه هي المنهجية التي تتبناها اجتماعات العقبة، التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني جهدا مكملا لجهود المملكة التي تحارب ثقافة الكراهية، وتجذر ثقافة السلام والحوار بين الأديان، تجسيداً لرسالة الإسلام السمحة وقيم السلام والمحبة واحترام الآخر التي يحمل، مثل رسالة عمّان، وكلمة سواء، واسبوع الوئام العالمي.

اعتمدنا مبادئ باندونغ قبل أكثر من ستة عقود منطلقاً لمواجهة تحدياتنا المشتركة وقتذاك. هذه المبادئ وترجمتها فعلاً جاداً ملموساً هو سبيل مواجهة أزماتنا الآن أيضا. ذاك أنها مبادئ تعكس قيمنا المشتركة، وتؤكد حقيقة أن احترام القانون الدولي والتعاون والعمل متعدد الأطراف هم ضمان حقوقنا وأمننا الجماعي وسبيل رخائنا وإزدهار دولنا.

أشكركم فخامة الرئيس على حسن الضيافة وطيب الإستقبال. نتمنى لكم التوفيق في رئاسة الدورة الحالية لحركة عدم الانحياز، التي نثق بأنها ستزداد، بقيادتكم وبحكمتكم، فاعلية وإنجازا.
شكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com