فيلادلفيا نيوز
أعلن رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز انه سيتم خلال الأسبوع الحالي وضع معايير وشروط للسلامة والوقاية لفتح المساجد والكنائس وصالات المطاعم والمقاهي بموجب تعهّد من القائمين عليها.
وقال رئيس الوزراء في كلمته الاسبوعية اليوم الاحد ان فرق الرقابة والتفتيش وكوادر الأمن العام ستقوم بتنفيذ حملات رقابيّة مكثّفة، وكلّ منشأة يثبت عدم التزامها سيتمّ إغلاقها فوراً، ومحاسبة القائمين عليها بموجب أوامر الدّفاع، وستبقى المنشآت التي لم تحقّق الشروط ولم تتعهّد بالالتزام مغلقة “وهنا نضمن العدالة”.
واكد رئيس الوزراء انه ومع وصولنا لمرحلة الانتشار المجتمعي للعدوى من فيروس كورونا فان معركتنا اليوم هي معركة وعي والتزام بالدرجة الأولى. ولفت الى ان أهم الدروس التي تعلمناها خلال جائحة كورونا هي أهميّة الاعتماد على الذات، وضرورة استثمار الموارد المحليّة، وانخراط الشباب في جميع القطاعات المنتجة.
واكد ان الإعتماد على الذات وتشغيل شبابنا الأردني خصوصا في مجال الزراعة سيكون الموضوع الأهم على جدول مجلس الوزراء هذا الأسبوع.
واشار بهذا الصدد الى ان الحكومة بدأت العمل على عدة برامج ومشاريع هدفها تشغيل شبابنا بالزراعة من خلال 4 مشاريع تتعلق بزيادة رقعة الأراضي القابلة للزراعة في عدة محافظات وتدريب أبناء هذه المناطق ووادي الأردن على الزراعة وإستخدام التكنولوجيا فيها.
كما تتضمن هذه المشاريع، تحسين جودة المنتجات الزراعية من خلال إنشاء مركز الأعمال الزراعية وزيادة فرص تسويق منتجات الجمعيّات الزراعيّة وبيعها إلى المستهلكين بشكل مباشر، لافتا الى انه سيتم استكمال العمل على إنشاء المعرض الدائم لمنتجات البادية والريف في مركز حيوي في العاصمة، و من المتوقع أن يوفر هذا السوق ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وفيما يلي نص كلمة رئيس الوزراء…
بسم الله الرحمن الرحيم .
أخواتي وإخواني ، أسعد الله أوقاتكم جميعاً بكلّ خير.
لم يترك هذا الوباء أحداً لم يصبه بمشاعر قويّة ومتضاربة أحياناً؛ فهناك من هو غاضب، وهناك من هو خائف، وهناك من يتقلّب بين التفاؤل وبين التشاؤم، وبين الالتزام الصارم يوماً والتهوّر التامّ يوماً آخر، وهذا طبيعي.
وهناك من لا يزال في مرحلة الإنكار لوجود هذا الوباء، مع أنهم أصبحوا قلّة في ضوء تفشي العدوى وازدياد الأعداد.
المعركة مستمرّة بين الشكّ واليقين، وبين العزيمة والاستكانة.
وزي ما في كثير أمور بترهق الإنسان، وتتعبه وبتهبّط من عزيمته، هناك أيضاً، وفي صميم تكويننا، إرادة على الحياة والتغلّب على الصّعاب، والتأقلم مع المستجدات، وتعاون وتعاضد في الشدائد.
خيارنا الوحيد والأوحد هو المواجهة والالتزام، وتاريخ الأردن والأردنيين زاخر بأمثلة مشرّفة على ذلك، فقد واجهنا خصوما أشدّاء، ولكنهم لم يكونوا أشدّ جأشا منا.
بعيد وبكرر: معركتنا اليوم هي معركة وعي والتزام بالدرجة الأولى، وصلنا لمرحلة الانتشار المجتمعي للعدوى من فيروس كورونا، يعني كل واحد منا لازم يفترض أن كل شخص يتعامل معه ممكن يكون مصاب، وحتى نقدر نتعايش مع هذا الواقع الجديد بأقل الأضرار على صحّتنا، ومصادر رزقنا، واقتصادنا لا بد إنا نغير بعَض من تصرفاتنا وعاداتنا الاجتماعية. لبس الكمامة والتباعد الجسدي وغسل اليدين باستمرار – هي ابسط وسيلة أثبتت فعاليتها في الحد من إنتشار العدوى، هيك بتحمي نفسك وبتحمي عائلتك وبتحمي شغلك! .
أكرّر هي معركة وعي، لكن نحن اليوم أيضاً بحاجة وأكثر من أي وقت مضى، إلى الدولة القوية والمواطن القوي، الدولة القوية التي تطبق القانون على الجميع وبدون انتقائية أو تعسف تحقيقاً للصالح العام، والمواطن القوي ليس بتطاوله ومخالفته للقانون والأنظمة والتعليمات وإنما بمستوى وعيه وممارسة حقوقه والالتزام بواجباته تجاه الاخرين.
وعلينا أن نبدأ بأنفسنا، ومن هون وجّهت ديوان المحاسبة وأجهزة الرقابة بزيارات مفاجئة للوزارات والمؤسسات الحكوميّة وخالفنا عددا من مسؤولي وموظفي القطاع والمراجعين غير الملتزمين خلال الأسبوع الماضي في (46) جهة حكوميّة مخالفة، وتمّ اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقّها، وسيستمرّ العمل بشكل مكثّف خلال الفترة المقبلة.
أما بالنسبة لقرار إغلاق المساجد والكنائس وإيقاف التعلم الوجاهي وإغلاق صالات المطاعم والمقاهي بالتأكيد لم يكن سهلاً علينا، وليس لدينا رغبة مطلقاً بإغلاقها، وندرك صعوبة الأمر أيضاً.
لكنّ واجبنا يحتّم علينا أن نأخذ مثل هذه القرارات الصعبة من أجل الحفاظ على سلامة الجميع، لأنّ جميع الآراء العلميّة تؤكّد أنّ أماكن التجمّعات تشكّل مصدراً رئيساً لانتشار العدوى.
وحتّى لا نعاقب الملتزم بسبب عدم التزام غيره، سنقوم خلال الأسبوع الحالي بوضع معايير وشروط للسلامة والوقاية لفتح المساجد والكنائس وصالات المطاعم والمقاهي بموجب تعهّد من القائمين عليها.
وستقوم فرق الرقابة والتفتيش وكوادر الأمن العام بتنفيذ حملات رقابيّة مكثّفة، وكلّ منشأة يثبت عدم التزامها سيتمّ إغلاقها فوراً، ومحاسبة القائمين عليها بموجب أوامر الدّفاع، وستبقى المنشآت التي لم تحقّق الشروط ولم تتعهّد بالالتزام مغلقة، وهنا نضمن العدالة.
وأؤكّد مجدّداً، معركتنا اليوم معركة وعي، ومسؤوليّتنا أخلاقيّة وإنسانيّة ومجتمعيّة بالدرجة الأولى، ونجاحنا بالتزامنا جميعاً.
ننتقل الآن إلى موضوعنا الثاني، قطاع الزراعة وتشغيل الشباب فيه، من أهم الدروس اللي تعلمناها اليوم هي أهميّة الاعتماد على الذات، وضرورة استثمار الموارد المحليّة، وانخراط الشباب في جميع القطاعات المنتجة.
وقد أثبتت العديد من القطاعات خلال جائحة كورونا أهميّتها لتحقيق المنعة وتجذير مفهوم الاعتماد على الذات؛ والزراعة كانت في مقدمة هذه القطاعات.
توجيهات جلالة سيّدنا واضحة (ما يزرع الأرض إلا أبناؤها).
بناء عليه، بدأنا العمل على عدة برامج ومشاريع هدفها تشغيل شبابنا بالزراعة من خلال 4 مشاريع:الأول: زيادة رقعة الأراضي القابلة للزراعة، حيث تمّ تحديد (117) ألف دونم في عشرة مناطق مختلفة بمحافظات معان والعقبة والمفرق والزرقاء، والعمل جارٍ على إضافة مناطق أخرى.
الثاني: تدريب أبناء هذه المناطق ووادي الأردن على الزراعة وإستخدام التكنولوجيا فيها.
الثالث: تحسين جودة المنتجات الزراعية من خلال إنشاء مركز الأعمال الزراعية بالشراكة مع الجمعيات التعاونية في وادي الأردن.
الرابع: زيادة فرص تسويق منتجات الجمعيّات الزراعيّة وبيعها إلى المستهلكين بشكل مباشر، من خلال استكمال العمل على إنشاء المعرض الدائم لمنتجات البادية والريف على مساحة 8000 م2 في مركز حيوي في العاصمة، ومن المتوقع أن يوفر هذا السوق 1000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
هذه البرامج والمشاريع كلها تشكل خطوة مهمة للنهوض بقطاع الزراعة والعاملين فيه، خصوصاً في هذه الأوقات، وأستشهد بحديث رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلّم: “إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تَقوم حتى يَغرِسَها، فليَغرِسْها”.
نعم، كلّ مرّ سيمرّ، وسوف يمرّ إن شاء الله ولكن ليس بالتمنّي، وإنّما بعزيمتنا وصبرنا والتزامنا ووحدتنا خلف قيادتنا الهاشميّة الحكيمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.