فيلادلفيا نيوز
انطلقت المهمة المستحيلة في إنعاش قطاع أجمع من يديرونه على أنه أول المصابين وآخر المستشفين وهو قطاع “السياحة”، الذي يقوم على عامل أساس هو “سهولة الحركة” مهما تنوّعت وسائلها ومهما اختلف ركابه!
مهمة انطلقت نهاية الاسبوع الماضي في العقبة برعاية رسمية من هرم إدارة ضبط نغمة مشغلي القطاع فازدحمت فنادق العقبة، وشوارعها، في مهمة لا تزيد عن (48) ساعة من التشويق والإثارة وتسجيل الإعجابات، وكأن المتابع قد دفع ثمن تذكرة واحدة لمشاهدة عدة أفلام في صالة عرض.
كلنا يعلم أن موسم السياحة الداخلية هو تلك المهمة المستحيلة للانقاذ، فهو ذلك الموسم الذي يحكم عمله عطلة نهاية الأسبوع (48) ساعة وطول العطلة الصيفية، وما بعد ذلك من وجهات ونفقات ومسارات هي “مجرد تفاصيل”!
رهاننا للانقاذ في احتساب بسيط موجه حسب الخطط لنحو 160 الف زائر في عشرين يوما، موزعة على نهايات عشر اسابيع، تتوقف بعودة الطلبة لمقاعد الدراسة مطلع أيلول المقبل! وفي المقابل يتوقع تحقيق عائد وتشغيل كلي!!!
لن أكون متشائماً وإن حق لي ذلك عند الحديث عن كلف تشغيل واستدامة 366 يوما هي أيام هذا العام، والذي أضيف له يوماً كاملا كونها “سنة كبيسة” ولإزالة هذا التشاؤم أنصح بالتالي:
اولاً: توسيع قاعدة المستهدفين من 160 ألفا إلى 500 ألفا بتنفيذ برنامج متاح للاغلب تحت عنوان ” اكتشف محيطك”، ففي كل محافظة إرث وفعالية ومرافق، واستهداف 40 الفا او يزيد من اجمالي عدد سكان كل محافظة ومحيطها الأقرب من محافظات أخرى ليس بصعب، وهو سهل المنال لاستمرارية التشغيل، وتجاوز حاجز (48)ساعة في نهاية كل أسبوع ليمتد طيلة أيامه لقرب الغاية في الحركة والترفيه وقلة التكاليف.
ثانيا: إعادة توزيع مخصصات دعم قطاع السياحة ليخدم تهيئة البنية التحية للمرافق السياحة، والبرامج الترفيهية، لتكون أكثر توافقا، واستقطابا للمواطنين، ولتكون في مستوى جاهزية أعلى حال التشغيل للسياحة الخارجية.
ثالثا: استثمار شغف الشباب من طبقات المجتمع المعتادة على السفر والمعسكرات الترفيهية الخارجية، ببناء برامج رديفة تحاكي شغفهم ومتطلبات حياتهم، في وقت ينفق فيه بعض تلك الاسر ما يزيد عن 20 ألف دولار للشخص الواحد في رحلة ترفيهية لا تتجاوز أسبوعا لا يحقق فيه الشاب غالبا وليس الأغلب منهم سوى ختماً جديداً على صفحات جواز سفره.
رابعا: تعزيز وتفعيل برنامج السائح المقيم بأنشطة وبرامج أوسع، تكون موجهة لمقيمي الاردن من الدبلوماسيين وعائلاتهم، أو العمالة المحلية، بما يلبي متطلبات وامكانات كل فئة.
خامسا: دعم خطوط الإنتاج المساندة لقطاع السياحة من ماركات عالمية في مختلف الاصناف التي تستهوي الاردنيين وتحركهم للسفر إلى الخارج، فالحديث عن مليار دينار يمثل انفاق الاردنيين في العام الماضي خارج الاردن لم يكن فقط في تغطية تكاليف اقامتهم وبرامج الترفيهية فنصفه وأكثر موجه للتسوق.
سادسا: التفكير الجدي في استثمار ما ينفقه الطلبة من كلف تعليمية (السياحة التعليمية) في بحثهم عن جامعات وبرامج وتسهيلات تعليمية في جامعات عالمية أو عريية مرموقة خارج الوطن لتكون الأردن خيارهم بتطوير هذا الجانب بالاستفادة من حالة الشعور بالأمان الصحي في الداخل الذي دفع حتى كثيرا من طلبتنا وفي سنواتهم الدراسية الأخيرة من التوجه مباشرة للوطن دون احتساب أي هدف من أهداف مغادرتهم قبل كورونا.
نعم؛ تجاوز المرحلة أكبر من الخطط المعروضة، والتفكير خارج الصندق من غير القائمين على ادارته قد تكون بداية الحل، وليكن الأولى هو الاستماع للفئات المستهدفة لتحفيزهم ومشاركتنا رغباتهم لنبني برامجنا منها، فنحن تعلمنا ان نسوّق انفسنا للخارج، ولم نتوقع ان يكون أحدُنا هو الزائر أو السائح المنقذ للقطاع!
*مدير العلاقات العامة لشركة واحة ايلة للتطوير