فيلادلفيا نيوز
السبت 11 نيسان381- 7
كورونا بين الصفر…. والصبر…. والنصر
يوم امس تذوقنا نشوة نصر الصفر الاول (بغض النظر كان الصفر على اليمين ام على اليسار) صفرتحقق بجهود النشامى والنشميات كل من موقعه ومن منزله.. تحقق ثمرة التزامك في البيت … صفر كان ثمنه عرق نشامى حماة الوطن من القوات المسلحة والقوات الأمنية ورجال الدفاع المدني … ثمرة جهود بذلها أصحاب المراييل البيضاء … ثمرة سهرهم الطويل المتواصل ….الصفر الأول–كان مذاقه طيبا- وتحقيقه معقول, ساهم في تحقيقه جميع الأردنيين من خلال صبرهم على الابتلاء وتحملهم لمعاناة الحظر ومنع التجوال …تحمله الجميع..الصغير والكبير … الام والجده .
بالأمس تحقق الصفر الأول من مسيره قد تكون طويله ومضنيه على طريق شاق سيتخلله صعودا وهبوط وذلك لكبح جماح فيروس مراوغ و عنيد وغامض يعني لعين والدين.. وسبق و حذرنا من التذبذب والزقزاق في الأرقام ولكن من يحقق الصفر حتما سيحقق الاصفار الا ان هذا يتطلب منا الصبر و المزيد من العطاء … فنحن بحاجة الى ثمانية وعشرين صفرا متتاليا وفقا لما اجمع عليه الفقهاء من علماء الأوبئة للوصول الى حالة من الاسترخاء واستراحة المحارب لأننا نخوض حربا كونية عالمية النصر فيها لا يعلن من جهة واحدة لان الصليات قد تأتي من خاصرة لم يحسب حسابها فالوباء عالمي والقضاء عليه يجب ان يكون عالميا وهذا يتطلب منا التسلح بسلاح طويل الأمد يبنى على ثقافة وسلوكيات جديده كنا قد اغفلناها وتخلينا عنها في غمرة ولعنا بالعولمة والتكنولوجيا …
اليوم انحرف المنحى الوبائي عن الصفر الأول وهذا ليس بالمهم لاننا ما زلنا خارج منطقة الخطر ولكننا في دائرة الحذرالشديد خوفا من نزوة فيروسيه كورونيه مختبئة في مكان ما… اليوم و قبل غد علينا ان نبدأ بإعادة بناء منظومة سلوكياتنا الحياتية والتي اصبحنا في امس الحاجة لها اكثر من أي وقت مضى .. صفر اطل علينا برأسه ليوم واحد ليذكرنا بضرورة ترسيخ ثقافة التباعد الاجتماعي والجسدي عند لقاءنا ببعضنا وفي كل محافلنا , في افراحنا وفي اتراحنا.صفر كوروني مخادع ومراوغ سيرغمنا على تحديد شكل المصافحة والسلام وسيحرمنا كن التقبيل والتبويس و يذكرنا بثقافة النظافة الشخصيةوابسطها غسل اليدين وهل هذه بشديد؟.
تلمسنا الصفر الأول في طريقنا نحو إعادة بناء المواطنة الحقيقية والتعبير عن الحب الحقيقي للوطن …. لقد كان صفر كورونيا بامتياز يدفعنا نحو إعادة بناء منظومة التكافل والتعاضد الاجتماعي.
يا من تتوقون الى الاصفار الكورونية صلوا صلاة المحارب ولا تلقوا بسلاحكم …. فعدوكم خبيث وغامض لن تزعجه كثرة الاصفار لأنه سيبقى بيننا وسنبقى في مرمى صلياته لحين وصول اللقاح.
أيها النشامى والنشميات تستطيعون اخماد نار كورونا بتباعدكم وصبركم… فحظر التجوال لم يوقف حركتكم بل أوقف حركة كورونا…. العدو الذي يتربص بكم …فلنحمد الله ، غيرنا من الأمم تجاوزت اصفار الإصابات لديهم على اليمين حاجز الثلاثه ونحن ما زلنا ضمن قائمة البلدان ذوات الرقم الواحد المتذبذب .
لنتذكر ان كورونا علمتنا أن الإنسان ضعيف مهما كانت سلطته وشهرته أو غناه، فلماذا التعالي والتفاخر والتباهي بالجاه والمنصب فما نحن الا مجموعة من الخلايا هزمها شيء لا يرى العين المجردة .. ..
ان الأوان ان ننسى عبارة” انت بتعرف مع مين بتحكي ” نعم أصبحت الان اعرف الاجابة من كورنا … لأنها من حبسنا في بيوتنا دون ان تسال مع مين بتحكي.
كورونا بأصفار او بدون اصفار يزعجها صبرنا الطويل وتذمرنا القليل…..علينا ان نواجه المصاعب والتحديات بهدوء دون ضجيج،وان نقاوم بصمت دون عويل،نحن أمام عدو شرس متربص.
فكم نحن ضعفاء ولسنا الا «كائن» وكنا أكثر شيء جدلاً وأنه «لم يكن شيئاً مذكوراً» «وأنه خلق هلوعاً» .
دمتم ودام الوطن ولا دامت كورونا “فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين”.
الزم بيتك …الزم بيتك…. الوصول الى الاصفار بأيدك.