السبت , أغسطس 9 2025 | 6:32 م
الرئيسية / stop / الدكتور محمد المعايطة يكتب : نفاق إجتماعي رقمي وخيانة المجالس

الدكتور محمد المعايطة يكتب : نفاق إجتماعي رقمي وخيانة المجالس

فيلادلفيا نيوز

 

ورد في القرآن والسنة ما يدل على أن المنافقين لهم عذاب أليم في الآخرة، قال تعالى: “إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا”. صدق الله العظيم

بعيدآ عن تخصصي أحببت أن أكتب عن آفة أصبحت منتشرة بكل أسف بين أبناء المجتمع بشكل كبير ويجب التنويه والحذر من هذه الآفة الخبيثة والتي أسائت كثيرا للكثير الكثير لبعض أبناء المجتمع من أصحاب العلم والأخلاق والمعرفة والأصالة بسبب هؤلاء المتطفلين الذين أصبحوا يشكلون الإزعاج والفتن بشكل كبير جدآ وذالك بسبب النقص الذي لديهم وحقدهم المخيف

حيث يقول أخصائيو علم النفس أن الكبت النفسي مستعصي وخطير يعمل على إثارة الحواس البشرية إلى أعلى درجات التحسس بحيث تقوم المستنبطات الحسية لدى المريض بالتقاط أدنى الحركات والأصوات الغير المسموعة لدي الإنسان العادي مما يجعل عقله يخضع لهذه المؤثرات الخارجية القوية في حالته

في حين تكشف مواقع التواصل الاجتماعى عن علاقات “مزيفة”، تختلف تماما عما هي عليه في الواقع الحقيقي، اذ يشوبها الكثير من “النفاق الإجتماعي والرقمي”، بحيث يتعمد الشخص بأن يظهر أمام قائمة أصدقائه بصورة جميلة لا تشبه أبدآ صورته الحقيقية في الحياة الطبيعية والواقع وذالك حسب أخصائيو هو نقص مشخص لدي الكثير من هذه الطبقات السيئة

ناهيك عن الهواتف الذكية التي أصبحت فتنة بين المجتمع وذلك لتسجيل المكالمات أو تسجيل ما يحدث بين الأصدقاء في المجالس ونقل الكلام حيث تعتبر هذه حسب الوصف
“بخيانة المجالس” وهي من أخطر الصفات التي يمارسونها أصحاب هذا الإختصاص وذالك أيضآ تعتبر مصالح مزدوجة بين المرسل والمستقبل وهي علي ما يبدوا أنها جينات وراثية من القذارة الأدبية وخيانة المجالس هي موروث من الآباء والأجداد منذ الأزل ولكن تطورت عبر تطور التكنولوجيا والأجهزة الذكية علما أن هذه التصرفات التي تعمل علي فتن المجتمع بشكل عام مع العلم أنها غير قانونية و محرمة شرعآ
و تعتبر من الكبائر ولها عقوبات في الآخرة،
بالإضافة إلى ما قد يترتب عليه من عقوبات تعزيرية في الدنيا هذه طبعآ لأصحاب الضمائر الحية..

وأصبحنا نتفاجأ من تلك التصرفات على مواقع التواصل الإجتماعي التي معظمها مجاملات مبطنه عبر المواقع الإلكترونية و صفحات التواصل الإجتماعي و “تطبيق واتس اب” بالذات دون معرفت نفسياتهم و أصولهم وفروعهم ودون ما نعلم عن شهاداتهم وعلمهم و ثقافتهم و انتمائاتهم ولكن الكثير من أبناء المجتمع لا حول له ولا قوة من هؤلاء المتسلقين

في حين عندما نشاهد هؤلاء الأشخاص الذين هم كما يصفهم الكثير من أصحاب المصالح الخاصة و التسلق و جرثومة وسط مجتمع مثقف لا يتحمل نفاقهم يقومون بتناول حبيتين من الكنكور عيار 5 مع الليكسوتنيين عيار 6 وهما علاجين لتنزيل الضغط و تهدئة القالون العصبي مع حبة منوم والذهاب في نوم عميق لكي يرتاح ساعات من كافة أنواع و أشكال الكذب والنفاق الحاد وما شابه

حيث الكثير يكون علي السوشال ميديا يمدح ويجامل ويبالغ ويعبر نفاقه بشكل إيجابي تجاه الأخر وفي نفس الوقت يكون داخله كبت نفسي وكره شديد وخبث ومن ورائه يشتم وينافق وووو وماشابه فهذا مهدد أن يتحول من إكتئاب الى إنفصام حسب ما وصفه الطب النفسي،
و في واقع الحقيقه أصبحت هذه آفة منتشرة بين جميع الأطياف ويجب مكافحتها بكل عنفوان

بعيدآ عن المصداقية والمشاعر الحقيقية، في الوقت الذي يصل فيه مستخدمو الفيس بوك في الأردن لما يقارب ال 8 ملايين شخص حسب الإحصائيات وتطبيق واتساب الاكثر مشاهده

من جهه أخرى وصف الأستاذ الدكتور في علم الإجتماع بجامعة مؤتة حسين المحادين أن وسائل التواصل الإجتماعي ساهمت بإظهار شخصيات كثيرة و لا تنتمي لواقعها الحقيقي، حيث أصبحت تكشف عن حب وتسامح مبالغ فيه، لا يرتبط بالواقع، فالعالم الإفتراضي كثير من رواده يرتادون الأقنعة وذالك لعدة أسباب إجتماعية أو وراثية أو نفسية وأهما هو قلة الأخلاق و الوازع الديني بكل أسف..

وأضاف المحادين أنه كثير من الأشخاص، يصابون بالصدمة، لأنهم يدركون أن من حولهم “ينافقون” لهم إلكترونيا، من خلال الكلام الجميل والمنمق، فهم على الطبيعة ليسوا كذلك، لافتآ الى أنها في الحقيقة ليست إلا إسقاطات شخصية ونفسية وان القصد منها الظهور بالشكل المثالي أمام الناس وهم في داخلهم كبت نفسي شديد ونقص حاد وحسد و عدم الثقة بالنفس وحالة الضغط الداخلي التي يعيشها الشخص كلها تظهر على شكل إسقاطات على مواقع التواصل الإجتماعي الذي يجهله الكثير ، معتبرا أن هذا العالم الرقمي في النهاية هو غير حقيقي لصداقة ، ولا يجب الأخذ به ولا بد من وضع الإعتبارات دائماً تجاه ما يراه الشخص على الواقع، لأن هذا العالم لا يمثل علاقات حقيقية على الإطلاق ولا يجب أن يؤخذ الكلام الذي عليه بمجمل الجد…

 

*دكتوراة صحافة و إعلام ونشر إلكتروني
نقابة الصحفيين الأردنيين

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com