فيلادلفيا نيوز
كيف يمكن للنائب القادم أن يكون أمل أم نكسة أم فُسحة؟ هل نريد نائب تشريعي ؟ أو ما يُطلق عليه اليوم بنائب خدماتي؟، هل هو نائب منطقته ودائرته الانتخابية أم نائب وطن يمثل جميع أطياف الشعب الأردني منتمي لوطنه وترابه وقضاياه غير مبالي الناخب إن كان من الجنوب أم الشمال مسلماً أم مسيحياً درزياً أم شركسياً العديد من الأسئلة والفرضيات التي يطرحها الناخب الأردني اليوم لكن الجميع يتفق على طبيعة عمل السلطة التشريعية فالمهم ان يكون نائب وطن تشريعي انتمائه لوطنه وسلطته التشريعية، غير محسوب على أي تيار سوى وحدته الوطنية، ونهج الدولة الأردنية مطلع على المشكلات التي تواجه المواطن الأردني في تفاعلات وتجاذبات طبيعية ومستمرة داخل إطار الدولة لا تخلو منها أي دولة في العالم .
لكن الأساس بالنائب أن يكون لجميع الأردنيين، نائب بحجم الأردن وشعبه، نائب يحمل هموم وأوجاع الوطن، معبراً ومترجماً ما يدور في عقل الناخب الذي أوصله إلى بيت الشعب، قادراً على اثبات دوره قولاً وفعلاً كنائب تشريعي مهمته مراقبة أداء عمل الحكومة وليس عضواً في السلطة التنفيذية، أو دمية بيد رئيس مجلس النواب، فالمجلس الحالي لن نرى منه سوى الخطب الرنانة ومنح الثقة أو حجبها.
فنحن كناخبين لا نريد في هذا الوضع الذي نعيشه اليوم سوى نائب جديد لديه قدرة على الاقناع وإيصال صوت ناخبه، وإرجاع الأمل والحلم له مدركاً أن صوت الشعب مازال موجوداً، يُعبَر عنه بالحوار بواسطة سلطة تشريعية قوية متينة؛ لرأب الصدع الذي وقع بين مكونات المجتمع الأردني، وحل العديد من القضايا التي هي من صُلب عمل المجلس، والتي تخلى المجلس الحالي عنها، وترك السلطة التنفيذية والأجهزة الأمنية وحيدة في التعامل معها والعمل على إيجاد حلول لها، وهذا أكثر ما يعاب على المجلس الحالي.
أيها المترشح لا يمكن العمل بشكل منفرد في المجلس فالعملية تشاركية تبدأ بالقاعدة الانتخابية وتنتهي بين أعضاء المجلس، وتكاتف الجميع بتجسيد روح الوحدة الوطنية للأردنيين كافة، وليثبت النائب بأنه بوصلة الشعب.
المجلس الحالي فَقد الثقة والتي اعتبرها العمود الفقري للعلاقة بين الناخب والمُنتخَب، فأصبح عاجزاً لا يستفاد منه سوى الاستعراض بربطات العنق وحجم سعة محرك السيارة التي يذهب بها الى المجلس، والصراخ المدوي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.
أيها المترشح والنائب القادم إن كنت ستكون استمرارية للمنظومة الحالية والسابقة فنقول لك ابقى في بيتك ، إن السلطة التشريعية الحالية متورطة بالتنصل من مهامها، وسيحاسبها المواطن، وكما تم تداوله تورط بعض أعضاء المجلس بتهم فساد، والمجلس الحالي أيها المترشح قَبِل بالخنوع طوعاً لبعض قيادات المجلس فأصبحوا مسلوبين الارادة غير فاعلين ليس لديهم القدرة سوى الجرأة على الترشح مرة أخرى وطلب الأصوات، وإعادة مسرحية المجلس الحالي، فأضحى الناخب مستهجناً هذه الجرأة برغبة النواب الحاليين والسابقين بالعودة للترشح متسائلاً الناخب ما هي الأسس والمبررات التي تحفز النائب الحالي أو السابق على الترشح مرة أخرى؟؟ فالمعطيات ونتائج لا تبرر هذا الترشح وأقل ما توصل لعضوية مجلس البلدي أو حتى أعضاء اللامركزية، أما إذا كان الاعتماد على العشيرة واللعب على وتر لا بد من أخذ نصيبنا ومقعدنا نقول لك نحن لسنا في معركة وتوزيع غنائم ونظام محاصصة فأبناء العشائر عافوا وملوا من هذه الاسطوانة فهم على قدر كبير من الفهم والثقافة وكفى استخفاف بعقول الغير، فهم لا يريدون سوى التغيير وإعطاء فرصة للوجوه الجديدة الشابة، الموجودة والمطروحة على الساحة الانتخابية.
لكن بالمقابل أيها المترشح المحترم، إن كنت غير مدرك لحجم القضايا والمشكلات وعمل السلطة التشريعية، وآليات عمل الدولة أرجوك أن تبقى أيضاً بمنزلك فمجلس النواب ليس دورة تدريبية لمدة أربع سنوات لا تتعلم وتكتسب فيها سوى آلية الترشح لدورة قادمة وكيفية النجاح كما هو حال المجلس الحالي والسابق فتكون فُسحة ورحلة على حساب الوطن والمواطن فنحن نرجو الله وندعوه أن تتغير أحوالنا للأفضل فهذا أمل نتشبث به صباحاً ومساءً حمى الله الأردن أرضه وقيادته وشعبه .