الإثنين , يوليو 8 2024 | 10:56 م
الرئيسية / كتاب فيلادلفيا / الدكتور ابراهيم العدره يكتب : تنازلات..

الدكتور ابراهيم العدره يكتب : تنازلات..

فيلادلفيا نيوز

عندما تُقدم حقوقهم على حقك، وتؤدي واجباتهم قبل واجباتك، وتعمل على إنجاز متطلباتهم، وإشباع حاجاتهم، وتسديد إلتزاماتهم على حساب وقتك وجهدك ومتطلباتك.. إعلم أنك بدأت في عملية الاستنزاف والتنازل، وهنا ستبدأ القائمة تطول من الأعمال والأدوار التي أصبحت بالإجبار من أفعالك، وفي بؤرة الحساب والتدقيق والتقييم من قبلهم…
وعندما تُقصر في أداء أعمالهم والتي هي عليهم بالأصل، أو تقلل من واجباتهم والتي هي واجباتهم في الحقيقة، وتنشغل عن متطلباتهم بإشباع احتياجات نفسك وأسرتك وعملك وطبيعتك سيبدؤون بتأنيبك وحسابك ولومك على تقصيرك، وهو في الحقيقة تقصيرهم في حق أنفسهم وحقك أنت عليهم، وقد تصل الطريق إلى مقاطعتك، ونبذك، ونسيانك وهنا تكمن المصيبة، وهذا ما بدأته انت في الواقع.
ما أعنيه ليس دعوة للتخلي أو الاعتزال، أو عدم التعاون مع الآخربن، أو عدم مساعدتهم لتلبية حاجاتهم بقدر ما هي حالة من التوازن، والتنظيم، وترتيب الأولويات، والعدالة في توزيع الأدوار بين حالك وبينهم، بين أنت وهُم، بين ما لك وعليهم، بين توزيع المهام والأدوار بطريقة من التنظيم والعدالة والمساواة.
الناس في الطبيعة يعتادون على كيفية تعاملك معهم، ويأتلفون ما تقوم به من تلقاء نفسك مع الزمن وبمحض إرادتك كحق من حقوقهم، وكواجب إلزامي في رقبتك لهم، بالإضافة أنك ستشعر دوماً بحالة من التقصير الدائم، والضعف المتراكم، واللوم المضني وكل ذلك في الأصل ليس من دورك ولا من واجبك ولا مطلوب منك بقدر ما هو تنازل عن ما لديك لما لهم بدون وجه حق، بل على العكس ستساهم في تعليمهم الاتكالية بدل الاستقلالية، والكسل بدل الجهد، والانتظار بدل العمل، واللعب بدل الإنجاز، والاتكاء بدل المحاولة..
إياك أن تساهم في ذلك بدعوة أنك سباق، وطيب، ومعطاء، لأن الوجه الآخر لفعلك هو تدمير بناءهم الذاتي والفردي الذي سيجنون ثماره في وقت متأخر وبسببك أنت… فأصبحت مشتركاً في هذا التخريب..
#لذلك_احذر_من_كثرة_التنازلات_لأنها_ستستنزفك_مع_الوقت.
الدكتور ابراهيم العدرة

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com