فيلادلفيا نيوز
هناك الكثير من الإيذاءات الضمنية التي تحيطك دوماً دون أن تشعر، فتصيبك بالتوتر والقلق، وتستشعر بوجودها أنك في ساحة معركة من المواجهة والتصدي، فأنت محاط بالمترصدين والمتلصصين وقد تصل إلى حد الكارهين والحاقدين.. ولا تعرف ما عليك فعله، أنت في مرمى السهام من كل الجوانب لكنك لا تدرك الشخوص والأفراد وعلى الأغلب قد تصاب بالغم واليأس..
أنت قلق من مصادر مجهولة، ومع أشخاص كُثر لم تحاربهم قبلاً، ولم تنافسهم، ولا حتى تتقاطع طرقك معهم.. ولكنهم يكيدون لك، ينتظرون هفوتك، غلطتك، وقوعك وتضربك سياط الحيرة من هُم؟ ولما هُم؟ وأين هُم؟..
والأدهى والأمر أنك ترغب في الدفاع والصد ولكن ضد من؟ وعلى من؟ لا تعرف..
هي رسائل طويلة من التراكمات المؤذية، والمواقف الساخطة، والإنجازات الخاصة بك ولا تعرف سبب معاركها وحروبها.. وتأتيك النيران وألسنة لهب الإيذاء من هنا وهناك بكلام عنك، وحقد عليك، وتسويء لسمعتك، وتقليل لإنجازاتك، وضرب لثوابتك، وتخريب لعلاقاتك.. ولا تفهم لما كل هذا الأسى والمكر المخبأ في غياهب الطرقات.. وما يضنيك أكثر عندما تكون الضربات ممن حسبتهم رفاق وأصحاب، وأعطيتهم من ثقتك ومودتك وكرمك ثم كانوا أول المتحفزين لإيقاع الضرر والسوء بك.. فتكتشف بأن صرخة (يوليوس قيصر) في مسرحية شكسبير كانت في مكانها:
#حتى_أنت_يا_بروتس؟.
وبروتس هُم الكثيرون حولك.. والمنتظرون للنيل منك.
#يا_عزيزي..
لا عليك وهوّن على نفسك، لا تحزن، ولا تجزع، ولا تخاف لأن الله يعلم نواياك الصادقة، وأعمالك الخالصة.. والرسالة لهؤلاء أن هونوا على أنفسكم، ولا تمارسوا أدوار أبا لهب وأبا جهل فزمن الكُفر قد ولىّ، وكونوا أأمة صادقين، وعودوا لإنسانيتكم وإسلامكم المتأرجح..
#يا_رفيقي.. يبدو بأن الوفاء في هذه الحياة المعاصرة صار عملة نادرة وقديمة، والمحبة الصادقة الطاهرة ضرباً من الخيال واللا واقعية، وقد استولت المصلحة على كل شيء، وغمرت الذاتية وحب النفس كل العلاقات واللقاءات والتقاطعات، وانكفأ المخلصون بعيداً عن كل مزاجيات هذا العالم المتعب.. فما عليك إلا الصبر، والرباط، ومواصلة الطريق نحو غاياتك المنشودة والعظيمة وهم سوف ينهزمون ويولون الدُبر.
ولا نقول في الختام إلا كما قال الحكيم #غاندي:
“في البداية يتجاهلونك، ثم يسخرون منك، ثم يحاربونك، ثم تفوز أنت”.
نعم ستنتصر أنت.. فلا تخف من الهزيمة.