الإثنين , نوفمبر 18 2024 | 6:22 م
الرئيسية / stop / الدكتور إبراهيم العدرة يكتب : الأردن الحضاري..

الدكتور إبراهيم العدرة يكتب : الأردن الحضاري..

فيلادلفيا نيوز

قًدم وطننا العزيز أنموذجاً فريداً ورائداً خلال الفترة الماضية، وضرب مثلاً جلياً في الديمقراطية، والوعي المجتمعي، والمشاركة الشعبية..فما شهدتهُ المملكة هذه الأيام كان واضحاً شامخاً على كافة الأوجه والمراحل المتتابعة من التحديث السياسي والديمقراطي، والتي جاءت كمنظومة متكاملة من تعديل قانون الإنتخاب الجديد القائم على القوائم الحزبية والمحلية، وخلق حالة من التحول السياسي الفريد القائم على توحيد الجهود الجماعية والشعبية وِفق برامج علمية وعملية منظمة تتوافق مع الرؤى الملكية الرائدة، والتي تنظر إلى متطلبات المرحلة والمستقبل بعين ثاقبة.. فجاءت العملية الإنتخابيه هذا العام بأبهى صورة من الشفافية، والنظام، والإلتزام، والمشاركة، والتوازن وبجهود جبارة من الهيئة المستقلة للإنتخاب وكافة المؤسسات الوطنية والعسكرية والأمنية والرقابية والخاصة والتي شكلتْ مع بعضها البعض خلية من النحل الدؤوب بروح وطنية أردنية خالصة لإبراز الصورة الحضارية والمتقدمة لبلدنا على كافة الأصعد نفاخر بها أمام العالم على هذا الإنجاز العظيم والإستحقاق الدستوري الواعي.. بعرس وطني حقيقي يجمع كافة الأطياف والأصول والمنابت.
هذا ما يحتاجهُ وطننا اليوم تلك المنظومة البرامجية الحزبية الخلاّقة التي يُمكن أن تنهض بقضايا الوطن بشكل فعّال وكفوء، وترنو إلى قضايا الأمة بشكل أكثر توازناً وحكمة محققة الأهداف الوطنية والإستراتيجية والتنموية والسياسية البعيدة بمجلس جديد وحلة متوازنة وشبابية وجماعية يُمكن أن ترسم معالم الطريق الحقيقي بشكل أكثر كفاءة ومسؤولية وموضوعية.
فالناظر إلى حالة الغليان في المحيط حولنا، وقضايا التنمية المتذبذبة، وبعض الإنتكاسات في التشريعات والقوانين الناظمة على مستوى الحياة السياسية والاقتصادية والإجتماعية.. يُمكن أن يرى في هذا المجلس نواة جديدة للتغيير، وصورة مختلفة لنموذج برلماني حزبي متكاتف ومتوازن يُعيد للمشهد الوطني، والتنموي إيقاعهُ المفقود منذ سنوات..
ما نعولهُ اليوم كمواطنين هو عِبءُ المسؤولية الملقاة على عاتق النواب الجُدد الذين عليهم أن يضعوا الرؤى الملكية، والأوراق النقاشية، والتوجهات الأردنية نٌصب أعينهم متحدين ومتعاونين وملتفين ليشكلوا حالة جديدة تُعيد للشارع الأردني تلك الثقة المهزوزة، ويرتقوا بالوطن إلى حالة من التقدم المنشود، ويحققوا للبسطاء والمُتعبين بعض آمالهم المدفونة سواء على مستوى العمل، والتأمين، والحماية، والإنجاز، والدافعية، والتنمية، وغيرها من المعالم التي خلقت البيت الأردني بالأصل، وأرست دعائمهُ منذ تأسيس الدولة وعلى خطى راسخة وثابتة وحقيقية..
فلنأمل جميعاً بذلك، ولنؤمن من جديد بحالة التحول الديمقراطي المستنيرة، والعمل الشبابي المتوهج، والمشاركة النسائية الفاعلة، والعمل الجماعي البنّاء كروافد هامة تدعم أٌسس البناء، وتقوي الروابط، وتحقق مع التوجيهات الملكية رؤى الأردن العظيم، وتطلعاته الكُبرى نحو التقدم والمدنية والعالمية.
وأولاً نقول:
حمى الله الأردن ملكاً وحكومةً وشعباً، وسدد خطاكم أيها المسؤولون جميعاً لما فيه الخير والصلاح، والعمل الخلاّق والمبدع.. والله ولي التوفيق.
الدكتور إبراهيم العدرة
الجامعة الأردنية
كلية الآداب

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com