فيلادلفيا نيوز
ما ان اعلن عن التبرع السخي من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني في هذه الازمة (ازمة كورونا ) , حتى استبشر الوطن بقائده الوفي , فهذا ان دل على شئ فانه يدلل دون ادنى شك , على اننا في الاردن وطن التكاتف والتضامن, ونحن الاهل والعشيرة الواحدة , وكلنا من الوطن له من الدرة حتى الطرة , هو القائد المفدى الذي وضع الوطن والمواطن نصب العين , فكان المواطن منذ بداية التعامل مع هذه الازمة وهذه الجائحة , هو الاهم ، وصحته اولوية لدى قيادته , لكننا كمواطنيين في هذه المرحلة حري بنا ان نقف مع الوطن , وخلف قيادتنا , للخروج من هذه الازمة ونحول هذه المحنة وهذه الظروف الى اسمى معاني التكاتف والتكافل, الذي ميزنا في الاردن على الدوام , فما ان اعلن قانون الدفاع رقم (9) ورغم ما اشتمل عليه من اجراءات تدعونا ان نهب هبة رجل واحد من اجل المحافظة على اردننا الذي بني بحبات عرق من سبقونا , ولنكمل مسيرة الخير المباركة , ولنسلمه لاجيال ستاتي من بعدنا وهو متعافى , فما ان اعلن هذا القانون حتى تراءى لنا اننا وبحق نجابه اوضاعا غاية في الصعوبة , تدعونا لتجسيد وطنيتنا وهويتنا الاردنية, التي طالما كسبت الرهان , لاننا من وطن هو قامة وقمة في هذا العالم .
فالطالما كانت الارض الاردنية ومنذ بدايات التاسيس , شاهدة للعصر والزمان , على العديد من الصعاب والازمات التي عصفت بنا , لكننا في كل منها كنا لها بالمرصاد , وعلى قدر عزمنا , استطعنا تجاوزها بفضل الله , وقيادتنا التي طالما اعطت واجزلت العطاء, وبعطاء الاوفياء من الاردنيين الذين يؤمنون ايماننا كبيرا بوطنهم الحبيب , فولائهم له سنة وعقيدة , وحبهم له ديدن حياتهم , وانتمائهم له شعار يزينون به الهامات , واوسمة فخار يباهون الزمن بها .
منذ بداية هذه الازمة كنا الانموذج والقدوة , خطفنا الاضواء , تربعنا على عرش العالم باجراءاتنا المتخذة , وسنستمر بجهد قيادتنا الحكيمة التي بقيت معنا وسارت بنا في ظل هذه الازمة لنصل سويا باذن الله تعالى الى شاطئ الامان .ولنضرب من جديد امثلة تحتذى لما بعد هذه الازمة والتي لا تقل خطورة ما بعدها عما كانت عليه اثنائها ، لكننا وباذن الله قدها ، ونعاهد الله والوطن والقائد ان نكون عند حسن الظن اباه ، صامدون نختصر المسافات لنخرج من هذه الازمة اقوى مما كنا عليه قبلها ، لنضرب للعالم امثلة على المعاني الحقيقة للانتماء لهذا الثرى الذي منه ولدنا وله نعمل ومن اجله بقائه نقدم الروح .
اجراءات تنم عن صعوبة القادم من الايام , الذي تود قيادتنا الهاشمية وحكومتنا الرشيدة تخفيف وتيرتها علينا , هي مرحلة تتطلب من كل اردني مخلص لهذا الثرى ان يكون له اليوم وقفة مشرفة , علينا التكاتف وشد ازر بعصنا , والسير في طريق ربما يكون فيه بعض الصعوبات والعثرات الا ا ن اخره سيكون امنا ومضيئا , كيف لا ونحن اهل الهمة .
اليوم علينا الوقوف مع الوطن , وشد الاحزمة , والتأقلم مع متطلبات المرحلة القادمة , الذي فرضته علينا ظروف الازمة الحالية , هي مرحلة وستمضي باذن الله لنصل الى مرحلة التعافي , هي مرحلة تتطلب من الجميع الاعتماد على الذات , وتكريس اسس الشراكة الحقيقية بين مؤسسات الوطن كافة , علينا المضي قدما لنكون كما كنا منذ بداية الازمة الانموذج والقدوة لغيرنا , كنا كذلك وسنبقى وسنسير مع الوطن والقائد يدا بيد وقلبا بقلب لنتجاوز سويا هذه المرحلة , لنقدم ما يطلبه منا الوطن , وليقوم كل منا بمهامه , لحماية وطننا ومنشآتنا الوطنية , وليظل الاردن درة الاوطان ودانة ايامها القادمة على الدوام .
اليوم تتجسد للعالم قاطبة المعنى الحقيقي لدولة التكاتف , فاليوم الوطن يمد يده لكل واحد منا , فكلنا معنيون بصحته وعافيته كما كان وسيبقى كذلك على الدوام باذن الله , فنحن في الاردن وطنا وقيادة وشعب نسير معا من اجل ان يبقى الاردن كما عهدناه , وطن الاخوة الصادقة والاهل والعشيرة الذين ما ان دعا داعي الوطن حتى نهب هبة رجل واحد لرفع العاديات عنه ، وعن قيادته وشعبه الوفي الذي يفديه بمهجة القلب، ويضعه اهداب العيون .