فيلادلفيا نيوز
يواجه العالم اليوم تحديات مائية كبيرة ، لذلك يُعد اليوم العالمي للمياه، الذي يصادف 22 اذار من كل عام، مناسبة مهمة لتسليط الضوء على هذه التحديات المائية التي تواجه العالم اجمع ، وأهمية الإدارة المستدامة للمياه. ونحن في الأردن، الذي يُعد واحدًا من أفقر دول العالم مائيًا، خاصة وان المملكة تواجه تحديات كبيرة في تأمين هذا المورد الحيوي للمواطنين ولللاجئين الذين تستضيفهم. ورغم هذه التحديات، فقد نجحت الادارة المائية الاردنية في إدارة موارده المائية بفعالية بفضل الرؤية الملكية الحكيمة والسياسات المائية المتقدمة التي تهدف إلى تحقيق الأمن المائي والاستدامة البيئية.
فاليوم يواجه الأردن أزمة مائية مركبة نتيجة عدة عوامل، أبرزها:
•شح الموارد الطبيعية: حيث يعتمد الأردن على مصادر مائية محدودة، معظمها أحواض جوفية غير متجددة، بالإضافة إلى موارد سطحية قليلة مثل مياه نهر الأردن.
•التغير المناخي: أدى انخفاض معدلات الهطول المطري وزيادة الجفاف إلى تراجع كميات المياه المتاحة.
•النمو السكاني واستضافة مئات الالاف من اللاجئين: حيث ارتفع الطلب على المياه بشكل غير مسبوق الى مستويات قياسية تزيد على ٢٥٪.
•الفاقد والهدر المائي: يزيد من الضغط على الموارد المحدودة.
ولطالما أولى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين اهتمامًا كبيرًا بقطاع المياه، واعتبره أولوية وطنية لضمان الأمن المائي للأردنيين. وقد وجه جلالته الحكومات المتعاقبة إلى اتخاذ خطوات جذرية لمواجهة أزمة المياه، تجلى ذلك في تركيزه على:
•تبني مشاريع استراتيجية كبرى لتعزيز مصادر المياه.
•تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لضمان حصول الأردن على حقوقه المائية.
•الاعتماد على التكنولوجيا والابتكار لإدارة المياه بكفاءة أكبر.
•إشراك القطاع الخاص والمجتمع المحلي في جهود الحفاظ على المياه وترشيد استهلاكها.
وقد سجل الاردن نجاحات مشهودة في إدارة المياه برغم التحديات، حيث تمكن من تنفيذ مشاريع مبتكرة تهدف إلى تأمين مصادر جديدة وتقليل الفاقد والهدر وزيادة الكفاءة.
1. مشروع الناقل الوطني لتحلية مياه البحر
يُعد هذا المشروع من أهم المشاريع المائية في تاريخ الأردن، حيث يهدف إلى تحلية مياه البحر الأحمر في العقبة ونقلها إلى باقي المحافظات. ومن المتوقع أن يوفر المشروع 300 مليون متر مكعب من المياه العذبة سنويًا، مما يخفف الضغط على المياه الجوفية ويسهم في تحقيق الاستدامة المائية.
2. إعادة استخدام المياه العادمة
•يعتمد الأردن على إعادة تدوير المياه العادمة لاستخدامها في الزراعة والصناعة، مما يساهم في توفير المياه العذبة للاستهلاك البشري.
•يتم حاليًا إعادة استخدام 90% من المياه العادمة المعالجة، وهي نسبة من الأعلى عالميًا.
3. الحد من الفاقد المائي وتحسين الشبكات
•حيث تعمل الحكومة على تحديث شبكات المياه وتقليل التسربات، حيث يتجاوز الفاقد المائي في بعض المناطق 40%.
•تشجيع استخدام تقنيات الري الحديثة مثل الري بالتنقيط، مما أسهم في خفض استهلاك المياه في الزراعة، التي تستحوذ على 52% من إجمالي الطلب المائي.
4. التعاون الإقليمي والدولي
5. تعزيز ثقافة ترشيد استهلاك المياه
•إطلاق حملات وطنية توعوية لرفع وعي المواطنين بأهمية ترشيد استهلاك المياه.
•دمج مفاهيم الاستدامة المائية في المناهج التعليمية لضمان بناء وعي بيئي مستدام لدى الأجيال القادمة.
وكذلك في ملف إدارة المياه في ظل اللجوء والتغير المناخي حيث مع استضافة الأردن لملايين اللاجئين، كان لا بد من إيجاد حلول مبتكرة لضمان وصول المياه للجميع، حيث تم:
•توسيع شبكات المياه والصرف الصحي في المناطق التي تستضيف اللاجئين.
•التعاون مع المنظمات دولية لضمان توفير المياه
أما فيما يخص التغير المناخي، فقد تبنى الأردن استراتيجيات للتكيف مع الظروف المتغيرة، من بينها:
•مشاريع الحصاد المائي للاستفادة من مياه الأمطار .
•استخدام الطاقة المتجددة في تشغيل محطات تحلية المياه ومعالجة المياه العادمة.
•الاستثمار في الأبحاث العلمية والتقنيات الحديثة لمواجهة ندرة المياه.
وقد استطاع الأردن رسم نموذج عالمي في إدارة المياه
رغم كونه من أفقر الدول مائيًا، وأثبت الأردن أنه قادر على مواجهة التحديات بفضل الإدارة الذكية والتخطيط الاستراتيجي. ويعود هذا النجاح إلى:
•الرؤية الملكية الحكيمة لجلالة الملك عبدالله الثاني، التي ركزت على الأمن المائي كأولوية وطنية.
•المشاريع الاستراتيجية الكبرى.
•التعاون الدولي والاستثمار في التكنولوجيا لتعزيز كفاءة إدارة الموارد المائية.
في اليوم العالمي للمياه، يمثل الأردن قصة نجاح في مواجهة شح المياه، ويؤكد أن الإدارة الحكيمة والاستثمار في الحلول المستدامة هما السبيل لضمان مستقبل مائي آمن للأجيال القادمة.
المهندس هشام الحيصة
أمين عام سلطة وادي الأردن
