فيلادلفيا نيوز
يواصل نحو مليوني حاج الآن الوقوف في صعيد عرفات، حيث أدوا صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصرا، وسينفرون إلى مزدلفة بعيد غروب شمس اليوم الخميس، حيث سيجمعون الجمرات لبدء رميها يوم غد الجمعة، أول أيام عيد الأضحى المبارك.
وقد توافد اليوم حجاج بيت الله إلى صعيد عرفات مع إشراق شمس اليوم لأداء ركن الحج الأعظم، وتجمعوا هناك في جو إيماني مهيب مرددين التلبية والدعاء طلبا للمغفرة والسلام.
وأدى الحجاج اليوم صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا اقتداء بسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك بعدما استمعوا لخطبة عرفة من مسجد نمرة.
وبدا جبل عرفات صباح الخميس وقد طغى عليه اللون الأبيض لون لباس الإحرام لدى الحجاج من الرجال حتى لا تكاد ترى صخوره.
وجلس حجاج آخرون في خيم بسيطة أو على ما توفر من فرش على جنبات الطرقات. وتتردد في الأرجاء كلمات التلبية والدعاء، ويرفع الحجاج أيديهم للسماء متضرعين إلى الله عز وجل.
وحلقت عدة مروحيات فوق المكان منذ ساعات الصباح الأولى بينما كان الحجاج يتوافدون منذ الفجر على جبل عرفات لأداء ركن الحج الأعظم. وقد أكد متحدث باسم وزارة الداخلية السعودية أن أكثر من مئة ألف من أفراد الأمن يعملون على تأمين شعائر الحج في مختلف مراحلها ومواقعها.
ومع غروب شمس هذا اليوم تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة، حيث يصلون المغرب والعشاء ويقفون بها حتى فجر غد العاشر من شهر ذي الحجة، لأن المبيت بمزدلفة واجب حيث بات الرسول صلى الله عليه وسلم وصلّى بها الفجر.
ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة (غدا الجمعة) لرمي جمرة العقبة (أقرب الجمرات إلى مكة) والنحر (للحاج المتمتع والمقرن فقط) ثم الحلق والتقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.
ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكة لأداء طواف الوداع، وهو آخر مناسك الحج.
يشار إلى أن حجاج قطر يغيبون عن أداء فريضة الحج هذا العام لأول مرة بسبب العراقيل التي وضعتها السلطات السعودية.
كسوة الكعبة
وعقب صلاة فجر اليوم استبدلت كسوة الكعبة المشرفة ووضعت مكانها كسوة جديدة، جريا على العادة السنوية في التاسع من ذي الحجة من كل عام. وأظهرت وسائل إعلام سعودية منسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ومصنع كسوة الكعبة وهم يستبدلون الكسوة.
تجدر الإشارة إلى أن التكلفة الإجمالية لكسوة الكعبة المشرفة تبلغ 22 مليون ريال (ستة ملايين دولار) وتصنع من الحرير الطبيعي الخاص داخل مصنع كسوة الكعبة في مكة المكرمة.
وتستهلك الكسوة نحو 700 كلغ من الحرير الخام الذي يُصبغ باللون الأسود، و120 كلم من أسلاك الفضة والذهب. ويبلغ ارتفاع الكسوة 14م، ويوجد في الثلث الأعلى منها حزام عرضه 95 سم وطوله 47م ومكون من 16 قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.