فيلادلفيا نيوز
كتب: حسين الجغبير
في الجولة التي نظمها الجيش الأردني للإعلام بالقرب من الحدود السورية، حيث تكثر عمليات تهريب المخدرات والسلاح، ظهر جليا حجم العبء الكبير الملقى على عاتق هذه المؤسسة الأمنية التي ما انفكت عن الدفاع على المملكة من العصابات والمتطرفين، وهي تخوض معارك حياة أو موت، راح ضحيتها عدد من بواسلنا الشهداء. إن قصة الجيش الأردني والمواطن، هي قصة غرام لا يشوبها أي شائب، فأينما وجد الزي العسكري، وجد التقدير والمحبة، والعز والفخر، بجنود رهنوا حياتهم من أجل أن ننعم بالأمن والاستقرار في وسط منطقة لاهبة في الأزمات والصراعات الداخلية، ما يعني انكشاف للحدود التي باتت مسؤولية من طرف واحد بعد أن باتت الدولة الأخرى غير قادرة على القيام بواجبها.
كان حالة من الارتباك تلك التي عاشها الأردنيون مع بدء انتشار فايروس كورونا، قبل أكثر من عامين، وشاهدنا الطمأنينة ونحن نراقب مركبات الجيش تجوب الشوارع بين ظهرانينا، رغم أن مهمتها حينها كانت الدفع باتجاه عدم نزولنا إلى الشوارع، أي الحبس الاجباري في المنازل، بيد ان ذلك كان بمثابة شفاء للقلوب التي تقبلتها بكل صدر رحب، لأنها تدرك أن الغاية هي الحماية وليس تقييد الحركة.
أدوار عديدة يقوم بها الجيش الأردني، فكما ذكرنا بشأن دوره على الجبهة، حيث محاربة التهريب بشقيه السلاح والمخدرات، وهما بمثابة خطر كبير لو تمكنت العصابات من إدخاله إلى المجتمع الأردني، أو تحويل المملكة إلى نقطة عبور إلى الدول المجاورة، ونسمع بشكل يومي عن صد محاولات التسلل عبر الحدود التي يحول البواسل دونها. ولهذا الجيش دور انساني أيضا، عبر مساعدة الناس في الظروف الصعبة، والوقوف إلى جانبهم لضمان تقديم التسهيلات كافة، والدعم المطلوب لتسهيل حياتهم، فغدا الأردني متعلقا بشعار هذا الجيش، ويغزو الفرح قلبه كلما شاهد أحدا من رجالنا يرتديه.
ولا شك أن الدور الطبي الذي تقوم به هذه المؤسسة العسكرية، في مختلف محافظات المملكة حيث المستشفيات العسكرية المنتشرة، والتي تقدم خدمات طبية ورعاية صحية للأردنيين من مدنيين وعسكريين ومتقاعدين، عبر ثلة من الأطباء والممرضين والكوادر الطبية والصحية ممن يقومون بواجبهم وهم يرتدون الزي العسكري، وقد تسلحوا بالعلم والمعرفة.
فغدت هذه الصروح الطبية مطلبا ليس أردنيا فقط، بل عربيا، وساهمت على مدارس السنوات الطويلة في جعل السياحة العلاجية في الأردن في قمة الدول العربية ممن يلجأون إليها لتلقي العلاج، ناهيك عن لجوء الالاف طلبة الطب من مختلف المناطق العربية لنهل الخبرة والمعرفة من سواعد أبناء هذه المؤسسة العسكرية.
الحديث عن هذه المؤسسة العسكرية قد يحتاج إلى أطروحة ولا يمكن لهذا المقال أن يشمل كافة تفاصيلها، لكن التأكيد على بعض التفاصيل في عمل ومهام الجيش الأردني ضرورة لكي ندرك اليوم، أن التغني بأننا دولة أمن وسلام لم يأت من فراغ، وإنما لأن هناك مؤسسات عسكرية تؤدي واجباتها على أكمل وجه، وهي تنعم بالتدريب الاحترافي والقدرة على التعامل مع أحلك الظروف.