فيلادلفيا نيوز
قالت مصادر عسكرية عراقية، أمس، إن مدينة تلعفر باتت تحت السيطرة القوات العراقية، وإن قوات من الجيش توجهت إلى ناحية العياضية المجاورة لها، آخر مناطق سيطرة “داعش” غرب الموصل.
ونقلت وكالة “الأناضول” عن المقدم عبد السلام الجبوري، قوله: “القوات المشتركة اقتحمت منطقتي حي العسكري ومنطقة علو وبضمنها الصناعة الشمالية، في سبيل فرض السيطرة الكاملة على عموم مدينة تلعفر”.
وأوضح المصدر: “ما يعيق تقدم قواتنا ليس مقاومة العدو، بل العبوات الناسفة التي زرعها داعش بكثافة، في هذه المناطق الشمالية الغربية، حيث كان يتوقع بدء الهجوم على تلعفر منها، لكنها كانت آخر أهدافنا بمركز هذه المدينة”.
إلى ذلك ذكرت وزارة الدفاع العراقية، على صفحتها في فيسبوك، أن وزير الدفاع عرفان محمود الحيالي، زار مقر قيادة الفرقة التاسعة، واطلع على سير العمليات العسكرية في معركة تحرير تلعفر، و”أشاد بدور الحشد الشعبي في تحرير تلعفر والتنسيق العالي بينه وبين قطعات الجيش العراقي وباقي قواتنا المسلحة البطلة”.
وكانت وزارة الدفاع العراقية قد أعلنت، أول من أمس، أن قواتها استعادت السيطرة على 90 % من مدينة تلعفر، مركز قضاء تلعفر (شمال)، و60 % من مجمل مساحة القضاء الذي يحمل الاسم نفسه.
وبدأت القوات العراقية الأحد الماضي، هجوما لاستعادة القضاء، الواقع على بعد نحو 65 كلم غرب الموصل، في إطار حملتها المدعومة من الولايات المتحدة ضد التنظيم الذي ما زال يسيطر على مناطق في غرب العراق وشرق سورية.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة السبت بعد اسبوع من انطلاق المعركة، ان القوات العراقية باتت تسيطر حاليا “على 94 في المائة من المدينة، اي على 27 حيا من اصل الاحياء الـ29” التي تتكون منها هذه المدينة الواقعة في محافظة نينوى.
واستعادت القوات العراقية كامل سيطرتها مطلع تموز(يوليو) على الموصل ثاني مدن البلاد، والواقعة على بعد 70 كيلومترا شرق تلعفر.
واكد قائد عمليات “قادمون يا تلعفر” الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله السبت ان “قوات مكافحة الارهاب حررت حي القلعة وبساتين تلعفر وترفع العلم العراقي على أعلى بناية في القلعة” موضحا ان العملية ما زالت مستمرة.
وتركز القوات العراقية المتقدمة حاليا على استعادة بلدة العياضية الواقعة على بعد 15 كيلومترا شمال تلعفر، لانها تقع على الطريق التي تربط تلعفر بالحدود السورية.
واوضحت القيادة المشتركة للعمليات انه في مجمل منطقة تلعفر “تمت استعادة السيطرة على 1155 كلم مربعا من اصل 1655 كلم مربعا، اي سبعين في المئة من المنطقة”.
وفي سورية، البلد المجاور حيث تدور حرب اهلية، يتواجد الجهاديون في محافظتى دير الزور والرقة التي تعد “عاصمة” تنظيم الدولة الاسلامية في سورية.
وتتقدم القوات العراقية مع قوات الحشد الشعبي بشكل سريع في تلعفر، بمساندة سلاح الجو العراقي وطيران التحالف الدولي اللذين يشنان ضربات جوية متلاحقة منذ اسابيع عدة في هذه المنطقة.
وتختلف المواجهات التي تدور في تلعفر بشكل كبير عن تلك التي خاضتها القوات العراقية في مدينة الموصل، حيث تطلب خوض معارك شرسة استمرت تسعة اشهر لتطهير الموصل من داعش.
ويرجح قادة عسكريون اعلان انتهاء المعارك واستعادة تلعفر قبل عيد الاضحى المتوقع في الثاني من ايلول (سبتمر).
وبلغ عدد سكان تلعفر قبل دخول تنظيم داعش اليها العام 2014 نحو 200 ألف نسمة غالبيتهم من الشيعة التركمان.
ولم تواجه القوات العراقية في تلعفر التي تحولت الى مدينة اشباح، سوى مقاومة ضعيفة جدا من داعش تقتصر على رصاص القناصة مع اقتراب مدرعات القوات العراقية، حسب مراسل فرانس برس في المدينة.
وما تزال قوات الجيش تقاتل في المدينة بدعم من قوات الحشد الشعبي، فيما أعلنت قوات الشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الارهاب استعادة جميع المناطق التي كلفت باستعادتها.
وبمعزل عن تلعفر ما يزال تنظيم داعش يسيطر على موقعين مهمين في العراق هما الهدفان المقبلان للقوات العراقية.
فهناك اولا قضاء الحويجة الواقع على بعد حوالى 300 كيلومتر شمال بغداد في محافظة كركوك المتنازع عليها بين بغداد واقليم كردستان، وثانيا بلدات القائم وعنه وراوة الواقعة على مقربة من الحدود العراقية السورية.
وكان تنظيم الدولة الاسلامية شن هجوما واسعا في حزيران(يونيو) 2014 مكنه من السيطرة على نحو ثلث مساحة العراق.
ومع خسارة هذا التنظيم المتطرف سيطرته على اغلب مواقعه في العراق وسوريا، كثف الهجمات الدموية في قلب أوروبا موقعا الضحايا في اسبانيا وبلجيكا.-(وكالات)