فيلادلفيا نيوز
دخل الجيش الأوكراني السبت، بلدة ليمان الاستراتيجيّة في شرق أوكرانيا، الواقعة في منطقة دونيتسك التي أثار ضمُّها في اليوم السابق من جانب موسكو عاصفة إدانات دوليّة ورفضًا من كييف المصمّمة على استعادة أراضيها.
كما دانت كييف “الاعتقال غير القانوني” للمدير العام لمحطّة الطاقة النوويّة في زابوريجيا (جنوب)، إيغور موراتشوف الذي أوقفته روسيا المحتلّة للموقع، لسببٍ كان لا يزال مجهولاً الجمعة.
وكتبت وزارة الدفاع الأوكرانيّة على تويتر بعد ظهر السبت “قوّات الهجوم الجوّي الأوكرانيّة تدخل ليمان في منطقة دونيتسك”.
وأرفقت التغريدة بمقطع فيديو مدّته دقيقة واحدة يُظهر جنديَّين أوكرانيَّين يُلوّحان ثمّ يُعلّقان العلم الوطني باللونَين الأزرق والأصفر بجانب لافتة كُتب عليها “ليمان” عند مدخل المدينة.
قال أحد الجنديَّين مبتسمًا “نرفع علمنا الوطني وننصبه في أرضنا. ستظلّ ليمان دائمًا جزءًا من أوكرانيا”.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسيّة في بيان “بعد تهديدها بالتطويق، تمّ سحب القوات الحليفة من ليمان إلى خطوط ملائمة أكثر”.
قُبيل ذلك، ذكر الجيش الأوكراني أنّه “يُطوّق” آلافًا من الجنود الروس في هذه البلدة الواقعة في منطقة دونيتسك التي ضمّتها روسيا الجمعة.
وقال متحدّث باسم الجيش الأوكراني إنّ “نحو خمسة آلاف أو 5500 روسي” تحصّنوا في ليمان ومحيطها خلال الأيّام الأخيرة.
تُشكّل الاستعادة الكاملة لليمان انتصارًا رئيسيًا لكييف، فهي تُعَدّ مركز تقاطع مهمًا للسكك الحديد في شرق أوكرانيا.
وأكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت، أنّ جيشه الذي بات يُسيطر على مدينة ليمان، سيستعيد “الأسبوع المقبل” مدنًا أخرى في منطقة دونيتسك.
وقال زيلينسكي “خلال هذا الأسبوع، رُفعت أعلام أوكرانيّة جديدة فوق دونباس” حيث تقع منطقة دونيتسك، مضيفًا “سيُرفع مزيد من الأعلام خلال الأسبوع المقبل”.
وأضاف الرئيس الأوكراني متحدّثًا عن المسؤولين الحكوميّين الروس “لقد بدأوا يُهاجمون أحدهم الآخَر: إنّهم يُفتّشون عن مذنبين ويتّهمون جنرالات بأنّهم أخفقوا. إنّها إشارة الإنذار الأولى التي ينبغي سماعها على كلّ مستويات الحكومة الروسيّة”.
وردًا على الانسحاب الروسي من المدينة، ندّد رئيس جمهوريّة الشيشان الروسيّة رمضان قديروف بـ “المحسوبيّة” السائدة في الجيش الروسي، داعيًا موسكو إلى استخدام “أسلحة نوويّة محدودة القدرة” في أوكرانيا، من دون أخذ “‘المجتمع الغربي الأميركي‘ في الاعتبار”.
محكمة العدل الدولية
تزامنًا، أجرت وزيرة الدفاع الألمانيّة كريستين لامبرشت زيارةً مفاجئة إلى أوكرانيا السبت، هي الأولى لها منذ بدء الهجوم الروسيّ، فيما تُطالب كييف بإصرارٍ من برلين بتسليمها دبّابات قتاليّة.
وفي أعقاب ضمّ موسكو أربع مناطق أوكرانيّة، أعلنت كييف رفع دعوى أمام محكمة العدل الدوليّة، داعية “المحكمة إلى النظر في القضيّة في أقرب وقت”.
كما أعلن الرئيس الأوكراني أنّه “سيُوقّع ترشّح أوكرانيا لانضمام سريع إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)”.
في واشنطن، أكّد وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن أنّ بلاده وكندا تؤيّدان انضمام كييف.
وقال “نؤيّد بقوة انضمام الدول التي ترغب في ذلك والتي يمكنها المساهمة في قُدراتها”.
لكنه أضاف أنّ “هناك آليّةً لتحقيق ذلك، وستُواصل الدول اتّباعها”.
وأنجز الرئيس الروسي مراسم الضمّ مساء الجمعة، أمام آلاف عدّة تجمّعوا لحضور حفل موسيقي احتفالي في الساحة الحمراء في موسكو. وقال “النصر سيكون لنا”، بينما يُواجه جيشه صعوباتٍ في أوكرانيا.
“احتجاز غير قانوني”
أصدر قادة دول الاتّحاد الأوروبّي بيانًا الجمعة أعلنوا فيه “رفض” هذا “الضمّ غير القانوني” و”إدانته”.
واعتبر وزير خارجيّة الاتّحاد جوزيب بوريل السبت أنّ ضمّ موسكو أربع مناطق أوكرانيّة يجعل انتهاء الحرب في أوكرانيا “شبه مستحيل”، داعيًا أوروبا إلى تعزيز ترسانتها العسكريّة، وقائلًا “إنّه أمر ضروري ولا غنى عنه للبقاء”.
ورأى أنّ “روسيا في صدد خسارة” الحرب، “لقد خسرتها على الصعيدَين المعنوي والسياسي”، لكنّ “أوكرانيا لم تنتصر بعد”.
بدوره، ندّد الناتو بالضمّ “غير الشرعي”، بينما ناقش مجلس الأمن الدولي في نيويورك مشروع قرار يدين إجراءات “الضمّ المزعوم” لأوكرانيا عطّلَ تمريره الفيتو الروسيّ.
وتعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن “دعم جهود أوكرانيا لاستعادة السيطرة على أراضيها”، قائلًا إنّ بوتين “لن يُرهب” الولايات المتحدة وحلفاءها.
ودفعت النجاحات العسكريّة الأوكرانيّة الأخيرة الرئيس الروسي إلى إصدار أمر بتعبئة “جزئيّة” لمئات آلاف جنود الاحتياط المدنيّين، في محاولة للحدّ من زخم كييف.
ميدانيًا، عثِر على جثث 24 مدنيًا بينهم 13 طفلًا قُتلوا بالرصاص في سيّارات بقرب كوبيانسك (شمال شرق أوكرانيا)، حسبما أفاد حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف السبت.