فيلادلفيا نيوز
تختم دولة الامارات العربية المتحدة اسمها على خارطة العالم باتزان، وترسم ملامح مستقبلها بوعي نافد، وحيوية عالية، ونجاح لافت على الصعد كافة.
منجز كبير وحصاد ثري تخطى كل التحديات، لم يأت من فراغ وانما كان ثمرة خلّاقة لحضور وازن ورؤى ناضجة تجاه كل القطاعات، وتحفيز ظاهر، واستقطاب مثمر لكل الكفاءات، الامر الذي جعل الدولة رسالة انسانية بكل محركات البناء فيها، تفردا ونوعية قل نظيرها على المستوى العربي، بل واصبحت تنافس على مستوى العالم في العديد من القطاعات الانتاجية والخدمية والثقافية المعرفية.
استراتيجيات توضع موضع التنفيذ على مستوى جميع الركائز والمحاور وفي كل السياقات، مما ضمن النجاح لها وفق شرط الادارة الناجحة، ووفق شرط الوعي باهمية الوطن وتقديمه كدولة ناضجة تسعى لتحقيق حلم مستقبلي، وتكوين وترسيخ بناه المختلفة وفق منطق ثقافي عروبي راسخ الجذور والمشارب.
الامارات اليوم بمؤسساتها وتجربتها تلخص لحظة عربية مهمة على الجميع التقاطها والسعي للتأكيد عليها كتجربة مهمة في سياق التجارب القومية المختلفة التي تحيط بالوطن العربي على اختلاف حدوده.
في الاحتفالية التي انتهت قبل اسبوع واقامها منتدى الإعلام العربي، وجاءت بمناسبة مرور 20 عام على تأسيسه، واقيمت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ظهر عمق الدولة وحضورها في مختلف العناوين، وبدأت الامارات كدولة راسخة المعارف والحضور، وواثقة من جميع مكنزمات البناء وتطورها، وكانت سياقات البناء وانساقها تظهر بوضوح كشرايين الدم في الجسد، فالتنظيم والحضور، وانتقاء العناوين للجلسات، واختيار المشاركين والمحاورين ومكان الحوار، يشي بأن عقل الدولة الناضج يفكر حتى في اصغر الامور من اجل ان تنجح المشاريع الكبرى سواء الصناعية او الفكرية او الثقافية.
ان ما اذهل الحضور والذي كان نخبة اهل الاعلام والمشتغلين فيه هو دقة التنظيم، واختيار العناوين المهمة التي تناقش المشهد الاعلامي العربي برمته، وتشرح كل معضلاته وترسم مساراته المستقبيلة وفق رؤية يصنعها اهل الرؤية من صناع الاعلام، وهذا ما يعطي مثل هذه المؤتمرات الحضور والبقاء في الذاكرة، فقد يكون التنظيم مهما لكن ما يطرح من قضايا وافكار، وما يتم ترسيخه من وعي، وما يتم طرحه من مشاكل وحلول لهذه المشاكل هو جوهر هذا العمل وسبب تميزه عن غيره من المؤتمرات.
في هذه الاحتفالية التي جاءت بمناسبة تأسيس هذا المنتدى، ظهر المنتدى كبيت خبرة للاعلام العربي والعالمي، وظهر مدركا لكل كبيرة وصغيرة، فالعناوين التي طرحت بحضور نحو 3000 من الساسة والمسؤولين الحكوميين في العالم العربي وقيادات المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية، وكِبَار الكُتَّاب والمفكرين، والمثقفين والمعنيين بصناعة الإعلام في المنطقة شكلت رصيدا معرفيا للجميع، واسهمت في حرص دبي والامارات وقيادتها الرشيدة على إنجاح هذا الحوار المتخصص الشامل وتمكين أهدافه الاستراتيجية بما لها من مردود إيجابي يطال المنطقة العربية بأسرها بالنهوض بقدرات إعلامها من خلال استعراض الرؤى والتصورات اللازمة لتمكين قطاعات الإعلام العربي المختلفة من تجاوز ما تواجهه من تحديات واكتشاف فرص جديدة للنمو والتطور.
ومن يتابع المنتدى ومنذ انطلاقته الأولى، ركز على تحقيق الصالح العربي من خلال تمكين إعلام واعٍ ومسؤول، يكون سنداً لجهود التطوير والتنمية في المنطقة وبما يعود بالنفع والفائدة على شعوبها، وبرؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم التي اسهمت وخلال مسار هذا المنتدى في دعم إعلام قوي قادر على المنافسة يلبي تطلعات المنطقة العربية ويواكب طموحات شعوبها..
ان عناوين المؤتمر والتي ناقشت مستقبل الإعلام وضمن مختلف قطاعاته سواء الإعلام المطبوع أو المرئي وكذلك المسموع والرقمي، في إطار شامل هدفه وضع أطر واضحة لما هو مطلوب لتطوير القطاع، مع الأخذ في الاعتبار المتغيرات متعددة الأوجه وأبعاد التأثير التي تحيط بالإعلام على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ركزت في جانبها الأكبر على التوجهات الجديدة للإعلام وما هو المطلوب من المؤسسات الإعلامية والإعلاميين العرب خلال المرحلة المقبلة من خطوات تطويرية لمواكبة تلك التوجهات وتحقيق الريادة فيها، بما يسهم في النهوض بدور الإعلام وتأثيره الإيجابي في مجتمعاتنا العربية.
كانت جنبات المؤتمر تعج بكبار الاعلاميين ورواد الفعل الابداعي والثقافي، التي ناقشت عناوين مهمة مثل: “الإعلام العربي .. التحولات والتأثير” ،”الشرق الأوسط.. مسرح التغيير الكبير”،”مستقبل التجارة في عالم إعلامي متغير”،”التكنولوجيا وتعزيز الثقة بوسائل الإعلام الإخبارية” ،”إعادة تشكيل المشهد السياسي في المنطقة” ، “صناعة الإعلام .. هل لها مستقبل” ، “مستقبل القلم العربي”، “مستقبل الإعلام في عصر الميتافيرس” ، “مستقبل الصحافة المصرية” ، “الإعلام العربي 2022 – وجهة نظر خليجية”، “تمكين الإعلام العربي … فرص ناشئة”، “مستقبل المنصات الرقمية” ، “الدراما على عرشها”، ” دمج الإعلام الرقمي مع التلفزيوني”، ” مستقبل التليفزيون في عصر التكنولوجيا”، “حرية الرأي والتعبير.. الوطنية أولاً”، “الترند” على منصات التواصل الاجتماعي، ومدى تأثيرها على عمل الإعلاميين الساعين إلى الحصول على أعلى نسب المشاهدة والمتابعة على منصات التواصل”، ” مهمة إعلام المستقبل في التنمية المستدامة”، ” المشهد الإعلامي وثورة الإعلام” ، “إعلام الطفل .. لماذا يغيب عربياً”، اضافة الى سلسلة من ورشات العمل التي استضافت نخبة من أبرز الخبراء الإعلاميين من مجموعة من أهم وأكبر المؤسسات الإعلامية العالمية وتحدثوا حول آخر ما تم التوصل إليه من تقنيات وآليات ومنهجيات وأساليب عمل، كلها لتؤكد على بناء جسور تواصل فعالة بين الإعلاميين العرب لتبادل الخبرات فيما بينهم والعمل معاً للتوصل إلى أفكار ورؤى جديدة تسهم في تحقيق التطوير المنشود للإعلام العربي وتأكيد دوره الحيوي في المجتمعات العربية ومشاركته الإيجابية في صُنع مستقبلها.
لقد قدم منتدى الاعلام العربي وضمن سياقات مشروع دولة الامارات العربية منصة للحوار المهني وعلى درجة عالية من التخصص والشفافية لتأكيد دور الإعلام كشريك مؤثر في عملية التطوير والتنمية في المنطقة” واسهم في تأهيل الكوادر الإعلامية العربية تأهيلاً احترافياً، يكفل تمكينهم من توظيف معطيات العصر في خدمة رسالتهم الإعلامية، والتركيز على النماذج المُلهمة والمبادرات الإيجابية التي بمقدورها أن تحدث تأثيراً ايجابياً في المجتمع، ومواكبة الأحداث والتطورات، وأن يكون الاعلام حاضراً في قلب المشهد يرصد ويحلل ويضع توصيفاً دقيقاً لعلاقة الإعلام بتلك المتغيرات وأسلوب معالجتها والتفاعل مع تبعاتها.
الرئيسية / stop / الاعلامي علي الطراونة يكتب: الامارات العربية المتحدة… عقل الدولة الناضج يقود محركات البناء
تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.