فيلادلفيا نيوز
كشفت مصادر سياسية مطلعة أن الأردن يمارس ضغوطا مكثفة على اسرائيل، من أجل إزالة “البوابات الالكترونية” المفروضة على المسجد الأقصى، والسماح للمصلين بالدخول بحرية كما كانت الأوضاع قبل يوم الجمعة الماضي.
وفيما كشفت الصحافة الاسرائيلية امس عن جزء من هذه الضغوط الاردنية، اوضحت المصادر لـ”الغد” ان المملكة “تُمارس هذه الضغوط عبر اتصالات دولية مكثفة، وعبر مباحثات مع السلطات الإسرائيلية”.
ويؤكد الاردن في هذه الاتصالات، التي شملت دوليا الولايات والمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي واطرافا اخرى، أن إنهاء التوتر في القدس “هو في يد إسرائيل، التي عليها أن تقوم فورياً بفتح المسجد الأقصى كلياً ومن دون أي إعاقات، وازالة البوابات الالكترونية”، التي فرضها الاحتلال بعد عملية قتل جنديين اسرائيليين في صحن الاقصى الجمعة الماضية، فيما يرفض الفلسطينيون والمقدسيون السماح ببقائها.
وحسب المصادر، فان الأردن، وفي كل جهوده واتصالاته التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني، “متمسك بموقفه بضرورة إزالة البوابات وإلغاء كل الخطوات التي تحاول فرض حقائق جديدة على الأرض، وتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الاقصى/ الحرم القدسي الشريف، باعتبار ذلك هو السبيل الوحيد لتهدئة الوضع والتصعيد في القدس”.
وقالت ان احترام اسرائيل الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى/الحرم القدسي الشريف، وإلغاء كل إجراءاتها التي تحاول فرض حقائق جديدة على الأرض في خرق لالتزاماتها القانونية والدولية بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، يشكل مفتاح استعادة الهدوء في الأماكن المقدسة.
وكان جلالة الملك قد أجرى اتصالا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بداية الاسبوع الحالي، طالب فيه جلالته بإعادة فتح الحرم المقدسي الشريف، مؤكدا رفضه لاستمرار إغلاقه، ومشددا جلالته على “أهمية التهدئة ومنع التصعيد في الحرم”.
كما أجرى وزير الخارجية أيمن الصفدي اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي لافروف الثلاثاء، بحث معه الأزمة، كما التقى امس بسفراء الاتحاد الاوروبي وسفراء الدول الآسيوية في عمان، وجدد في كل هذه الاتصالات واللقاءات التأكيد على احترام اسرائيل الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي، وإلغاء كل إجراءاتها التي تحاول فرض حقائق جديدة على الأرض في خرق لالتزاماتها القانونية والدولية بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، يشكل مفتاح استعادة الهدوء في الأماكن المقدسة.
في سياق قريب، قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، عبر موقعها الالكتروني مساء أمس، إن اتصالات مكثفة جارية بين المملكة الأردنية وإسرائيل في سعي لإنهاء الأزمة التي افتعلها الاحتلال بالمسجد الاقصى ومحيطه. في حين قالت صحيفة أخرى، على موقعها في “الانترنت”، إن جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة “الشاباك” يوصي بإزالة الابواب الالكترونية المغناطيسية، منعا لتفجر الأوضاع، إلا أن ما يسمى بـ “شرطة الاحتلال” تعترض وتصر على بقائها.
وحسب “يديعوت أحرنوت”، فإن المحادثات الإسرائيلية الأردنية تتم بشكل مكثف، وأن المندوب الإسرائيلي هو المبعوث الخاص لبنيامين نتنياهو، المحامي يتسحاق مولخو، والى جانبه مسؤولين في “الأجهزة الأمنية”. ونقلت الصحيفة عن “مصدر فلسطيني” قوله، إن الملك عبد الله الثاني مشرف بشكل مباشر على الاتصالات، التي تهدف الى انهاء الأزمة حتى قبل صلاة الجمعة يوم غد، وخاصة أن المرجعيات الدينية الإسلامية في القدس، أوصت بإغلاق مساجد المدينة، ليتوجه المصلون الى محيط الأقصى وأداء صلاة الجمعة في الساحات المقابلة لبوابات المسجد.
وقالت الصحيفة، إنه على الرغم من أن رئيس حكومة الاحتلال متواجد في زيارة رسمية في هنغاريا، إلا أنه متابع للقضية، وقد أجرى مساء الثلاثاء، اجتماعا عبر الفيديو بمشاركة كافة الأجهزة العسكرية يجيش الاحتلال والمخابرات.
ومن بين ما تعرضه حكومة الاحتلال، أن الدخول عبر البوابات الالكترونية يكون انتقائيا، وليس للجميع، بمعنى اعفاء الرجال من جيل معين واكثر، واعفاء النساء والأطفال مقابل الزام الشبان حتى جيل معين.
وفي المقابل، قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية على موقعها امس، إن “خلافا حادا” نشب بين جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة “الشاباك” وما يسمى “شرطة الاحتلال في القدس المحتلة، بعد أن طلب الشاباك إزالة الابواب الالكترونية المغناطيسية، كونها ستتسبب بانفجار، بينما يرفض جهاز “الشرطة” هذه التوصية، وينتظر الجهازان قرارا من نتنياهو، الذي كان قد اعلن يوم الأحد الماضي رفضه لأي تراجع عن نصب تلك الأبواب.