الجمعة , نوفمبر 15 2024 | 11:45 ص
الرئيسية / كتاب فيلادلفيا / احمد فتحي الطراونة: الذكرى الأولى لرحيل الحبيب يوسف صقر الطراونة

احمد فتحي الطراونة: الذكرى الأولى لرحيل الحبيب يوسف صقر الطراونة

فيلادلفيا نيوز

بقلم احمد فتحي الطراونة

يصادف غدا 3/3/2018 الذكرى الاولى لوفاة أخي وصديقي الحبيب المهندس يوسف صقر الطراونه !!

مضت الأيام من قسوة الفراق ولوعته ، ووقع الفؤاد وحرقته على رحيلك الموجع الحزين ، وتمر الأيام والجرح ما زال ينزف ، والقلب ما زال يبكى ، والروح تلاشت ، فبالرغم من الفراق الأبدى الذى لا عودة منه أبدا مازالت روحك الطاهرة النقية تعيش فى الوجدان المكسور ، والقلب المكلوم ، وما زالت الدار كئيبة موحشة ، ومازلت حيًا فى قلوبنا، نعيش مرارة الفراق ، وحرقة الشوق لرؤياك المستحيل ، ووجهك الحبيب إلى قلبى ما زال فى وجدانى !!

فبعد سكوت طويل مكنون بالألم ، أبت نفسى إلا أن يجرى القلم لأفجر عما فى داخلى من حمم ، بذكرى أحب الأصدقاء ، إلا أنها تهز فى كيانى وكيان محبيه الحزن والألم ، فلم أجد سوى تلك العبارات والجمل فيا أخي الغالى #يوسف أن العمر لا يعد بالسنين ، ولكن بالعواطف والمواقف ، لذا فإنى أكتب عنك هذه الكلمات المرتعشة وأبسط فيها رعدة قلبي فى كل جوانبها وألفاظها ومعانيها ، فأنا لا أستطيع ضبط ما يكنه قلبى المتألم ، الذى أصبح يضطرب اضطراب الورقة اليابسة ، فالحدث كسر نفسي كسرا ، ورضها رض الهشيم ، وتركنى كالقنبلة فرغ الحب من حشوها ، وتريد أن تنفجر ، أنت الآن فى نظرى كلمة ، وقُبلة ، ومعنى ، فهذه الثلاث سأنقلها معى فى كل مكان ، وأنفذ بها إلى ذكراك ، فهى التى تزيل الغمام المخيف ، ستبقى تحمل ألفاظك الأخيرة عطر خديك ، وتستحيل ألفاظك إلى قبلات .. فوداعا يا راحل عنْ غفلةِ الأحياء تبكيكَ النفوسٌ، وقدْ تكاثرَ دمعُها وباتتْ تئنّ عليك ربّاتُ الحيا وقلوبُهنّ من الشقاءِ سقيمةٌ والأصدقاءُ جميعهم فى حيرة أفنوا عليك دموعَهم فتغيرتْ عيونهمُ بحُرقة وبكاء والأعداء أعواد نعْشِكَ تستثيرُ قلوبَنا وتُريقُ ماءَ مدامع رحلت وافترشت التراب ، ولولا التواضع لطار نعشك إلى الفضاء ، ليجاور الجوزاء ، لقد آثرت سكنى المقفرات تواضعا ، لله درك يا #يوسف ، ها أنا اليوم بعد رحيلك أعلم أنه لن تنعم نواظرى بتضاريس جسدك الغائب تحت أجنحة التراب منذ احتضنك القبر ، فما عهدتك غير ضياء ، وما عهدتك إلا وثغرك باسم القسمات طلقا ، ويعبق ريحا ، ومسكا ، زكيًا والبشاشة عنوان لبسمتك والخير منك عنوان ، طوبى لك يا رفيق الروح فلتتلقفك ملائكة الرحمن فأظفر بلقاء ربك ذى المغفرة الواسعة ، وامض ، فلك رحيق الحياة ، ولنا إكسير الموت ، أبتسم وأبكى وأضحك على نفسى ، عندما أتذكر تلك الأيام الخوالى !!

عندما أتذكر أنك كنت تختم حديثك بابتسامة لسان حالها يقول: أحبكِ ، كم كنتُ أفرح بلقائك وأراك تشاركنى فرحى وحزنى ، فنعم لم يعد لشىء قيمة ، ولا معنى ، فكيف لى بأن استشعر جمال الأشياء وعذوبتها لوحدى ، ولكن الموت بمجيئه يضع حدًا لكل الأحلام والأمنيات والتطلعات فى الدنيا هكذا هو هادم اللذات ومفرق الجماعات !!

وها أنا اليوم أحاول أن أستجمع قواى وألملم شتات روحى المتبعثر وأحاول بكل ما أوتيت من شجاعة مستعينًا بالله ، وما أنا عليه من إيمان بأن الموت سنة الله فى خلقه ، وعلى الرغم من إيمانى بالقضاء والقدر ، إلا إننى ما زلت أكّسر كل ما شرعت فى الكتابة عن سابق الذكريات وأجدنى مع الوقوف على أولى محطاتها تغالبنى الدموع ، وتنهمر كالمطر لتجعل من ورقتى بحيرة زرقاء أمواجها أهات وسحابها عيون تجود بغزير الدمعات يالها من فاجعة !!

آآآآآآآآآآآآآآه ما أصعب لحظات الفراق وما أقساها ! وكيف لايحزن القلب !! وأنا أفتقد أحب الناس إلى قلبى من عائلتى ، وكيف لاتدمع العين!! ولم تتسن لى الفرصة لأعبر عن حبى ومشاعرى تجاهه فآآآه ! على أيام مضت ، وكأن العلاقة جافة بينى وبينه، وآآآه .. على أيام انقضت ، مليئة بالمشاعر الأخوية والحنان .. وآآآه .. على أيام أنطوت مليئة بالهدوء والحلم فى معاملته .. وآآآه .. على أيام ذهبت وذهب معها الجود والكرم !

فقد مرت الليالى والأيام وقد مضى على فراقك عنا أيها الأخ الغالى #عام ومازال مكانك أخضر ، ومازال الحب لك وفيك ، والوفاء لذكراك يعمر قلبى ويحرك مشاعرى ، أن يوم الاحد 3/3/2018 لهو يوم حزين علي وعلى عائلتك وعلى أهل بيتك وأحبابك ، يا من كنت تملأ السمع والبصر ، وتملأ دنيانا بهجة وسرورا ، وفى هذا اليوم أرى من واجبى الوفاء ، أخي الغالي !!

لقد فارقت الحياة جسدا ، وظلت روحك باقية فى وفى أحبابك وفى كل زاوية من زوايا البيت ، وفى كل مكان وطأته قدماك ، أخى العزيز ، ما زلنا ننهل من أنفاسك الطيبة ، لقد رحلت عنا ، وبقيت ذكرياتك عالقة فى أذهاننا وأرواحنا ، وستبقى ذكرياتك بعبقها الإيمانى حاضرة فى حياتنا ، أخي .

لن أنسى روحك النبيلة ، وأفعالك الطيبة ، ولما فقدتك كان فى قلبي جز سيف وفى كلامي هذا دمع العين ودم القلب ، عزائي يا أخي أننا أتينا إلى هذه الدنيا ليمثل كل واحد منا ، فصلا من كل معانى الشقاء الإنسانى ، جئنا إلى هذه الدنيا غير مخيرين ، عشت معك ردحا من الزمن كنت أشعر دائمًا أن كلامك ندى حلو على كبدى ، وأنت ذو النفس المصممة الحكيمة إذا فرغت تفرغ إلى ضرس حديد ، وإذا همت أمضت عزيمتها فلا يند منها شىء إلا ضبطته وأحكمته ، ذو عقل نافذ دهى ولكن الإنسان ليبتلى ثم يبتلى ليعرف أن كل ما فيه أن هو إلا وديعة ألقيت فيه !

يا رحمة الله من فوق سبع سمواته ، فلقد علمتنا ما نجده فيسرنا ، وما ننساه فلا يضرنا ، ستبقى ذكراك تعطر كل المجالس ، نعم برحيلك يا يوسف تجرعت مرارة الفراق ، دعوني أقول بصراحة تامة الحال أبلغ من الوصف ، وما أنا عليه من حزن دام لفراق أخي يفوق الوصف والتعبير ولايمكن تجسيده على وجه الورق ، ولو كتبت كل ما بداخلي من مشاعر فلن يستطيع الورق حملها وكل ما أستطيعه ،، وداعا ،، وداعا يا أخي يوسف الحبيب .

أخوك حماده الطراونه

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com