الإثنين , ديسمبر 23 2024 | 1:24 م
الرئيسية / stop / احمد الطراونة يكتب: للبوتاس في عيد عمّالنا

احمد الطراونة يكتب: للبوتاس في عيد عمّالنا

 فيلادلفيا نيوز

أحمد الطراونة

قال جلالة الملك عبدالله الثاني للعمال في عيدهم الذي يصادف اليوم الاثنين: “أحيي روح الإنجاز والعطاء التي جعلت من بلدنا مثالا لما يمكن أن يتحقق بالصدق والعزيمة، دامت سواعدكم تبني وتعمل ودام الوطن متميزا بإنجازاتكم”.

نعم، دام الوطن متميزا، حاضرا، كبيرا كما كنا نتمناه، ودامت قطرات عرقنا مطرا يشد أزر البنيان الذي يعلو وسط هذه الدمار، ويرسم معالم حضورنا البهي في هذه العتمة التي تلف حدودنا.

حين يتحدث سيد البلاد عن العمال فهو حتما يدرك أهميتهم في بناء هذا الوطن، ويدعو إلى تعزيز مكانتهم الاجتماعية وتحسين ظروفهم الاقتصادية،  ويسعى إلى إعلاء قيمة وكرامة الإنسان، لأنه يمثل الثروة الأساسية، والحلقة المهمة في معركة البناء والتنمية وصهر التحديات وتطويعها.

 

ولأن العامل هو سيد المشهد، وهو نبض الوطن الذي يضخ الدم في عروق أبنيته، فلابد لهذا النبض أن يستمر وان يصمد أمام معوقات نموه، خاصة أننا وسط إقليم ملتهب نحتاج أن نعزز من قيم التحدي والمواجهة لدى هذا العامل ونحسّن من أسباب ضمان حقوقه وحقوق أسرته في حياة كريمة بعيدا عن تقلبات السياسة وأوجاعها.

 

في ظل هذه الظروف الحياتية الخانقة تظهر شركة البوتاس العربية لتكون نموذجا يحتذى في صناعة إطار عمالي نموذجي يقدم حياة هانئة وطيبة لعماله،  كما هي النماذج العمالية الحيّة في الدول الصناعية الكبرى والمتقدمة.

في لقاء سريع مع احد العمال على هامش اجتماع الهيئة العامة للشركة تحدث لي عن أن هنالك مميزات عالية يختص بها عامل البوتاس مهما كانت فئته الوظيفة أو الإدارية، في هذه الشركة التي تعتبر نموذجا للمشاريـع العربية المشتركة الناجحة، خاصة بعد أن كسب الأردن رهاناته عليها واستطاع كسب ثقة المستثمرين العرب وغير العرب في لحظة انجاز وطني كبير يقدر لكل القائمين عليها.

 

ولعل المراقب عن قرب يجد أن شركة البوتاس رغم اهتمامها العالي بكل منتسبيها إلا أنها كانت نواة حقيقية وصلبة لمشروع عربي سجل ريادته منذ زمن بعيد فكان رغم وجود المعوقات التي تحول دون تلك الريادة إلا أنهم أنجزوا حالة كبيرة من التفاؤل كانت بادية على وجوه كل الذين حضروا اجتماع الهيئة العامة ولم تخفيها الأرقام التي أعلنها رئيس مجلس الإدارة معالي جمال الصرايرة، خاصة عندما ركز على سبل جديدة للبحث عن العناصر الاقتصادية المشتركة التي تسعى الشركة من خلالها إلى إيجاد مشاريع عربية راسخة تؤسس لمشاريع سياسية أكثر رسوخا وتسهم في بناء الإنسان العربي محور الفعل والانجاز، والبحث عن تكتلات اقتصادية أصبحت البوتاس عنوانا لها.

وتأخذ الشركة العملاقة بقيادتها الرشيدة، وبتوجيهات راسخة من لدن صاحب الجلالة، وهيئتها العامة على عاتقها تنمية المجتمع المحلي وتعزيز قيم الانتماء للأرض، والإسهام في تعزيز الثقة لدى أهلنا في الأردن، وفي المناطق المجاوزة للشركة.

ولعل التعليم والصحة والشباب والجمعيات الخيرية التي ترعى الفعل الثقافي والانجاز الإبداعي هي الشريك الاستراتيجي لشركة إستراتيجية لاتزال تشرع في النهوض وتأخذ بيد مجتمع يعاني من الفقر والبطالة ونقص الكوادر المدربة والواعية لتحريك الراكد الإبداعي في هذا المجتمع.

وبهذه المناسبة، عيد العمال، لابد من أن نجزل الثناء لهذه الشركة ولرئيس مجلس إدارتها على ما قدمت وتقدم من صنيع يفخر به القاصي قبل الداني، خاصة وان الشركة التي تسهم في إنشاء البنية التحتية وتصين وتجهز المدارس والمرافق الصحية في منطقة غور الصافي وغيرها، والجمعيات ودور العبادة والنوادي الرياضية والقاعات متعددة الأغراض التي تستضيف المشاريع الريادية الصغيرة سعيا منها للتخفيف من مشكلتي الفقر والبطالة وتقوم بدعم مؤسسات المجتمع المدني التطوعية لتنفيذ المشروعات الفردية في مناطق الأغوار الجنوبية، وفي مختلف إنحاء المملكة بشكل عام، مثل البلديات، والصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية، ومؤسسة نهر الأردن، ودار الأمان، ومؤسسة إنقاذ الطفل، وجامعة مؤتة، ومعهد الإعلام الأردني، والمنظمات غير الحكومية والنوادي الرياضية المختلفة، بالإضافة إلى إنشاء المشروعات الصغيرة، هي التي تستحق في عيد العمال أن نقدم لها الشكر على هذا المنجز الكبير الذي تعجز عنه حكومات.

ما شجعني على الكتابة أيضا هو احد أصدقائي من غور الصافي حين تحدث لي مشاريع شركة البوتاس العربية في الأغوار والتي تسهم في تخفيف عبء الحياة ووطأتها على الناس هناك والتي أصبحت البوتاس هي مصدر الابتسامة على وجوههم، خاصة بعد نشر تقنيات الزراعة المحسنة في المناطق المجاورة لموقع مصنع البوتاس في غور الصافي، وتقديم حوالي (60) منحة دراسية سنوياً للطلبة من أبناء المجتمع المحلي وأبناء العاملين فيها لدراسة مختلف التخصصات في الجامعات الأردنية، وتحسين المستويات التعليمية لطلبة الأغوار الجنوبية قبل التوجيهي، إضافة لتدريب (80) طالباً سنوياً من مختلف الجامعات لمدة أربعة أشهر يتلقون تدريبهم في المواقع المختلفة في مصانع الشركة لتأهيلهم السواق العمل إضافة لمنح مالية تشجيعية لهم.

 

ليست هذه هي شركة البوتاس العظيمة حسب، وإنما هي المشروع العربي الريادي الذي يضخ الحياة بأشكالها في مجتمع لا يزال يخطو نحو البناء والتكوين.

وها هي اليوم تحقق في ربعها الأول من هذا العام أرباحاً صافية موحدة بعد الضريبة والمخصصات وعوائد التعدين بلغت 3ر26 مليون دينار مقارنة مع 5ر23 مليون دينار في نفس الفترة من العام الماضي أي بارتفاع نسبته 12 بالمائة.

نعم إنها البوتاس، شعلة الحياة على حواف البحر الميت، ونموذج الوحدة في زمن غياب الوحدة، وركيزة البناء في لحظات الخلخلة، ودرس المواجهة الناجعة والناجحة في زمن التردي والانكسار..

ألف تحية لعمالها، وبناتها، وإدارتها..

 

 

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com