فيلادلفيا نيوز
يكتنف الغموض نتائج اجتماع نادر جمع مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، ورئيس هيئة الترفيه الحكومية أحمد الخطيب، في الرياض، مساء الأحد، وهو ما انعكس على مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة التي تشهد جدلًا وسجالًا واسعًا حول ما تمخض عنه اجتماع الطرفين.
واجتمع الطرفان، للمرة الأولى، منذ تأسيس هيئة الترفيه العام الماضي بهدف الحصول على دعم أرفع مسؤول ديني في البلاد لفعاليات ترفيهية تعتزم الهيئة إقرارها على شكل روزنامة للعام الجاري، تشمل جميع مناطق المملكة، وتتضمن إقامة حفلات غنائية جماهيرية.
ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية، يوم الاثنين، عن مصادر، أن “رئيس الهيئة وضع برامج وخطط الهيئة على طاولة مفتي المملكة في مقر هيئة كبار العلماء، مؤكدًا عدم صحة ما يشاع عن ترخيص الهيئة لإقامة دور سينما حاليًا، أو وجود توجه للسماح بالاختلاط في أي من البرامج والفعاليات التي تقيمها الهيئة مستقبلًا”.
وجاء هذا التسريب غير الرسمي عن الاجتماع متناقضًا مع تصريحات صحفية لرئيس الهيئة قبل أيام، قال فيها، إن “الهيئة رخصت لإقامة حفلة غنائية لفنان العرب محمد عبده في آخر كانون الثاني/ يناير الجاري بمدينة جدة”، موضحًا أن “فتح صالات السينما في السعودية لا يزال تحت الدراسة، وتعمل عليه لجان عدة”.
وانعكس الغموض في مستقبل فعاليات هيئة الترفيه، لاسيما ما يتعلق منها بالسينما، على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية التي تشهد نقاشًا واسعًا حول واحدة من أكثر القضايا جدلًا في المملكة.
وعلى موقع “تويتر” يتصدر الوسم (#الترفيه_تتراجع_عن_السينما) نقاشات المغردين السعوديين المنقسمين أصلًا حول قضية السينما.
فبينما يعتبر فريق محسوب على تيار المحافظين الذين يقودهم رجال الدين في المملكة، الاجتماع “انتصارًا” لهم، يرى الليبراليون بقيادة نخب ثقافية وكتاب وإعلاميين بارزين أن الهيئة “لم تتراجع عن خططها، وأنها ماضية في مشاريعها”.
وانعكس ذلك الجدل المستمر منذ أيام في المملكة على وسائل الإعلام السعودية أيضًا، وهو ما دفع واحد من أبرز الكتاب السياسيين في المملكة لتخصيص مقاله في صحيفة “الشرق الأوسط” التي تصدر من لندن للحديث عن ذلك الجدل.
ووصف الكاتب والإعلامي السعودي عبدالرحمن الراشد في مقاله، ذلك الجدل، بـ”الصحي”، قائلًا: “هنا، في المملكة، جدل صحي حول السينما والحفلات الفنية والمدن الترفيهية، كل يدلي برأيه فيه مؤيدًا ومعارضًا، إلا أن الإشكالات قد تأتي عندما يحاول البعض استخدام كبار رجال الدين في ترجيح كفة الحوار، وهو ما فشلوا فيه بإقحام سماحة المفتي، الذي قال إنه ضدها عندما تدعو للخلاعة والإلحاد، وهي اشتراطات تؤكد موافقته”.
وأنشأت السعودية العام الماضي هيئة للترفيه، وما زال القائمون عليها يعملون على إنجاز أول روزنامة للفعاليات الترفيهية التي ستقام في جميع مناطق المملكة خلال عام كامل، وسط توقعات بأن تلك الروزنامة تواجهها اعتراضات من بعض رجال الدين الرافضين لكثير من الفعاليات المنضوية تحت قطاع الترفيه وبينها السينما والغناء. ارم نيوز