فيلادلفيا نيوز
بسم الله الرحمن الرحيم
بناءا على منطلقات وثوابت الدولة الأردنية التي تأسست على عقد اجتماعي أجمعت عليه مختلف العشائر الأردنية التي انطوت بإيمان صادق تحت راية الثورة العربية الكبرى التي أطلق رصاصتها ملك الحجاز وشريف العرب الحسين بن علي فجر يوم التاسع من شعبان 1334 هجري الموافق 10 يونيو 1916 ، والتي عكست التطلعات القومية العربية والرغبة في بناء دولة عربية ناهضة ، تنقل العرب من عصر الانحطاط والتخلف إلى الارتقاء الحضاري ، والقضاء على الظلم والاستبداد العثماني ، فكانت البطولات والتضحيات والمواقف الشجاعة والنبيلة التي قدمها فرسان العشائر الأردنية في سبيل إنجاح رسالة الثورة وأهدافها وغاياتها التحررية والوحدوية والنهضوية الأساس الثابت في بناء الدولة الأردنية الحديثة ، التي سار بها الأجداد رحمهم الله على عهد الرجال برضوان من ربهم ، برؤوس مرفوعة وهامات شامخة وقلوب مفعمة بالكرامة ، ليخطوا على جدارية التأريخ البشري قصة عنوانها ” الأردن ” ، الذي ما زال يعاني من تنكر الحاقدين وأصحاب الأجندات الخاصة له والذين قادهم الشيطان فافقدهم البصيرة والحكمة ، وتوهموا بأنهم قادرين على تهديد سيادته وزعزعة أمنه واستقراره والنيل من هويته الوطنية وطمس تاريخه المتجذر في عمق هذه الأرض المباركة ، التي ما زالت شواهد الحضارات التي سكنته حاضرة في ضمير كل مخلص من أحرار الأردن الصابرين والمرابطين الذين لم تثني عزيمتهم ظلمة المعتقلات والسجون في الدفاع عن إرث أبائهم وأجدادهم في هذا الوطن الذي أصبح مقهورا ومسلوب الإرادة بكل شرف ورجولة في سبيل ترسيخ مباديء الحرية والعدالة والمساواة ورفع الظلم التي قامت عليها الثورة العربية الكبرى.
إن ما تناقلته وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ومواقع التواصل الاجتماعي حول ما جرى من أحداث في معرض اكسبو 2021 والمقام في دولة الإمارات العربية ، وتحديدا بعد عرض التقرير الإخباري على قناة رؤيا الفضائية الأردنية صباح يوم الجمعة الماضي الموافق 12/11/2021 وضمن برنامج (دنیا یا دنیا) ، حيث قام مراسل البرنامج الإعلامي محمد الفاعوري بتغطية لفعاليات المعرض وقام بزيارة إلى الجناح الأردني المشارك ، وأجرى لقاءات مع عدد من القائمين على الجناح الأردني ، الذين شكلت تصريحاتهم بالمقابلة التلفزيونية التي تم بثها بث مباشر صدمة للشارع الأردني الذي يشكل لهم الأرض خطا أحمر .فما نراه يجري بين الحين والآخر من تطاول على الأردن واستهتار وسخرية بتاريخه ومكونه العشائري هو إساءة لكل اردني كونه جزء أصيل وركن راسخ في النظام الأردني .
إن ما يثير القلق هو بعض الطارئين من الجاهلين بتاريخ الأردن وعشائره وانجازاته ، وتبؤهم لصورة المشهد الأردني وتفريغ الساحة الإعلامية لهم ، حيث أصبحوا يحظون برعاية رسمية وحكومية ، مما أثار تكهنات كثيرة وجدل كبير حول ما إذا كان كل ما يحصل ممنهج ضد الأردن وعشائره ، وهو ما تؤكده احداث كثيرة حاول فيها مثل هؤلاء تشويه صورة العشائر الأردنية ، رغم أنها كانت ولا زالت امتداد للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية ، وكانت وستبقى خط الدفاع الأول كعادتها في كل الظروف والمواقف الصعبة التي مرت وستمر ، فالتاريخ شاهد والشهداء شواهد .
من هنا وعلى ضوء ما تقدم ، فإنني ومن باب مسؤوليتي الوطنية وإرثي التاريخي كوني أنتمي لقبيلة الحويطات الأردنية التي شاركت في الثورة العربية الكبرى وكان لها دورا بارزا شأنها شأن القبائل والعشائر الأردنية الأصيلة التي ساهمت في بناء الدولة الأردنية ونهضتها واستقرار نظامها السياسي في وجه العواصف والمحن ، فإني أجد لزاما علي بإسم كل حر من أحرار الأردن مقاضاة دولة رئيس الوزراء الأردني الدكتور بشر الخصاونة بصفته الإعتبارية أمام المحاكم الأردنية المختصة لثقتي بالقضاء العادل المستقل كونه المسؤول الأول والأخير عما جرى من أحداث معيبة ومخزية ، شكلت إهانة للتاريخ النضالي والقومي العروبي لعشائر الأردن ولكافة مؤسسات الدولة .
وختاما فإن الاحتفال بإنجازات المئوية في خارج حدود الوطن لا يكون بالاستهتار والتطاول على العشائر وتاريخها فهي ستبقى عصية على كل من تسول له نفسه الضعيفة والأمارة بالسوء التعرض لها او بالإساءة لثقافتها وعاداتها وتقاليدها فهي مصدر فخرنا واعتزازنا وستبقى الركن الأصيل في النظام الذي إرتضيناه
عاش الأردن حرا عزيزا
الدكتور فواز سويلم ابوتايه
٢٠٢١/١١/١٦