فيلادلفيا نيوز .
تشرق شمس الحادي والعشرين من شهر أذار من كل عام معلنة تفتح الورود والأزهار الفواح بعطر ورائحة أروع انتصار خلدته سواعد رجال الجيش العربي الأردني، سواعد أوقفت الطمع والجشع الإسرائيلي بالتمدد شرقي نهر الأردن الخالد ، أطماع استهوت جيش احتلال العدو بالسيطرة على مرتفعات السلط الشامخة والتي ترنو لجعلها سياجا أمنيا لدولة الكيان في فلسطين المحتلة.
ربما هو تجبر وغرور إسرائيل بقواتها ونشوتها بالإنتصارت التي حققتها عام 48 و 67 على العرب آنذاك ، جعل منها تظن أن الأردن لقمة سائغة وفريسة يسهل ترويضها واصديادها بكل يسر ، لتحين الساعة الخامسة والنصف من صبيحة الحادي والعشرين من أذار ، الذي لم يكن وفيا بالنسبة لقوات جيش العدو بل كان خائنا وغدار بالنسبة لهم.
لتعلن مدفعية جيشنا الباسل بدء معركة حامية الوطيس وليفوح عبير البنادق أرض الغور وليشهد النهر على بسالة الجندي الأردني في دفاعة عن ثرى وطنة.
معركة استمرت لثمانية عشرة ساعة من القتال والإستبسال في رد عدوان غاشم يستهدف الوجود الأردني ، يقابله إرادة وعزيمة وبسالة جيش وحنكة قائد لم نعهده إلا مغوارا شامخا كالطود في مجابهة الرياح العواتي.
الحسين بن طلال المتابع للمعركة عن قرب والذي قدم لجنده الإمداد ورفع من معنوياتهم بخطاب مزلزل صادح بالحق خلال المعركة بقولة” اليكم أيها الأبطال أيها الرجال في أرض المعركة في مواقع الشرف والكرامة والفداء والتضحية إعجاب أمتكم واعتزازها وإيمانها بكم بعزماتكم بأكفكم الضاغطة على الزناد بقلوبكم الجريئة التي لا تهتز ولا تهلع ولا تخاف الموت اصمدوا اصبروا صابروا رابطوا اقتلوهم حيث وجدتموهم بأسلحتكم بأيديكم بأضافركم بأسنانكم إخوانكم العروبة معكم في هذه المرحلة البطولية التاريخية إخوانكم في الإسلام معكم في هذه المعركة الشريفة المقدسة كلنا معكم بقلوبنا بعقولنا بدماءنا كلنا مجاهدون في سبيل الله”
كلمات الحسين كان لها أثر أقوى من صوت المدافع والبارود وزادت من همم الأسود في ساحات القتال لتجعل منهم كبركان انفجر في وجه المد الأسود ، هاربين كالفئران مخلفين خلفهم قتلاهم ومعداتهم شاهدة على هزيمة جيشهم الأسطورة الذي قهر أمام عزيمة وبسالة الجندي الأردني الذي تشهد له ساحات الوغى في القدس واللطرون وباب الواد بالشجاعة والإقدام ولتعرف إسرائيل بأن الأردن هي الصخرة التي تتحطم عليها احلام وأماني العدو بالتمدد ، وليعرف العالم أجمع بأن الأردنيون أهل تاريخ والهاشميون صناع مجد.