فيلادلفيا نيوز
صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون رواية جديدة بعنوان هزائم الشجعان للكاتبة الأردنية بيسان عناب.
وتتناول الرواية قصة واقعية لإحدى الشبان الفلسطينيين الذين اختاروا طريق المقااومة ومضوا به قدماً، ثم انتهى به الأمر بقضاء حكم في سجون الاحتلال لمدة عشرين عاماً، قضى منها خمس عشرة سنة ولا زال حتى الآن يمضي ما تبقى من السنوات خلف القضبان.
الرواية بصيغة دفتر مذكرات حياتية، كل حدث مؤرخ باليوم والشهر والعام ويذكر أهم الأحداث التي مرت في حياة المناضل الأسير. حيث تقسم الرواية إلى ثلاثة أقسام. أولاً ‘الذكريات قبور لابد أن تنبش’، حيث يروي البطل في هذا القسم بعضاً من مشاهد الطفولة الصعبة التي عاشها والتي كان لها بلا شك أكبر الأثر في تحديد مسار حياته وصقل شخصيته.
القسم الثاني بعنوان ‘نصف مناضل’ وهو يتضمن الفترة التي انخرط فيها البطل في العمل النضالي تحت راية إحدى الفصائل المقاومة، تروى مشاهد واقعية من الشارع الفلسطيني وحياة المقاوم بين الناس وفي الميدان، كما تنقل صوراً للحياة في ظل الانتفاضة، من اجتياح واستشهاد أحد رفاق العمل الوطني والاعتقال وغيرها.
في القسم الثالث بعنوان ‘شبه منتصر’ يحكي الأسير حكايته وهزائمه خلف القضبان ابتداءً بتلك الصدمات التي يواجهها المرء عند حلول فكرة الاحتجاز إلى حقيقة واقعة ومروراً بكل ما يعانيه المرء هناك، كما يحكي العلاقات بين رفاق الأسر ويحاكي الحياة هناك بصورة واضحة شفافة وبالغة السلاسة. مسلطاً الضوء على أهم المراحل التي مر بها لأسرى هناك وكيف كانت الأمور تمضي في تلك الظلمات، مثلاً الانقسام الفلسطيني وصفقة وفاء الأحرار وغيرها من منعطفات الانتفاضة الفلسطينية.
واعتمدت الكاتبة في صياغة روايتها على تواصل فعلي مع الشاب الأسير بوساطة هاتف خليوي مهرب داخل إحدى سجون الاحتلال، وتواصلت مع الأسير لفترات متفرقة على مدى ما يقارب العام الكامل لتسجل أهم الأحداث والمشاعر الإنسانية التي مر بها وتقولبها في صيغة دفتر مذكرات مليء بالألم والأمل. متفانية في التعبير عن ما قاساه المناضل كإنسان صادق شفاف بعيداً عن إلباسه ثوب القسوة والشدة، لقد عرت جروحه وهزائمه وتناولت ذلك الجانب الإنساني البحت.