فيلادلفيا نيوز
تسود حالة من الإرباك أروقة وزارة الصحة إثر اكتشاف حالة سل ثانیة من مخالطي الطالبة بمدرسة الشیماء بعمان، والتي سبق اكتشاف إصابتھا بالمرض، وسبب ھذا الإرباك عدم نجاح الاستقصاء الوبائي بمعرفة سبب ومصدر العدوى التي انتقلت الى الطالبة.
ووفقا لمصادر بوزارة الصحة، فإن العدوى انتقلت إلى ابن شقیق المصابة والبالغ من العمر عامین، بعد أن تم إجراء فحص المخالطین من أسرتھا اضافة الى إجراء فحوصات للمخالطین في مدرستھا من زملائھا.
غیر أن الحالة المصابة، وفقا لمصدر في وزارة الصحة، ”تؤشر على ضعف الرقابة الصحیة في المدارس والتي تتولاھا مدیریة الصحة المدرسیة من جھة ویلح في اعادة النظر في نظام الرصد النشط للبحث عن المرض الذي یبدو أنھ اصبح ضعیفا في طریقة البحث والتحري وإعادة النظر في منظومة البحث عن التدرن (السل) بشكل عام“.
ویؤكد الناطق الاعلامي باسم الوزارة حاتم الازرعي ان ”الوزارة قامت بالإجراءات الاحترازیة، فیما لم یُحدد بعد سبب الاصابة بجرثومة السل الا ان العمل مستمر بھذا الشأن“، مشیرا الى ان الوزارة ”اجرت فحوصا على المخالطین للطالبة من محیطھا المدرسي والعائلي وتتابع عملیات الاستقصاء للبحث عن المصدر“.
وتعتبر الاجراءات التي اتخذتھا وزارة الصحة في ظاھرھا ایجابیة من خلال برامج التوعیة التي قدمتھا للمخالطین في مدرسة الطالبة المصابة، لكن في باطن الامر تحتاج الى مزید من النظر في منظومة برنامج السل، الذي كان من المزمع الانتھاء منھ نھائیا في الاردن مع العام 2025 لغایات تنشیط نظام الرصد عن جرثومة السل في المملكة ومصادر الاصابة فیھا.
والتدرن الرئوي او (السل) بین الاردنیین بالعادة یكون من خلال المخالطین للوافدین أو عاملات المنازل أو العاملین الأجانب في مناطق المدن الصناعیة بحیث یحتاج الى فترة لظھور أعراضھ.
فظھور حالة في مدرسة یستدعي بیان المصدر، وتنفیذ برامج توعیة تكون بلا قیمة دون البحث عن المصدر، أي من أین وكیف أصیبت الطالبة بالمرض، كما أن لیس من المھم أن تطمئن الناس دون أن تعرف أین المصدر.
ولفت مصدر طبي لـ ”الغد“ إلى أن الأردن وصل لمرحلة متقدمة في مكافحة السل خلال الاعوام 2011 و2012 ،فضلا عن وجود أجھزة حدیثة تتمكن من اظھار النتیجة خلال ساعات.
واعتبر المصدر انھ كان على وزارة الصحة ”التعامل مع مرض السل بكل شفافیة واعلان الحالات المصابة والمشتبھ بھا والاعلان كذلك عن الاجراءات الاحترازیة في الحالات التي یشتبھ بوجود حالات بھا“.
وكانت الوزارة كشفت العام الماضي عن تسجیل 120 إصابة بالتدرن الرئوي (السل)، وغیر الرئوي بواقع 33 إصابة بین وافدین، ونسبت بتسفیرھم الى بلدانھم بعد اجراء المعالجات اللازمة لھم، وبعد تحسن حالتھم الى الدرجة السلبیة (غیر قابلة للعدوى المباشرة).
ویشترط قانون الصحة العامة؛ حصول العامل المستقدم على شھادة طبیة تؤكد خلوه من الأمراض من بلده الاصلي، وتجرى لھ الفحوصات اللازمة حال دخولھ للمملكة، كما اعتمدت آلیة جدیدة للفحوصات الطبیة للعمال الوافدین، تم بموجبھا تشكیل لجنة مختصة لدراسة فحصھم، كالكبد الوبائي (ب) و (ج) وفقا لمھنة العامل. كما فرضت الآلیة الجدیدة؛ فحص التھاب الكبد الوبائي (ج) على جدول فحوصات عاملات المنازل، وتعمیمھا على مدیریات الصحة ومراكز
الأمراض الصدریة في المحافظات.
ویجري العمال القادمون للعمل الى المملكة؛ عدة فحوصات، منھا صورة أشعة لفحص السل والبلغم، وتحسس الجلد والإیدز.
وكانت الوزارة، وضعت خطة وطنیة شاملة لمكافحة مرض السل للأعوام 2008 – 2015 بھدف إنھاء السل كمشكلة صحیة اجتماعیة بحلول العام 2025 ،وھو الھدف الذي تنشده منظمة الصحة العالمیة.
وفي السیاق، كشفت الأرقام الاخیرة للبرنامج الوطني لمكافحة السل تسجیل 460 إصابة جدیدة بمرض السل الرئوي وغیر الرئوي منھا 182 اصابة بین أردنیین و 278 بین وافدین من جنسیات مختلفة.
ویتحمل الأردن عبء علاج حالات الإصابة الوافدة ویقدم لھا العلاج والرعایة الطبیة المثلى بالمجان.
وتسعى منظمة الصحة العالمیة للقضاء على مرض السل بحلول العام 2030 في إطار تحقیق أھداف التنمیة المستدامة للأمم المتحدة واستراتیجیة المنظمة بشأن دحر السل حیث یعتبر الأردن من الدول الأقل نسبة بالإصابة بالسل إذ یصل المعدل حالیا الى 4.4 إصابة لكل 100 ألف مواطن، فیما كان المعدل 7 إصابات لكل 100 ألف مواطن في العام 2015 .
وتعالج وزارة الصحة 170 إصابة بالسل للاجئین سوریین وتصل كلفة علاج الحالة الواحدة لمریض السل إلى حوالي 50 ألف دینار سنویا.
ً ویسعى الأردن للتخلص من مرض السل الرئوي بناء على توصیات منظمة الصحة العالمیة قبل حلول عام 2025 ،متوقعاً أن یتم القضاء على المرض في العام 2020.
كما تم إرجاء ما كان مقرراً سابقاً للتخلص من مرض السل الرئوي في العام 2015 ،بسبب تداعیات وآثار الأزمة السوریة على المملكة؛ وذلك جراء تدفق اللاجئین إلیھا، إضافة إلى الحروب في لیبیا والیمن، وفي دول مجاورةٍ للأردن.
ویبلغ معدل الإصابة بمرض السل في الأردن حالیاً نحو 4 إصابات لكل 100 ألف نسمة، فیما معدل الوفاة بالمرض حالة واحدة لكل 100 ألف نسمة، ویجري العمل على خفض معدل الإصابة بالمرض الى ”إصابتین“ لكل 100 ٍ ألف نسمة.
وصنفت منظمة الصحة العالمیة الأردن من بین أنجح دول إقلیم شرق المتوسط في مكافحة مرض السل، والحد من انتشاره، بعد أن حقق أعلى معدل شفاء بین المصابین، وأقل معدل إصابة بلغت 5 إصابات لكل مائة ألف نسمة عام 2011. (الغد)