فيلادلفيا نيوز
تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعمال الحفر حول المسجد الأقصى المبارك وفي البلدة القديمة من القدس، بزعم إجراء أعمال أثرية، فيما تؤكد الجهات الفلسطينية أنّ الهدف الحقيقي هو إثبات مزاعم بأن “القدس مدينة يهودية”، وفق مستشار محافظة القدس، معروف الرفاعي.
وأكد الرفاعي وجود مخاوف من أن تؤدي هذه الحفريات إلى انهيار أجزاء من المسجد الأقصى نتيجة التشققات التي سببتها في بنية الأرض، مشيرًا إلى أنها قد تدمر معالم فلسطينية تاريخية، مثل المنازل الأثرية والمدارس العتيقة، وتؤثر سلبًا على التربة تحت المسجد ما يهدد استقرار أساساته.
وأوضح الرفاعي أن هذه الحفريات تفتقر إلى المنهجية العلمية وتشكل انتهاكًا لقانون “الوضع القائم”، مشددًا على أنها ذات أهداف سياسية بحتة. وبيّن أن مشاريع حفر الأنفاق الإسرائيلية في القدس تمثل جزءًا من مشروع سياسي ممنهج يهدف إلى تهويد المدينة وتغيير واقعها التاريخي والجغرافي.
وأضاف أن الأنفاق تسعى إلى فرض السيطرة الإسرائيلية على المقدسات في القدس، في خطوة تثير القلق بشأن مستقبل المدينة المقدسة وهويتها الفلسطينية.
مشروع سياسي ممنهج
وقال الرفاعي إن الأنفاق تمثل جزءًا من مشروع سياسي طويل الأمد يسعى لتهويد المدينة القديمة وتغيير معالمها، موضحًا أن الحفريات الإسرائيلية تتركز على تدمير المعالم الدينية، بما في ذلك أسوار المسجد الأقصى والمناطق المحيطة به، في محاولة لفرض السيطرة الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وأشار إلى أن هذه الأنفاق تُنفذ بتمويل حكومي إسرائيلي، حيث بلغت تكلفة نفق استيطاني في حي سلوان جنوب الأقصى، أُطلق عليه اسم “طريق الحجاج”، نحو 50 مليون شيكل، ويمتد بطول 600 متر من ساحة باب المغاربة وصولًا إلى حائط البراق، موضحًا أنه جزء من سلسلة مشاريع تهدف إلى تعزيز الرواية الإسرائيلية وتثبيت حقائق مزيفة عن تاريخ المدينة.
وبيّن أن الاحتلال يروّج لهذه الحفريات باعتبارها “اكتشافات أثرية”، لكنها في الواقع مشروع سياسي استيطاني يخدم أهدافه في فرض السيطرة على القدس القديمة.
شبكة أنفاق تمتد تحت القدس
وأوضح الرفاعي وجود العديد من الأنفاق، من بينها “نفق الحشمونائيم” بطول 500 متر وعمق يصل إلى 7 أمتار، يمتد من أسفل باب السلسلة بمحاذاة الجدار الغربي للمسجد الأقصى حتى طريق الآلام، ويضم مواقع مثل “حفرة الأجيال”، و”قوس روبنسون”، و”كنيس الرمانة”، إضافة إلى نفق “الجسر الكبير السفلي” الذي يمتد 150 مترًا تحت الأرض أسفل باب السلسلة والمدرسة التنكزية والمكتبة الخالدية.
وأشار إلى أن المنطقة تحتوي على آثار ومنشآت مائية وميكفيات (مطاهر مياه) ومسرح روماني، مشيرًا إلى أن فتح أحد مخارج الأنفاق عام 1996 أدى إلى اندلاع “هبة النفق” آنذاك.
وأضاف أن هناك نفق “سلوان” (جفعاتي)، الذي يبدأ من بلدة سلوان ويمتد حتى باب المغاربة، مع مخرج عند حديقة “دافيدسون” قرب القصور الأموية، وهو جزء من شبكة حفريات متزايدة تمتد تحت القدس الشرقية. كما أشار إلى نفق باب العامود الذي يُمنع الزوار من دخوله، ونفق آخر بين باب الساهرة وباب العامود، إضافة إلى نفق حي القرمي داخل البلدة القديمة، الذي تعمل إسرائيل على توسيعه تدريجيًا.
وأكد الرفاعي أن هذه الأنفاق تُحفر على أعماق تتراوح بين 6 و15 مترًا تحت الأرض، وتمتد عبر مساحات حيوية تمثل جزءًا من التاريخ الفلسطيني، مشددًا على أن الهدف منها يتجاوز الآثار، ليصل إلى تغيير البنية الديمغرافية والمعمارية في القدس الشرقية.
