فيلادلفيا نيوز
اعترف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس، وهو في طريق عودته من الهند، بأن حكومته عبرت عن ندمها للأردن، في قضية قتل المواطنين الأردنيين على يد حارس سفارة تل ابيب في عمان، بعد يوم من صدور بيان عنه، حاول فيه تمويه الأمر.
وواجه نتنياهو خلال الشهور الستة الماضي، أي منذ وقوع جريمة قتل مواطنين الأردنيين على يد حارس السفارة في عمان، انتقادات واسعة النطاق، بخاصة بعد استقباله على نحو احتفالي الحارس القتل.
وكانت الانتقادات من محللين سياسيين وخبراء أمنيين وسياسيين من الائتلاف والمعارضة، ولم يجد نتنياهو سياسيا واحدا يثني على ما أقدم عليه، خلافا لقضايا أخرى، ليتبين أنه منع اجراء بحث برلماني تحسبا لمواجهة الانتقادات.
وقال نتنياهو ردا على أسئلة لصحفيين إسرائيليين رافقوه في زيارته للهند استمرت 6 أيام. أن حكومته أعربت عن أسفها لمقتل أردنيين، برصاص حارس من أمن السفارة في عمان، مشيرا إلى أن التعويضات ستدفع للحكومة، وليس لأسر الضحايا.
وخاطب الصحفيين “أنا واثق من أن الطرفين يستخلصان العبر، أنا أقوم بذلك من جانبي، وأعتقد بأن الأردن يقوم بذلك من جانبه.. لدينا مصلحة مشتركة في العلاقة التي تربطنا، وهذا انعكس على طبيعة الحل”.
وفيما يتعلق بهوية السفير الإسرائيلي المقبل للأردن، قال “سأقرر قريبا من سيكون، وأنا أقدر كثيرا السفيرة التي مثلتنا في الأردن، ما سينعكس على تعيين خليفتها”.
وجاء في بيان صدر عن مكتبه، أن “السفارة الإسرائيلية ستزاول عملها في عمان كالمعتاد على الفور، فيما تواصل السلطات المختصة في إسرائيل دراسة المواد التي جمعت حول أحداث 2017، وير اتخاذ قرارات بهذا الشأن في الأسابيع القريبة المقبلة”.
وعبر نتنياهو، كما ورد في صحيفة “هآرتس” عن تقديره، لكل من عمل لحل القضية.
وكانت النائبة كاسنيا سفاتلانوفا، من كتلة “المعسكر الصهيوني” المعارضة، كشفت الأسبوع الماضي في ندوة عقدت بالكنيست (ليست بحثا رسميا)، عن أن لجنة الأمن والخارجية البرلمانية رفضت سلسلة طلبات لنواب، لإجراء بحث في اللجنة حول قضية السفارة في عمان وتصرف نتنياهو، برغم أن أبحاث هذه اللجنة تبقى سرية.
وبينت سفاتلانوفا أن من حق منتخبيها أن “يلمسوا مراقبتها لعمل الحكومة، لكنهم لا يتلقون أجوبة”، في هذه القضية والعلاقات مع الأردن.
وواجه نتنياهو انتقادات حادة في الصحافة والحلبة السياسية لشكل تعامله مع قضية السفارة والجريمة بحق المواطنين الأردنيين منذ لحظة التقائه الحارس القاتل، ونشر صوره في وسائل إعلام محتفلا بعودته.
وكتبت في حينه المحللة للشؤون العربية في صحيفة “يديعوت أحرنوت”، سمدار بيري “فلنحاول فقط ان نخمّن كيف كان نتنياهو سيرد لو كان الملك عبدالله دعا اليه احمد دقامسة، قاتل الفتيات الاسرائيليات في نهرايم، والذي تحرر من المؤبد في الاردن قبل ستة شهور. في حالة دقامسة، قدم للمحاكمة وقضى كامل عقوبته”، في إشارة لمحاولات تهرب إسرائيل من محاكمة الحارس القاتل في حينه.
وقال المحلل السياسي في الصحيفة ذاتها، ناحوم بارنيع، إن صورة نتنياهو “مع الحارس التي قام مكتبه بنشرها، كانت اعادة غير ناجحة لصورته مع الجندي جلعاد شليط، فمرة على شكل مأساة وأخرى على شكل ملهاة”.
ونشر الجنرال احتياط غيورا آيلاند في مقال قبل ثلاثة شهور قال فيه، إن “الملك الأردني غاضب ويعارض إعادة سفيرة إسرائيل لعمان. وهو غاضب عن حق، إذ انه اضافة لذلك، اطلق الحارس الإسرائيلي النار وقتل أيضا صاحب الشقة، الذي علق في المكان، ولم يكن اغلب الظن على صلة بالحادثة”.
وتابع آيلاند “في هذا الوضع، كان متوقعا أن تتخذ إسرائيل ثلاثة اعمال بسيطة، الأول ان تشكل طاقما مهنيا للتحقيق في حادث إطلاق النار. ولا حاجة هنا لاي تحقيق شرطي، وطاقم مهني كان سينهي التحقيق في الحادث، ويعد تقريرا مفصلا في غضون اسبوعين. ويجب أن تترأس الطاقم شخصية أمنية معروفة، فلو تم الامر، ورفع رئيس الطاقم قبل شهر التقرير للأردنيين، لانتهت القضية”.
المحلل السياسي ومقدم البرامج الاخبارية في القناة الاخبارية في الإذاعة العامة الإسرائيلية يوآف كراكوفسكي قال “حتى من هو ليس خبيرا سياسيا كبيرا، سيرى أن رئيس الحكومة نتنياهو في الأسابيع الأخيرة مضغوط، ويعمل بشكل غير حذر، على عكس طبيعته، وتصرفاته تثير الأسئلة وعلامات الاستفهام. ألم يفهم رئيس الحكومة الذي هو دبلوماسي مهني سابق، واليوم وزير للخارجية أيضا، أن صورته مع السفيرة والحارس في السفارة في عمان مبالغ بها؟”.
وتابع كراكوفسكي “أقدم مكتب نتنياهو على خطأ، فعرض صورة عودة السفيرة عينات شلاين، والحارس زيف على وسائل الإعلام. كان ينقص مكتبه من يلجم الحماس الإعلامي لتحقيق مكسب عبر عودة الحارس والسفيرة، برغم أن الحديث ليس عن تحرير رهائن. وإنما عن عودة عادية لعاملي السفارة الإسرائيلية”.
وأضاف كراكوفسكي “أثار نتنياهو غضب الأردنيين، وهو غضب محق، فهو لم يتصرف على أساس تفكير سياسي، وإنما على أساس حسابات حزبية، والرغبة بتحقيق إنجاز بنظر الجمهور الإسرائيلي.
لكنه في واقع الأمر، لم يجد على مر الشهور الستة الماضية، من يساند نهجه تجاه الأردن في قضية السفارة”.