فيلادلفيا نيوز
كشفت وثائق حصلت عليها وحلّلتها صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، تفاصيل عن جهاز مخابرات نظام بشار الاسد المخلوع بسوريا، أبرزها تعرض طفل في الثانية عشرة من عمره للاستجواب.
وذكرت صحيفة “صنداي تايمز” أمس الأحد، أنها دخلت 4 قواعد استخباراتية في مدينة حمص وسط سوريا، وتمكنت من الوصول إلى وثائق استخباراتية تتعلق برئيس النظام المخلوع بشار الأسد، وأنها قامت بتحليلها.
وشبّه تحليل الصحيفة البريطانية نظام الأسد بجهاز الاستخبارات الألماني الشرقي السابق “ستازي”.
وثائق استخباراتية تفضح ممارسات النظام السوري المخلوع
وأكدت الصحيفة أن النظام احتفظ بالعديد من السجلات عن الأشخاص الذين يشتبه بهم، حتى لو كانوا يعملون لصالحه.
ووصفت السجلات التي حصل عليها النظام من خلال التنصت على الهواتف، واختراق أجهزة الكمبيوتر، وملاحقة المشتبه بهم مباشرة، بأنها “شاملة بشكل لا يصدق”.
وتضمنت هذه السجلات تفاصيل مثل مكان تصليح سيارة أحد المشتبه بهم لسيارة والدته، وزيارات مشتبه به آخر المنتظمة لأقاربه.
كما كشفت الوثائق عن تعرض المعتقلين للتعذيب على يد النظام، بعد حبسهم في زنازين انفرادية.
وقالت “صنداي تايمز”: إن “الوثائق التي نجت من الإتلاف المنظم قبيل فرار عناصر النظام، تتضمن تفاصيل دقيقة بشأن كيفية إجبار السوريين على التجسس على أقاربهم وأصدقائهم، واستخدام التعذيب لانتزاع الاعترافات، وحتى محاكمة الأطفال بتهم بسيطة بناء على وشاية من زملائهم ومعلميهم”.
وأوضحت أن النظام اعتمد على شبكة واسعة من المخبرين، كما استخدم أساليب اختراق الهواتف وتتبع الأفراد مع توثيق دقيق لحياتهم الشخصية.
وتابعت أنه في إحدى الحالات أجبر معتقل على تقديم 70 إسمًا أثناء استجوابه، كما أظهرت الوثائق فسادًا عميقًا، حيث استغل مخبرون النظام والمسلحين معًا لبيع المعلومات وتهريب الأشخاص مقابل المال.
وخلصت الصحيفة البريطانية إلى أن هذه الوثائق تشكل أدلة حاسمة لمحاكمة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة.
تعرض طفل للاستجواب
من جهته، قال رشيد الأبرش، وهو معتقل سابق لدى النظام ساعد في جمع الوثائق: إن أحكام السجناء قد تزيد أو تنقص بحسب عدد “الإرهابيين” الذين يقدمون أسماءهم لقوات الأمن.
كما كشفت الوثائق أن طفلًا يبلغ من العمر 12 عامًا تم استجوابه بعد شكوى قدمها “معلمه” ضده، لأنه مزق صورة لرئيس النظام المخلوع ورماها في القمامة.
ورغم تأكيد الطفل أنه لم يلاحظ الصورة على الورقة، وثبوت براءته بعد التحقيق مع عائلته، إلا أنه مثُل أمام المحكمة بعد 4 أيام من التحقيق معه.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بسطت فصائل المعارضة السورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، لينتهي 61 عامًا من حكم نظام حزب البعث ، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير برئاسة الحكومة، التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية.