فيلادلفيا نيوز
التزمت الولايات المتحدة الأميركية التي يتجاوز عمرها كدولة 232 سنة، بدستورها القاضي بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد لانتخاب الرئيس 46 بالرغم من أن وقت هذه الانتخابات تزامن مع فترة جائحة كورونا، وقد اجريت الانتخابات سابقاً في اثناء الحروب والكساد الاقتصادي وغيرها. وبالرغم من أن المكون الأميركي خليط من جنسيات وأعراق وألوان ومذاهب مختلفة، ومع هذا يعمل الجميع من أجل احترام الدستور، والامتثال للقانون وإقامة العدالة والمساواة، والمحافظة على الوحدة، واحترام الآخر، والاستماع له، والابتعاد عن المعارضة السياسية التي تقود الى الفتنة والحرب الأهلية…وغيرها. فشهدنا انتقالاً سلمياً للسلطة يوم الأربعاء. وشاهدنا في حضور حفل تنصيب الرئيس عدداً من الأشخاص من كافة الأصول والجنسيات والأديان، كما شهدنا واستمعنا الى تبوؤ أشخاص عديدين مناصب قيادية عليا في القضاء والجيش والشرطة ومجلسي النواب والشيوخ ومنصب نائب الرئيس ممن هم من أعراق وأديان مختلفة. لنرى أمامنا نظاماً ديموقىاطياً جعل الإدارة والشعب يعملان لصالح الدولة، وليس لأشخاص في
الدولة. لقد قدَّمت الولايات المتحدة الأميركية اليوم درساً جديداً في الديمقراطية وسيادة القانون واحترام الدستور، خصوصاً بعد الأحداث المؤسفة التي حصلت قبل أسبوعين من اقتحام مجموعة من المتظاهرين لمبنى الكونغرس .
وبالرغم من كل هذا يعترف الرئيس الجديد في حفل التنصيب بأن هناك العديد من المشكلات في أميركا، ومنها التطرف والعنصرية، وعدم قبول الآخر، والبطالة.. وغيرها، ويطالب بأن يعمل الجميع لصالح أميركا، والالتزام بمباديء العدالة والدبموقراطية؛ حفاظا على حقوق الأجيال القادمة.
لا نملك إلا أن نغبط الولايات المتحدة الأميركية على ديموقراطيتها، ونتمنى أن نقتبس ما يفيد بلدنا في المئوية القادمة، بحيث نرى ديمقراطية حقيقية، وتطبيقاً عادلاً للقانون، وفصلاً حقيقياً بين السلطات، وعدم تداخلها، وأن تعمل المؤسسات كلها لصالح الأردن، وليس للحكومات او لأشخاص في المراكز العليا، وأن يكون أمن الاردن والذود عن حماه، والمحافظة على الدستور، وتعزيز اللحمة الوطنية، هي أهداف نعمل جميعاً على ترسيخها: قولاً وفعلاً. حمى الله الأردن: قيادة وشعباً من كل مكروه.