فيلادلفيا نيوز
وحدها صافرة الحكم من تحدد نهاية المباراة، ولذلك فإن الدقائق الأخيرة من زمن المباراة بما فيها الوقت المحتسب بدل ضائع، تعد الأكثر حرجا وحساسية وخطورة وربما إثارة أيضا، وفيها تحاول الفرق تحقيق الفوز أو تجنب الخسارة، وطالما تغيرت فيها مسارات النتائج، بعد أن امتلك اللاعبون إرادة الفوز ولم يستسلموا لليأس، فضحكوا أخيرا وكثيرا.
وفي مونديال روسيا شكلت الدقائق الأخيرة من زمن المباريات ظاهرة تستحق الدراسة، لما حفلت به من دروس كروية يمكن للمدربين أن يعلموا منها اللاعبين كيفية التمسك ببصيص الأمل حتى النهاية، وكيف أن المباراة لا تنتهي الا مع صافرة الحكم، وبالتالي لا بد للاعبين أن يتسلحوا بالارادة والعزيمة واللياقة والتركيز الذهني.
عدد من الحالات تستحق التوقف عندها وتشكل دروسا كروية ستبقى في الذاكرة مطولا، ففي مباراة أوروغواي ومصر بقي التعادل السلبي مسيطرا حتى الدقيقة قبل الأخيرة من الزمن الأصلي للمباراة، حتى تمكن الاوروغواني خوسيه خمتيز من تسجيل هدف الفوز لمنتخب بلاده، وفي نفس اليوم خسر المنتخب المغربي بهدف أمام نظيره الايراني، تحقق في الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدل ضائع وسجله بالخطأ المغربي عزيز بوهدوز، وفي نفس اليوم بقي المنتخب الاسباني متقدما على نظيره البرتغالي 3-2 حتى الدقيقة 88، ليتمكن النجم رونالدو من تسجيل هدف التعادل لمنتخب بلاده.
هذه الحالات الثلاث التي حدثت في يوم واحد، لم تتعض منها المنتخبات، فوقع المنتخب التونسي ضحية بعد أن مالت المباراة أمام الانجليز في طريقها الى التعادل 1-1، لكن النجم هاري كاين سجل هدف الفوز في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع.
وأول من أمس حدثت حالتان جديدتان.. فالمنتخب البرازيلي كان في طريقه لفقدان نقطتين جديدتين أمام منتخب كوستاريكا، بعد أن سيطر التعادل السلبي على الزمن الأصلي للمباراة، لكن الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدل الضائع شهدت هدفا برازيليا بإمضاء النجم كوتينيو، وما لبث النجم الآخر نيمار إلا وأن سجل الهدف الثاني عند الدقيقة 90+7.
ومع انتهاء الزمن الأصلي لمباراة سويسرا وصربيا إلى التعادل 1-1، كانت الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدل الضائع تشهد هدف الفوز السويسري بإمضاء شيردان شاكيري.
دموع نيمار وخيبة ميسي
من المؤكد أن النجمين نيمار “البرازيل” وميسي “الأرجنتين” يعدان إلى جانب البرتغالي رونالدو أفضل ثلاثة لاعبين في العالم، ولذلك تقع على كل منهم مسؤولية كبيرة، ومطالب بتجسيد شخصية “سوبرمان”، مع أن المنتخب يتكون من 11 لاعبا وليس لاعبا واحدا فقط.
وإذا كان رونالدو قد أسعد البرتغاليين في الجولتين الماضيتين، فإن ميسي وبدرجة أقل نيمار لم يقدما بعد ما هو مطلوب منهما لارضاء الجماهير الأرجنتينية والبرازيلية.
يوم الخميس تعرض المنتخب الأرجنتيني لضربة شديدة القوة بعد أن خسر من نظيره الكرواتي 0-3، وحسب أرقام الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، فإن ميسي حصل على علامة تقل عن 4 من أصل 10، وهي بالنسبة للاعب ساحر مثل ميسي تعد خيبة أمل وصدمة، لاسيما وأن منتخب “التانغو” بات مهددا بالخروج المبكر لولا بارقة الأمل التي قدمها المنتخب النيجيري عندما غلب نظيره الايسلندي 0-2، وبالتالي بقي الصراع قائما بين منتخبات الأرجنتين ونيجيريا وايسلندا للحاق أحدها بالمنتخب الكرواتي نحو دور الستة عشر.
الصورة لم تكن بحاجة الى تعليق.. فالساحر ميسي خرج من ملعب “نيجني نوفغورود” مطأطئ الرأس، بعد أن خسر منتخب بلاده بثلاثية نظيفة، وبعد أن فشل للمباراة الثانية على التوالي في تسجيل هدف.
الصحف الأرجنتينية لم ترحم ميسي، وأظهرته وكأنه المسؤول المباشر عن فقدان الأرجنتين 5 نقاط في مباراتين، فيما اختفى بقية اللاعبين وراء “ميسي” الذي نال والمدرب سامبولي النصيب الأوفر من النقد والتهكم والسخرية من قبل “العدو والصديق”.
على الجانب الآخر أثارت دموع نيمار التي ذرفها بعد تسجيله الهدف الثاني لمنتخب بلاده وأول أهدافه في مونديال روسيا، ردود فعل متباينة، واعتبرت صحيفة “او غلوبو” البرازيلية أن دموع نيمار مقلقة سواء كانت صادقة أم لا.
قد يولد الانجاز من رحم المعاناة، ولذلك ليس مستبعدا أن يتواجه ميسي ونيمار في المشهد النهائي، اذا ما قُدر للمنتخبين مواصلة المشوار حتى المباراة النهائية يوم 15 تموز (يوليو) المقبل.
شر البلية ما يُضحك
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الايام الماضية سلسلة من التعليقات الساخرة بحق المنتخبات العربية، بعد أن خرجت بشكل رسمي مع نهاية الجولة الثانية، بعد أن تذوقت مرارة الخسارة في أول مباراتين لها وأصبحت المباراة المتبقية لكل من منتخبات السعودية ومصر والمغرب وتونس بمثابة “تحصيل حاصل”.
خيبة أمل عربية لم تمنع رواد مواقع التواصل الاجتماعي من اطلاق التعليقات والصور الساخرة، رغم أن الجماهير العربية كانت تمني النفس في مشاهدة ولو منتخب عربي يبلغ الدور الثاني، وهو أقصى حد وصله أو يمكن أن يصله منتخب عربي، ويبدو أن الفوز العربي الوحيد يمكن أن يتحقق يوم غد بلقاء المنتخبين السعودي والمصري، هذا إن لم تنته المباراة الى التعادل.(وكالات)