فيلادلفيا نيوز
يحضُّ أطباء مسؤولون على تلقي الجرعة الثالثة المُعزِّزة للمناعة في مواجهة فيروس كورونا، لئلا يتكرّر شبح الأخطاء العامّة في الإحجام عن المطعوم، وسط زيادة أعداد المصابين والوفيات على حد سواء، مذكرين بأهمية اتباع إجراءات الوقاية والبروتوكولات الصحيّة.
ويؤكدون، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أنّ للإحجام عن تلقي الجرعة الثالثة المُعزّزة تبعات خطيرة، مبينين أهميتها بعد 6 أشهر من تلقي الجرعة الثانية، فضلا عن أنها تعطي حماية أكبر ضد فيروس كورونا والمتحورات الجديدة عنه.
وتُشدّد رئيسة مركز مكافحة الأوبئة والأمراض السارية، الدكتورة رائدة القطب، على ضرورة إعطاء جرعة معززة من لقاح كورونا للمجموعات الأكثر اختطارا، التي مضى 6 أشهر على تلقيها الجرعة الثانية من اللقاح، إذ أظهرت مجموعة من الدراسات العلمية انخفاض فعالية اللقاحات المختلفة ضد فيروس كورونا وبنسب متفاوتة، خاصة ضد متحور “دلتا”، مما يدعو إلى حث السكان، خصوصا الفئات التي تعتبر أكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس، لأخذ الجرعة الثالثة من اللقاح في أسرع وقت ممكن، ذلك أن المملكة تشهد حاليا ذروة الموجة الثالثة لجائحة كورونا، وهو ما يوصف بالانتشار المجتمعي الكبير للفيروس.
وتوضح أن الفئات ذات الأولوية تشمل الأشخاص من الفئة العمرية 50 سنة فما فوق، إضافة إلى الكوادر الصحية والأشخاص الذين يعانون من أمراض نقص المناعة، وممن يعانون من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والشرايين والضغط والسكري وغيرها من الأمراض المزمنة، إضافة إلى الفئات ذات الاختطار العالي للإصابة بالمرض، من حيث المهنة أو مكان العمل أو الصفات والأمراض الوراثية. وقد تسهم الجرعة الثالثة المعززة بشكل كبير في تقليل الإصابة بالمتحورات الجديدة التي تظهر للفيروس، بحسب القطب. أمّا رئيس جمعية أطباء الحساسية والمناعة الأردنية، الدكتور هاني عبابنة، فيؤكد ضرورة أخذ المطعوم الثالث المعزز في مدة لا تقل عن 6 أشهر من الجرعة الثانية، مشيرا إلى أن الأجسام المضادة المناعية الحامية تبدأ مع الزمن بالخسارة، وبالتالي فإن الحماية من فيروس كورونا تقل. ويضيف عبابنة، وهو مستشار أول حساسية ومناعة، أن الأجسام المضادة ليست بالضرورة مقياسا للمناعة، ذلك أن هنالك الخلايا التائية والبائية، فضلا عن خلايا تظل موجودة في خلايا الذاكرة في الدماغ. ويشير إلى أن دراسات توضح أن الذين تلقوا الجرعة الثالثة المعززة بعد 6 أشهر من تلقيهم الجرعة الثانية، لديهم 10 أضعاف الأجسام المضادة، مقارنة بالذين لم يتلقوا الجرعة، كما تعطي حماية أكبر ضد فيروس كورونا والمتحورات عنه، سواء “الدلتا” أو “الأوميكرون”. ويبين أن مكونات معظم مطاعيم الجرعة الثالثة هي نفس مكونات الجرعة الأولى أو الثانية، ما عدا جرعة “موديرنا” فإنها تحوي على نصف الكمية، موضحا أن فعالية المطعوم الثالث تستمر لمدة سنة على الأغلب. وعن نوعية الجرعة الثالثة التي من المفضل أخذها، يشير عبابنة إلى أنه لا مانع من أخذ أي نوع من المطاعيم، بيد أنه عند السفر فإن عددا من البلدان تعتمد مطعوم “الفايزر”.
وفي هذا الصدد، يوضح أنه بمقدور المصاب بفيروس كورونا تلقي الجرعة الثالثة بعد 6 أشهر من الشفاء، مشيرا إلى أنه لو حدثت الإصابة بالفيروس بعد تلقي المطعوم فإنها تكون خفيفة ولا تستلزم الذهاب للمستشفى.
ويؤكد عبابنة على عدم التهاون في تلقي الجرعة الثالثة، نظرا لزيادة أعداد المصابين والوفيات، مُذكّرا بأهمية اتباع إجراءات الوقاية والبروتوكولات الصحية من ارتداء الكمامة وعدم التجمع وترك مسافة أمان، وذلك في إشارة لأخذ الاحترازات الآمنة، باعتبارها مسؤولية مجتمعية وتحصين للمجتمع من أي وباء.
المتخصص في تشخيص أمراض الجهاز التنفسي، الدكتور محمد عبد الحميد القضاة، يقول إنه للحد من أعداد الإصابات بالفيروس، فإنه لابد من أخذ الاحتياطات الوقائية لتشكيل مناعة عامة لدى أفراد المجتمع، ذلك أن المطاعيم تساعد في تشكيل وتحسين المناعة.
القضاة، وهو مساعد رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا، يبين أن الجرعة المعززة تساهم في تحسين الاستجابة المناعية عند جسم الإنسان، وتقاوم أغلب الطفرات الموجودة، وتخفف من احتمالية الإصابة بها، مشيرا إلى أن 87 بالمئة من الوفيات هم ممن لم يتلقوا جرعة كورونا، داعيا إلى الإقبال على أخذها، وعدم التهاون باتباع الإجراءات الوقائية قبل أو بعد أخذ المطاعيم. ويلفت إلى أن خلط المطاعيم بتلقي كل جرعة بمطعوم مختلف عن الآخر، سيعمل على تحفيز جهاز المناعة بطريقة مختلفة وتشكيلها بشكل أفضل.
ويوضح الطراونة، وهو القائم بأعمال نقيب الأطباء، أن الدراسات الأخيرة أثبتت أن الحد الأقصى لفاعلية المطعوم بعد الجرعة الثانية لا تزيد عن 6 شهور، حيث تتناقص وتقل بعد ذلك الأجسام المضادة المناعية، ومن هنا جاءت فكرة الجرعة المعززة حتى تعيد بناء تلك الأجسام مرة ثانية. ويشير إلى أن معظم الوفيات في العالم هي نتيجة عدم تلقيهم مطاعيم فيروس كورونا، مبينا فائدته في الوقاية مما يسهم في تخفيف الضغط عن المستشفيات، موضحا أن نسب إشغال الأسرة في الوقت الحالي أصبحت مقلقة، حيث زادت على 50 بالمئة لإقليم الشمال، و40 بالمئة لإقليم الوسط، داعيا إلى الإسراع بتلقي المطعوم في ظل توصيات منظمة الصحة العالمية بأخذه، ذلك أن الأردن من أعلى بلدين بنسبة الإصابات على مستوى إقليم شرق المتوسط.