فيلادلفيا نيوز نجعل الخبر مبتدأ
فيلادلفيا نيوز
انتصار الشعب العربي الجزائري، وانتزاع استقلاله، بالتضحيات الأسطورية، هو مادة تيقن على أن كل احتلال إلى زوال، وكل ثورات الشعوب إلى استقلال، شريطة ان تتوفر أسباب النصر المعروفة، وأولها بناء الجبهة الوطنية المتحدة، التي هزمت بها شعوبُ العالم المحتلينَ كافة.
ويلهمنا النصر العظيم على النازية والفاشية، الذي تم بتضحيات مليونية، قدمتها شعوب الاتحاد السوفياتي وأوروبا وأميركا، الذي نجز يوم 9 أيار 1945، بأننا وأشقاء الروح أبناء الشعب العربي الفلسطيني وأحرار العالم، سنحتفل لا محالة بالنصر على الصهيونية.
فإذا كانت النازية ليست قَدَرا، كما قال الثائر البلغاري جورجي ديمتروف، فإن الصهيونية كذلك ليست قَدَرا، كما يبرهن كفاحُ الشعب العربي الفلسطيني منذ مطلع القرن الماضي ولا يزال.
في الجزائر تقدير مذهل في تشخيصه ودقته تسمعه من القيادات ذات العمق الشعبي ومنهم النائب خوان محمد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الشعبي الوطني الذي يقول بتفجع على حال الأمة العربية وبصريح العبارة أن الأمة مدعوة اليوم إلى دعم صمود الأردن ومصر، عامودي الارتكاز الصلبين في مواجهة المخططات التوسعية الصهيونية.
وقد دعّم الروائي البارز عامر طهبوب، العلاقات الثقافية الأردنية الجزائرية، حين كان أول كاتب أردني وعربي يزور 50 ولاية جزائرية، ويتتبع خطى الثوار والشهداء وبيوتهم وضرائحهم، في مغامرة جسورة، سجل دقائقها في “رحلة شتاء، ورحلة صيف” تكبد فيها الكثير من العناء.
سجل عامر طهبوب معاناته ومعايناته النادرة الثمينة في كتاب هو أحد ذرى أدب الرحلات العربي، كتاب “أرض الحرية: رحلة الصيف إلى الجزائر”. أما الجزء الثاني “رحلة الشتاء إلى الجزائر” فهو قيد الطبع “على النار”.
شاركتُ في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي استضافته الجزائر، مطلع شهرنا هذا، ورأيت روح الثورة الجزائرية العظيمة تمشي على الأرض، ويسري الاعتزازُ بها واستحضارُها المبجل الحميمُ، في حديث الجزائريين صغارًا وكبارًا، رجالًا ونساءً.
هناك، على المرء أن يدقق مليًا، حتى يتمكن من تمييز أن كان محدثه جزائريًا أم فلسطينيًا، فثمة ذلك الإلتحام والاندغام الجزائري في قضايا الأمة، وقضيتها المركزية فلسطين، التي لا يخبو جمرها.
