فيلادلفيا نيوز
لو أن الشعب الصيني الذي يعِد مليارًا ونصف المليار إنسان، لا يجد كفايته، ولا يعتمد الانضباط، ولا يتوفر له الأمن، لانفجر على العالم، طوفانات بشرية.
لقد تدفق نصف عديد الشعب السوري، نجاةً من الحرب الأهلية، ومن عسف تحالف طغمة الأسد- ملالي طهران- حزب الله، على أوروبا والأردن ولبنان ومصر والعراق.
في بواكير القرن الماضي، تدفق الصينيون على البلدان المجاورة، طلبًا للأمن والطعام، وها هم اليوم، بفعل كدهم وكفاحهم، الطبقة التي تهيمن على الاقتصاد في سنغافورة وماليزيا وإندونيسيا، وفي العديد من البلدان، ولا استثني أميركا نفسها التي للجالية الصينية، موقعها المؤثر في اقتصادها.
يجدر بالعالم والحالة هذه، ان يقدم الشكر للحزب الشيوعي الصيني الذي يتمكن من إدارة الحياة في قارة الصين بهذه الكفاءة والكفاية، وأن يتفادى التحرش بالتنين الصيني، الذي لم نعرف له تراثًا ولا امتدادًا استعماريًا، كما هو لمعظم دول الغرب.
سور الصين العظيم، الذي كان مشروعًا دفاعيًا ضخمًا وضرورة أمنية قصوى، ودرعًا واقيًا، وعازلًا، وحصنًا مغلقًا، الذي استغرق بناؤه ألف عام بطول 21 الف كم، تم اختراقه، مما طرح على الصين قبل 40 عامًا، ضرورة الخروج من الانغلاق والأنزواء والانعزال خلف عقلية السور والحصن والقلعة، إلى الإنفتاح والإصلاح.
كان من ثمار الانفتاح الوصول إلى قاعدة ان الاشتراكية ليست التخلف ولا الفقر، مما استوجب اتخاذ إجراءات وتطوير أساليب العمل والإنتاج واعتماد قواعد الجدية والصرامة والطاعة والالتزام والانضباط والتقييم ومكافحة الفساد والنقد والنقد الذاتي والثواب والعقاب، المتوفرة بقوة وعمق في الشخصية والثقافة الصينية.
لجأ الحزب الشيوعي الصيني إلى إبراز “القيادات القدوات” التي تتحلى بالإيثار ونكران الذات وإعلاء المصالح العامة على المصالح الفردية.
ان 5 ملايين منظمة حزبية قاعدية، تعمل على ألا تنحرف المسيرة عن الأهداف، وتضمن ألا يحدث تخريب في مسيرة الصين التي تحاول الخروج من إسار الدول النامية والتغلب على التحديات والقيود التي تكبلها !!
لقد بنى فلاحو الصين، السور العظيم طوعًا وليس سخرةً، وها هم يتطوعون لبناء الصين الجديدة بنفس الروح.
