فيلادلفيا نيوز
يا لها من كلمات عذبة نابعة من قلبٍ نابض بالحب والانتماء، تفيض بمشاعر العز والفخر لهذا الوطن الطيب، الأردن، الذي يسكن الروح قبل الجغرافيا. لقد نسجت بأناملك لوحةً أدبية وطنية، عبقة برائحة الزعتر والدحنون، مشبعة بدماء الشهداء وعرق المخلصين، مرصعة بأسماء الأحبة الذين يمثلون رموز الوفاء والحنين.
سلام لك يا وطني، ممزوج بعطر الأرض الطيبة
سلام لك يا وطني، سلام ممزوج بعبق الزعتر والدحنون، سلام يختلط بفلسفة الجدات الخالدة في الحب والبذل، وعرق الأيادي العاملة التي تسعى لصون كرامتك، كي تبقى شامخ الهامة كشجر الزيتون في سهولك وهضابك. لم أكن أعلم يا وطني أنك تجري في عروقي كمجرى الدم، تسكن نبضي، وتملأ وجداني.
فلذات الأكباد قربان العزة
أسلمتك يا وطني فلذات الأكباد، عن حب ويقين، لا عن ضعف أو خنوع. فكل أمٍ زفت شهيدًا، وكل أبٍ بارك المجد، وكل بيتٍ غلفه الحنين والفخر، يعلم أن الأردن وطن الوفاء، وأنه أطهر الأماكن، لا يساوم على حقه ولا يفرط بترابه.
تعلمنا منك الحب العذري والانتماء الأبدي
علمتني يا أردن أن الحب ليس كلمات، بل موقف ووفاء. علمتني كيف أعزف على أوتار قلبي نشيد الانتماء، وكيف أترنم باسمك شوقًا أبديًا لترابك الطهور. لقد كانت مقاطع حبك مدرسة، علّمتنا كيف نحب دون مقابل، وكيف نحلم وأنت الحلم.
سلام للدماء التي روت أرضك المقدسة
سلام للدماء الطاهرة التي امتزجت بتراب الغور، وساحات مؤتة، وسهول شيحان، وهضبات اليرموك، حيث كتب الأردنيون تاريخهم بمداد الشرف، فكانوا حماة الأمة، وسياج العروبة، وجسرًا منيعًا على طريق القدس.
أنت التاج لا مجرد وطن
لست كباقي الأوطان يا أردن. أنت التاج، وأنت إكليل الغار، وأنت الوشم في القلب. أنت المجد الذي تقاسمت حبه مع زيد، وصبا، وبنان، ودعاء، ومحمد، وكل من حمل ترابك في سويداء قلبه.
بزيد زاد حبك، وبصبا تناغم النسيم مع الأمل
بزيد زدتني تمسكًا بحبيبات ترابك، وبصبا أتى سلام من صبا بردى ليلاقي نهر الأردن وخلجات العقبة، في تناغم أرق من النسيم، يداعب خيوط شمسك الذهبية، ليحمل كل معاني العشق لوطنٍ ليس ككل الأوطان.
وببنان نكتب العهد، وبالدعاء نرفع الأكف
وببنان نكتب على صفحات وجهك الخالد: لا حب إلا حبك، ولا سند إلا لك. ولك كل الحب، وكل دعاء. ها هي دعاء ترفع يديها إلى السماء أن يحفظك الله يا وطني، نجمة في كبد السماء، ومشعلًا للأمل في الليالي الحالكة.
أنت بوابة فلسطين، وأرض الحشد، وجسر الرباط
أنت يا أردن المستقبل، بوابة فتح فلسطين، وأرض الحشد، وجسر الرباط، ومحور الصمود. نحمد الله على أمنك وأمانك، ونسأل كما سأل العرب في يوم ذي قار: “يا محمد، يا منصور، يا رب…” اللهم احمِ الأردن، وطن الخير، وأرض المجد، وشعب الكرامة.
وفي الختام…
عساك دائمًا بخير يا أرض الخير. ستظل نبض قلوبنا، وعنوان عزتنا، ومنارة للأجيال القادمة، لأنك ببساطة… لست وطنًا نعيش فيه فقط، بل وطن يعيش فينا.
