الإثنين , مايو 19 2025 | 11:35 م
آخر الاخبار
الرئيسية / stop / المحامي معن عبد اللطيف العواملة يكتب: DNA الاردن

المحامي معن عبد اللطيف العواملة يكتب: DNA الاردن

فيلادلفيا نيوز

عندما وصل المغفور له، بأذن الله، الملك المؤسس (الامير انذاك) الى عمان في 2 اذار من عام 1921 قادما من معان وقف خطيبا في جموع المستقبلين في المحطة فقال: “اعلموا ان ما جاء بي الا حميتي و ما تحمله والدي من العبء الثقيل، فانا ادرك ان الواجب علي، و لو كان لي سبعون نفسا لبذلتها في سبيل الامة، و ما عددت نفسي فعلت شيئا، كونوا على ثقة باننا نبذل النفوس و الاموال في سبيل الوطن”. و قد كان ان وهب حياته، رحمه الله، فداء للوطن في المسجد الاقصى و القدس الشريف.

الحمض النووي DNA ، و هو الشيفرة الوارثية الفريدة لكل انسان، تمثل عصارة تاريخ و تجارب و خبرات تشكل شخصية الفرد. و كذلك يمكننا ان نستخدم هذه الرمزية لمعرفة “شخصية” الوطن و عناوين تفرده. من اهم مدخلات الحمض النووي الاردني هو القيم الي تزرعها القيادة، و الاقتباس السابق من خطاب المغفور له، باذن الله، الملك المؤسس يمثل حجر زاوية لفهم الشخصية الاردنية من حيث نظرتها للوطن و مسؤولية ارثه الحضاري، و علاقته بامته، و امتداده الثقافي و التاريخي.

قبل ان يكون الاردن ارضا و جغرافيا، هو منظومة قيم، و تاريخ شعب، و قيادة، و ثقافة. الاردن بلد رسالة مؤهلة ان تقود في منطقتها. التاريخ الحديث اكبر شاهد على صحة و استدامة و ميزة هذا النموذج. الضمير الجمعي للشعب الاردني مجبول على الحق، و العدل، و التنوع، و التسامح، والانفتاح بصدق و نقاء على الاخر. الفرد الاردني كان و لا يزال نبراسه حب الخير لجميع الناس و للانسانية كافة، مع التركيز على البناء و العمل الايجابي، و على مبادىْ المساواة في المواطنه في ظل قاعدة لكل مجتهد نصيب، مع احترام كامل للتنوع العرقي و الثقافي و الديني. حب الخير للجميع و الايمان باولوية السلام لكل الشعوب هما خصلتان لم يجتمعا في اقليمنا كما اجتمعا في الاردن و الوقائع شاهده.

اول صحفية صدرت في الاردن الحديث حملت اسم “الحق يعلو”، فعقيدة الاردن منذ تكوينه مبنية على قوة الحق لا حق القوة. تعرض الاردن و قيادته و شعبه على مر العقود لمحن و مصاعب جمة هدد بعضها سيادته و وحدة ترابه و سلامة مواطنيه. و لكنه كان دائما بوعي شعبه و يقظة مؤسساته و مناعته الذاتية، اقوى من المحن و المصاعب.

هذا الوجدان الاردني الواحد الذي توارثناه عن اجدادنا، و تعززه العائلة الهاشمية الشريفه، و يتبناه الشعب بكل اطيافه، هو ما يجمعنا في السراء و الضراء، انه ال DNA الوطني الذي يواصل زخم العطاء، و هو الثروة الاردنية الحقيقية.

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com