الثلاثاء , نوفمبر 11 2025 | 11:02 م
آخر الاخبار
الرئيسية / stop / الدكتور محمد علي المعايطة يكتب :  الأرقام بين الحقيقة والوهم: مسؤولية الجامعات في قراءة البيانات وبناء الوعي

الدكتور محمد علي المعايطة يكتب :  الأرقام بين الحقيقة والوهم: مسؤولية الجامعات في قراءة البيانات وبناء الوعي

فيلادلفيا نيوز

في زمنٍ أصبحت فيه الأرقام تُقدَّم كحقيقةٍ مطلقة، بات لزامًا على مؤسساتنا الأكاديمية أن تعيد النظر في كيفية التعامل مع البيانات والإحصاءات. فليست كل الأكاذيب تُقال بالكلمات؛ فبعضها يُقدَّم في جداول أنيقة ونسب براقة، تبدو علمية، لكنها قد تُخفي واقعًا مختلفًا تمامًا.

الأرقام لا تكذب بطبيعتها، لكن طريقة صياغتها وقراءة سياقها قد تحوّلها إلى أداة لتزيين واقعٍ لا يستحق الزينة. الفرق بين الرقم الحقيقي والرقم المنسَّق إعلاميًا هو الوعي بطبيعة الحساب، منهجيته، ومعاييره. فعلى سبيل المثال، رفع نسبة الربح أو خفض نسبة البطالة قد يكون – في كثير من الأحيان – نتيجة تغييرٍ في طريقة القياس، لا تحسينٍ في الواقع.

ومن هنا تأتي رسالة الجامعات والمدارس: تخريج جيل لا يكتفي بحفظ الأرقام، بل يفهمها، يحللها، ويطرح السؤال الأهم قبل التصفيق: كيف حُسِبت؟ ومن أين بدأت؟

الطالب المتفوق ليس من يجمع البيانات فقط، بل من يمتلك القدرة على تفسيرها بنزاهة، والشكّ المنهجي الذي يحميه من التضليل، والإيمان بأن الأمانة العلمية ليست خيارًا بل مسؤولية وطنية وأخلاقية.

كما أن على المؤسسات الأكاديمية أن تُنمّي ثقافة الصدق في الأرقام، وأن تُدرّب طلابها على التحقق والتدقيق، لأن القرارات المصيرية تُبنى على هذه النسب، والمستقبل قد يتأثر بصدق قلمٍ، أو تزييف نسبةٍ صغيرة.

إن الدول لا تُبنى بالأرقام وحدها، بل بفهم عميقٍ لها، وبمؤسسات تعليمية تُدرك أن الأرقام مرآةٌ للواقع… فإما أن تعكس الحقيقة، أو تُجمِّل الوهم. الأرقام لا تكذب و لكن للأسف تستخدم للكذب،،، احيانا

د. محمد علي المعايطة
جامعة البترا

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com