الأحد , يوليو 27 2025 | 11:24 ص
الرئيسية / stop /  أجمل الطويقات يكتب بين دَلو السّاقية ودَلو الآيس كريم

 أجمل الطويقات يكتب بين دَلو السّاقية ودَلو الآيس كريم

فيلادلفيا نيوز

كانَ ثمّةَ جيلٌ، إذا ما ذُكر الفقرُ نهضَ شاهِدًا على غُبارِ الأيامِ، وإذا ما ذُكرت القناعةُ، خرجَ من بينِ السُّطورِ مُبتسمًا دونَ أنْ يُحرِّكَ شفتيه، جيلٌ عاش زمناً ولى، لم يكن الحصول على مقومات الحياة أمرًا سهلاً، ولعل أبرز هذه المقومات الطعام والماء والدواء، فضلا عن الحصول على الكماليات، فحينما كانت تسيل السّواقي، كانت أمهاتنا يحملن الدّلاءَ على الرّؤوسِ، ويسيرنّ كأنّهنّ في طقسٍ طُهريٍّ لا مجالَ فيهِ للتذمُّرِ، الدّلوُ لا يَحتملُ دلالًا، وإذا ما تمايلَ خطوةً، فاضَ الماءُ وخذلهنّ.
وكان كثير من الناس يقتسمون البسيط من الطعام كأنّهُ غنيمةٌ من غنائم الحياةِ، ويتعاملون مع الحلوى مع بساطتها كأنّها كوكبٌ في متناولِ اليدِ، لا بدَّ من تأمّله طويلًا قبلَ أن يعضَّها.
جيلٌ كأنَّهُ خُلقَ ليَصمُدَ لا ليَتلذَّذَ، خُلقَ ليَحمِلَ الدّلوَ، لا ليَلعقَ الآيس كريم.
كانت أحذيتُنا تُدرِّسُنا الصّبرَ على الخُطى… والأقدامُ كانت تَحفظ الطّريقَ دونَ GPS أو خريطةٍ ورقيّةٍ، كانتِ الأرضُ دليلَنا، والسَّماءُ عُنوانَنا، والشَّمسُ ساعة خروجِنا، وظِلُّ الحائطِ ساعة عودتِنا.
أمّا اليومَ، فالدّلاءُ امتلأتْ بقطعِ الثّلجِ الملوّن، لا بالماءِ المُترشِّحِ من حضنِ الأرضِ… وأحذيةُ الأطفالِ لَمْ تَطأْ تُرابًا إلا مُغلّفًا بمُعقِّم، وكأنّ الأرضَ صارت شيئًا مشبوهًا. الطفلُ اليومَ يَرفضُ نوعَ “الآيس كريم”، ويتدلّلُ على نكهةِ الفراولةِ كأنّها إعلانٌ لم يُعجبه.
بينَ دَلوِ السّاقيةِ ودَلوِ الآيس كريمِ مسافةُ شقاءٍ لم يُقَدَّرْ لها أن تُفهم، فالماءُ الذي كُنّا نحملُهُ ونشربه بمتعة بالغة من جرة فخار كانَ يعني نجاةَ العائلة، واليومَ صارَ الماءُ سلعةً في قنينةٍ تُشترى وتُرمى بعد رشفةٍ واحدة.
جيلُ الأمسِ كانَ يَخافُ من عَينِ أبيهِ إذا التفت، وجيلُ اليومِ يخشى انقطاعَ الإنترنتِ أكثرَ ممّا يخشى غَضبَ والديه. كُنّا نَنتظر رغيفِ الزعتر من يدِ الأمِّ كأنّها تُمنَحُ بمرسومٍ، ونَتفادى أن ينفدَ مرطبان “الدبس أو المقدوس” من كفِّها؛ فذلك يعني أن الغد سيكون بلا لونٍ.
كُنّا نَفرحُ بزيادةِ “المُهلبيّةِ أو الهطلية ، والبحتة” والّلزاقيات” حلوانا الفريدة، لا لأنّنا نُحبُّها فقط، بل لأنّها المتوفرة حين ذاك … والآنَ، المائدةُ مليئةٌ بأصناف الطعام وألوان الحلوى المختلفة، لكنّ الشَّهيّةَ ضاعتْ في زحمة الخيارات.
جيلُ الأمسِ قَرأَ الحياةَ على كتب مستعملةٍ ودفاتر باهتة، وجيلُ اليومِ لم يَفتحْ دفترًا إلّا إذا كانَ ملوَّنًا ومُعَطّرًا. كُنّا نُعلّقُ الشُّنطَ على الأكتافِ الصلبة القوية، ونَسيرُ ساعاتٍ إلى المدرسةِ كأنّنا نَسير إلى مَقامٍ، اليوم، يَحملُ الطّفلُ حقيبةً بعجلاتٍ، ويَتذمّرُ من بُعدِ الرَّصيفِ.
كُنّا نَنتعلُ حذاءً واحدًا، ونُقيمُ لهُ طقوسَ الوداعِ إذا ما تمزَّق، واليومَ، الأحذيةُ تتكاثرُ في الخزانةِ حتى يَضيعَ الحنينُ إلى أيِّ واحدٍ منها.
جيلُ دَلوِ السّاقيةِ، كانَ إذا بكى، غَسَلَ دموعَهُ بكفِّه، ولم يَطلبْ مِن أمِّهِ تفسير الحياةِ…
كانَ يعرفُ أنَّ الحياةَ قاسيةٌ، وأنّ البكاءَ لا يُطعمُ خُبزًا، وأن حقول العملِ والصدقِ لا تموتُ، وإن طالَ الزّمنُ وتبدّلَتِ الأزمانُ، تظلُّ هناكَ نَبضاتٌ تُنادي: “يا ابنَ الدلوِ القديمِ، لا تنسَ من أينَ جئتَ، فالأصلُ لا يُباعُ في “السوبر ماركت”.
حَملوا الدّلوَ إلى الساقيةِ، واشتروا الحلوى من فَرطِ الاشتياقِ، لا من وفرةِ الجُيوبِ.
جيلٌ لبسَ النظيفَ البسيطَ، وعاشَ على الخُضارِ الطّازجةِ وقليلٍ من الدّسمِ، خلتْ مأدبتهُ من اللّحمِ والدّجاجِ إلّا في أيّامِ الجُمعةِ والمُناسباتِ.
أولئكَ الذينَ عرفوا قيمةَ اللُّقمةِ؛ لأنَّهم حرثوا الأرضَ بأيديهم وزرعوها، ونالوا حصادها بعد كد، وظلَّوا يضحكُون ملءَ أرواحهِم، كأنَّهم يملكون مفاتيحَ السّماء.
جيلٌ نامَ على الحصيرِ، تحتَ السّقوفِ المُنخفضةِ، وافترشَ سُطوحَ البيوتِ صيفًا، وتمدَّدَ على جانبي الإسفنجِ شتاءً، مُلتحفًا الأرضَ ودفءَ النيّاتِ.
عدَّ النُّجومَ، وساهرَ الأقمارَ، ورسمَ أحلامَهُ الكبيرةَ على ثَغرِ السّماءِ.
لم يَحُلْ كَدُّ يدهِ نهارًا دونَ مطالعةِ كُتبهِ ليلًا، مُستأنسًا بنورٍ خافتٍ من “نيونٍ” قديمٍ.
كانَ يُساندُ والديهِ في الحِرَفِ الشّاقّةِ؛ يحرثُ، ويغرسُ، ويحصدُ، ويرُدُّ الطَّرشَ، ويحلبُ الأغنامَ، ويرعى الأبقارَ.
عاشَ على نظامِ “العَوْنَةِ” في مواسمِ الحصادِ والقطاف، فتشكّلتْ لديهِ قِيمُ الجِيرةِ والتّلاحمِ، وتعلّمَ أنَّ في الاتّحادِ قُوّةً؛ لذا لم يتسرّب الوطنُ من قلبهِ ولا المجتمع من احترامه.
جيلٌ عرفَ الحياءَ، والتزمَ بهِ، ووقّرَ الكبيرَ، ورحمَ الصغيرَ.
جيلٌ حَكمهُ نظامٌ اجتماعيٌّ خيّرٌ، لا قانونٌ مكتوبٌ فقط، بل ميثاقُ الأرواحِ والإلتزام.
جيلٌ ألهمتْهُ الصّفوفُ المدرسيّةُ ذاتُ الكراسيِّ المكسورةِ والطّباشيرِ المُغبرة الجِدَّ والاجتهادَ، لا الإحباطَ والسُّخطَ.
جيلٌ تربّى على صوتِ المُعلّمةِ، لا على إشارةِ الآيبادِ، وركضوا حفاةً على جُفونِ الترابِ، كأنَّ الأرضَ نَعلُهم، والسماءَ مظلّتهم، والشمسَ أمًّا لا تُنهر.
لعب بكرة من القماش “سبعة أحجار والطماية”، وغيرهما، ذاك جيلٌ لم تكُن “السوشيال ميديا” تُعلِّمهُ كيفَ يعيشُ، بل كانتِ الحياةُ نفسُها مدرسة، كانتْ تبدأُ من الاحترام وتنتهي بتحمل المسؤولية مبكراً ، ومع هذه الجدية الصارمة إلا أنه كان أكثر سعادة من هذا الجيل الحديث.
أمّا اليوم…
فالدَّلوُ لم يَعُد يُغرفُ من الساقية، بل يُغرفُ من ثلاجةِ “الآيس كريم”!
وصارَ الكتابُ أقرب إلى لوحاتٍ إلكترونية جامدة، وكثير من المقاصف المدرسية تبيعُ “البرغر” بنكهاتٍ عالميّة، والطفلُ يغضبُ لأنَّ الإنترنتَ بَطُؤَ، وهو يُشاهدُ “سوبر ماريو” وهو يُقاتلُ تنّينًا من كرتون!
صارَتِ الحقيبةُ أثقلَ من عقلِ صاحبِها، والواجباتُ تُؤدَّى بثقل واضح، وتدخُّلِ الوالدِين العزيزِين على الخطِّ ليَكتبَ ويحلّ، ثمَّ يُرسلَ الحلَّ لـ”قروب الصفِّ” مع وجوهِ الإعجابِ والتقدير!
جيلٌ جديدٌ، طريُّ العُودِ، هشُّ القَلبِ، تُغضبُهُ كلمةُ “لا” ؛ إذ إعتاد على كلمة نعم حاضر، وإن استعصى على والديه إجابة المطلوب.
جيلٌ يعرِفُ عددَ متابعيه أكثرَ من عددِ الطلبة في صفه، ويظنُّ أنَّ البُطولةَ في لعبةٍ رقميّةٍ أهمُّ من بطولةِ جدِّه في معركةِ “الكرامة”. ويُسقِطُهُ انقطاعُ الكهرباءِ عن جهازِ “البلايستيشن”. بينما الجيل القديم كان يحفظ بيوت الشِّعرِ أكثرَ من أرقامِ اللاعبين والمشاهير؛ فشتّانَ بينَ دَلوٍ يُروِي العطشَ من عُيونِ البلاد، ودَلوٍ آخرَ لا يحملُ إلّا نكهةَ “المَانغا” بالفانيلا!
جيلُ الساقيةِ… كتبَ التاريخَ بعرقِهِ، وجيلُ الآيس كريم كتب التاريخ أيضاً بعرق والديه.
ومع أنه متفرغ تماماً للتعلم فإنه يشعر بثقل المطلوب منه، فيطلبُ حذفَ الواجبِ بتقريرٍ طبيٍّ من “دُكتور السوشيال ميديا”!
فمن قالَ إنَّنا من ذاتِ الطينةِ؟
ذاكُم جيلٌ، وهذا… جيلٌ آخر مختلف الثقافة مشتت الانتماء.
ومعَ هذا كلِّهِ… لا نَسخرُ من الجيلِ الجديدِ، بل نَسخرُ من أنفسِنا حينَ اعتقدنا أنَّ الحياةَ سَتُعيدُ إنتاجَ المعاناةِ ذاتِها، نُدرِكُ أنَّ لكلِّ زمنٍ أدواتَه، لكنْ… يا لَجمالِ زمنِ الدِّلاءِ… ويا لَبراءةِ اليدِ التي حَمَلَتِ الماءَ، لا الآيس كريم.
بينَ ماضٍ نشتاقُ إليه، وحاضرٍ لا يُشبِهُنا، صرنا نَحنُّ إلى زمنٍ لم نَعِشهُ… نقرأُ الكتبَ القديمةَ، نستعيدُ صورَ الأمسِ، نُفتّشُ في تفاصيلَ بسيطةٍ… كانت تمنحُ القلبَ دفئًا.
نَشتاقُ إلى زمنِ النيّةِ الطيّبة، فالحياةُ في الماضي لم تكن مثاليّةً، لكنّها كانت أقربَ… إلى القلوبِ، إلى الصدقِ، إلى الطمأنينةِ. برأيِكم، ما الذي تغيّرَ، وأفقدَنا لذّةَ الحياةِ؟
ننظر إلى الماضي حينَ كانتِ الجَلسةُ بسيطةً، والدُّنيا أهدأ، والقلوبُ أطيبَ نَفسًا…
كُنّا نَفرحُ بفنجانِ قهوةٍ عربية مع الجيرانِ وإبريق شاي، نضحكُ من أعماقِنا، نُصغي إلى بعضِنا، ونَنظرُ في العيونِ، لا في الصّورِ فقط.
كُنّا نشتاقُ، وننتظرُ اللّقاءَ، نفرحُ بكلمةٍ، ونَهتمُّ بالتّفاصيلِ الصغيرةِ: رسالةٌ مكتوبةٌ بخطِّ اليدِ، دعوةُ شايٍ على البيدرِ دونَ ترتيبٍ، رغيفُ خُبزٍ خارجٌ من التّنور أو من الصاج، تملأُ رائحتُه الحارةَ كلَّها. وكان يبهجنا عرس قريب أو بعيد معنيون فيه ممتنون لحضوره، نشعر بفرح عارم
أمّا اليوم نحضر الأفراح تلبية للواجبات الإجتماعية والمجاملات. فقد أصبحنا قريبين في الشَّكلِ، لكنّنا بعيدونَ في الإحساسِ المفعم بالفرح أو الحزن. الوقتُ يَركضُ، وكلُّ شيءٍ يمضي على عُجالةٍ… حتى المشاعرُ صارتْ كأنّها لا تُحَسُّ. لكنْ…
رُغمَ كلِّ هذهِ التّكنولوجيا، ما زال بإمكانِنا أن نَستعيدَ شيئًا من نكهةِ “أيامِ زمانِ” ربما بجلسةٍ دافئةٍ… دون هاتفٍ نقال، بزيارةٍ بلا موعدٍ رتيب، بكلمةٍ من القلبِ، بِلَمَّةِ عائلةٍ، بطَبخةٍ نجتمعُ عليها جميعًا، في وقتٍ واحدٍ، تُذكّرُنا بأهلِنا، وبأيامِ الخيرِ تلكَ…
نعم، لن نستطيعَ أن نُعيدَ أيّامَ زمانِ، لكنّنا نستطيعُ أن نُعيدَ رُوحَها، وبَركاتِها أيضًا… فلنَعُدْ إلى أنفسِنا… فالزّمنُ لم يتغيّرْ، نحنُ مَن ابتعدنا عمّا يجعلُ الحياةَ حياةً.
أو ربّما غيّرتْنا التجارِبُ، وعلّمتْنا أن لا شيءَ يبقى على حالِه حتى نحن بينَ دَلوِ السّاقيةِ… ودَلوِ الآيسْ كريم!
ما زالَ الترابُ يشهدُ لمن مشى في الدروبِ، ولو غاب صوتُ الطباشيرِ، وأصبحَ صدى الشاشة وحدَهُ يُسمَعُ.
وأمّا اليوم…فجيلُ الاستهلاكِ يُبدّلُ هاتفَهُ كما يُبدّلُ قميصَهُ، وإن توقّفَ “الواي فاي” انزعج وكأن المطر انقطعَ عن الأرض.
جيلٌ تكفيهِ كبسةُ زرٍّ ليصله سائق “الدلافري” لكنَّهُ لا يصلُ إلى المعنى الحقيقي للحياة، ولا إلى ذاتهِ، ولا إلى الجذورِ التي أنبتتْه.
جيلٌ لا يعرفُ طَعمَ الانتظارِ، لأنَّ كلَّ شيءٍ جاهزٌ؛ البيتزا، الحبّ، والنجوميّةُ أيضًا!
جيلٌ لا يُحسنُ الإصغاءَ، لأنَّ “التمريراتِ السّريعةَ” علّمتهُ أنَّ الصّبرَ رفاهيةٌ لا تُطاقُ، وأنَّ الاهتمامَ لا يتجاوزُ ثلاثَ كلماتٍ.
جيلٌ ضعيفُ الانتماءِ إلى بيتٍه، وأسرته، فكيف يكون إنتماؤه لوطنه وأمته؟
هل تتذكّرون؟ كانَ جيلُ الأمسِ يَغسلُ وجهه بماءٍ باردٍ في الصباحات الباكرة، يصطحب في الصيف مطرة مائه من جرّةِ الفخارِ، ثمّ يُهرولُ إلى المدرسةِ وفي حقيبتهِ دفترٌ واحدٌ وقلمٌ نصفهُ مَضغٌ من شدّةِ التفكيرِ.
جيل اليوم لا يستطيعُ الاستيقاظَ دونَ منبّهٍ ذكيٍّ يُغنّي لهُ، ولا يبدأُ نهارَهُ إلّا بعدَ أن يُحدّثَ حسابَهُ على “سناب شات”، بصورةٍ تُظهرُ أنّهُ “استيقظَ بنجاح.
انتشرت اليوم سواليف التنمر والنوع الاجتماعي، والمساواة بين المرأة والرجل، وحقوق الطفل، بينما كنا نعيش حالة من السلم الاجتماعي دون دورات وورش وسواليف.
واليوم موقف بسيط قد يستدعي إجازةٍ صحيّةٍ، واستشارةِ طبيبٍ نفسيٍّ، وربما جلساتِ “تأمّلٍ عميقٍ” على شاطئٍ رمليٍّ.
جيلُ الأمسِ عرفَ قيمةَ المجتمع كل المجتمع، فكانوا يُبجّلون الكبيرَ والوجيه والمعلم والعسكري والمرأة…، ويخجلونَ من رفعِ الصّوتِ أمامهم، أما اليوم فقد نرى انفلاتا هنا وهناك. فهل نرثيهم؟ لا…
نُعاتبُ جيلَ اليومِ بحُبٍّ، ونرجو لهُ صَحوةً تُعيدُ إليهِ اتّزانهُ. نُريدهُ أن يُبدعَ، ويُحلّقَ، لكن دونَ أن ينسى الجذورَ التي أنبتتْهُ. فمن نسي الأرضَ التي نشأَ عليها، لا يُمكنُ أن يعرفَ إلى أينَ يمضي.
ما زلنا نرجو من المدارسِ أن تُعلّمَ أبناءَنا الشُّكرَ قبلَ القراءةِ، والاحترامَ قبلَ الحسابِ، والانتماءَ قبلَ الإملاءِ.
ونرجو من البيتِ والمجتمعِ والمُعلّمِ أن نكونَ قُدوةً لا عبئًا، وأن نرويَ لهم حكاياتِ النّورِ لا أن نكتفي بلومِ الظلامِ.
نُراهنُ على هذا الجيلِ… لا لنُشبههُ بالأمسِ، بل لنمنحهُ من نورِ الماضي ما يُضيءُ لهُ دربَ الغد، وهو أجدر منا على التفوق إذ لم يغفل ماضيه الأصيل المتجذر بالقيم والهوية القومية.

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com